رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حالة نادرة.. إجراءات عاجلة لمنع تكرار «هجوم القرش» على شواطئ البحر الأحمر

قرش
قرش

تمكن عدد من صيادى الغردقة، بمساعدة العاملين فى فرع البيئة والمحميات بمحافظة البحر الأحمر، من اصطياد سمكة قرش «النمر» التى هاجمت سائحًا فى أحد شواطئ مدينة الغردقة، ما تسبب فى وفاته أثناء السباحة فى عمق البحر.

ونجح الصيادون فى محاصرة «القرش» بالشِباك والمراكب الخاصة بهم، ثم أمسكوا بها وسلموها إلى الأجهزة المختصة لإخضاعها إلى الفحوصات اللازمة، ودراسة أسباب مهاجمتها وقتلها السائح.

وقال مصدر مسئول فى محميات البحر الأحمر إن هناك أسبابًا متعددة ومختلفة تدفع القروش للهجوم على البشر، منها بعض الممارسات الخاطئة، على رأسها إلقاء الطعام لها، أو محاولة لمسها، أو مضايقتها بممارسات معينة من العاملين على المراكب أو الغواصين.

وكشف المصدر عن أن سمكة القرش التى هاجمت السائح وتم اصطيادها من نوع «النمر»، وهى أنثى كانت تبحث عن مكان آمن لأجنتها، لافتًا الى أن «النمر» مصنّفة من بين أخطر أنواع سمك القرش على مستوى العالم.

وأضاف أن الأجهزة المختصة بدأت فى تجهيز وتركيب أجهزة رصد متصلة بالقمر الصناعى؛ لتتبع سلوكيات أسماك القرش فى البحر الأحمر، ومنع هجومها على البشر، وعدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.

وقرر اللواء عمرو حنفى، محافظ البحر الأحمر، غلق بعض شواطئ الغردقة لحين الانتهاء من عمليات مسح شاملة لها، وذلك اعتبارًا من أمس الجمعة وحتى غدٍ الأحد الموافق ١١ يونيو الجارى، على أن يتضمن ذلك عدم ممارسة أى أنشطة بحرية، مثل الصيد والغوص والتدريب على الغوص و«السنوركل» والألعاب المائية والباراشوت و«الكايت سيرف».

كما كلف محافظ البحر الأحمر الفنادق والمنتجعات السياحية على طول ساحل المحافظة بتعيين العدد الكافى من المنقذين المؤهلين الحاصلين على الدورات والشهادات اللازمة.

وشمل القرار استمرار حظر كل أنشطة الصيد بطول ساحل محافظة البحر الأحمر، خلال فترة منع الصيد المحددة بالقرار الصادر عن السيد رئيس هيئة الثروة السمكية. 

ويضم المنع كل أنواع الصيد الترفيهى التى تمارسها مراكب: «النزهة- الركوبة بالأجر- الخاصة»، داخل مدينة الغردقة وباقى المدن جنوبًا، بدءًا من الخميس المقبل، الموافق ١٥ يونيو الجارى.

«المنشآت الفندقية»: لا تداعيات سلبية على السياحة المصرية

قال علاء عاقل، رئيس غرفة «المنشآت الفندقية»، إن الدولة تعاملت بشكل احترافى مع الحادث، فقد تم اصطياد القرش بعد ساعات قليلة من الهجوم، إضافة إلى إيقاف جميع الأنشطة البحرية وممارسة السباحة بكل أنواعها، بداية من الجونة حتى خليج «أبوسومة» لمدة ٣ أيام، بالتنسيق مع محافظ البحر الأحمر.

وأضاف «عاقل»: «تتم حاليًا دراسة الأسباب التى أدت إلى مهاجمة القرش للسائح، وسيتم إعلان نتيجة هذه الدراسات قريبًا»، مؤكدًا أنه ليس هناك أى تخوف أو تداعيات سلبية لهذا الحادث على السياحة فى منطقة البحر الأحمر، خاصة أنه حادث عارض، كما أن المنطقة التى كان يسبح فيها السائح عميقة ومن الوارد أن تصل إليها القروش.

وواصل: «مدينة الغردقة ومنطقة البحر الأحمر تشهدان حاليًا تدفقات سياحية من مختلف الجنسيات، سواء السوق الروسية أو من الأسواق المهمة والرئيسية الأخرى، ولا يمكن أن يؤثر هذا الحادث على الحركة السياحية الوافدة إليها».

وأتم: «الغردقة وباقى مدن البحر الأحمر ستشهد بالتزامن مع عيد الأضحى رواجًا سياحيًا كبيرًا، خاصة مع انتعاش السياحة الداخلية وسفر المصريين خلال إجازة العيد».

خبيرة بيئية: تشريح وفحص السمكة لمعرفة «الخلل»

وصفت هانم الشيخ، خبيرة بيئية، هجوم أسماك القرش على البشر بأنه «شديد الندرة»، معتبرة أن استهداف سمكة قرش لإنسان يدل على إصابتها بـ«خلل» ما، لأن الانسان ليس من مصادر تغذيتها الطبيعية.

وقالت الخبيرة البيئية: «جرى اصطياد سمكة القرش لتشريحها، وبيان السبب وراء الخلل الذى جعلها تعتبر البشر من مصادر تغذيتها، وذلك على عكس الطبيعة». 

وأضافت: «أسماك قرش النمر تتميز بأنها ذات فك قوى وأسنانها حادة، ما يسمح لها بسهولة أن تتغذى على المحار والسلاحف والكثير من الفرائس فى البحر».

وأشارت إلى أن فريق العمل المختص فى وزارة البيئة تمكن، بالتعاون مع جهات أخرى، من السيطرة على سمكة القرش التى هاجمت أحد رواد شواطئ مدينة الغردقة، وجرى نقلها للمعمل لفحصها والتعرف على سبب هجومها.

وأوضحت أن الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، وجهت فريق العمل بتطبيق السياسات العالمية لتحقيق سلامة مرتادى شواطئ البحر الأحمر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادى حوادث هجوم القروش.

من جانبها، أرجعت نهى سمير، عميد معهد البيئة فى جامعة عين شمس، هجوم سمكة القرش إلى التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب هجرة الأسماك واختلاف البيئات.

وقالت عميد معهد البيئة فى جامعة عين شمس إن هذه الواقعة نادرة الحدوث، وتمكنت وزارة البيئة من احتوائها بشكل ناجح، مشيرة إلى تشكيل لجنة من المختصين لدراسة الأسباب والتحقق من كل الملابسات.

واختتمت: «تتم حاليًا دراسة المنطقة التى وقع بها الحادث، وأخذ عينات من المياه، لتفادى وقوع الحادث مرة أخرى».

غواص: ممارسات خاطئة للسائحين والصيادين وراء سلوكها العدائى.. وتسليط الضوء على الحادث «خطأ» 

كشف الغواص هشام مصطفى، الخبير فى مجال الأنشطة البحرية، عن أن سمكة القرش التى هاجمت السائح يطلق عليها «قرش النمر»، مُرجعًا سلوكها العدائى إلى الممارسات الخاطئة التى يرتكبها البعض.

وأوضح «مصطفى» أن من بين هذه السلوكيات إلقاء بقايا الأطعمة للأسماك، كما أن بعض المراكب ترمى حيوانات نافقة فى المياه، إضافة إلى انتشار الصيد الجائر، مضيفًا: «كل هذه ممارسات تعمل على تغير سلوكيات الأحياء البحرية وتدفعها لمهاجمة الإنسان».

وبَين أن هذا التوقيت يتزامن مع موعد ولادة هذه النوعية من سمك القرش، لهذا تذهب إلى المياه الضحلة لوضع مولودها خوفًا من التعرض للهجوم فى المياه العميقة.

وشدد على ضرورة وضع ضوابط قوية وفرض غرامات على مرتكبى هذه الممارسات السلبية التى تؤثر على الأحياء البحرية، مضيفًا: «لا بد من وضع أسلاك شائكة لمنع مرور أسماك القرش لمناطق السباحة، كما يحدث فى أى مكان فى العالم».

وأفاد بأن أستراليا من أعلى الدول التى تحدث بها حوادث هجوم للقرش على المصطافين، لكن لا أحد يعلم عنها شيئًا، لعدم تسليطهم الضوء على تلك الحوادث.

وألقى باللوم على ناشر فيديو الحادث على مواقع التواصل الاجتماعى، لإضراره بقطاع السياحة، الذى يعمل به نحو ٥ ملايين مواطن بصورة مباشرة وغير مباشرة.

من جهته، قال مصطفى الشربينى، رئيس مبادرة «رواد البصمة المائية»، سفير «ميثاق المناخ الأوروبى» فى مصر، إن أسماك القرش لا تهاجم البشر عن قصد، مؤكدًا أن «أسماك القرش تعض البشر دون قصد، أو دفاعًا عن النفس إذا شعرت بالتهديد، لكنها لا تعتبر الإنسان فريسة».

وأضاف «الشربينى»: «لسنا جزءًا من النظام الغذائى لهذه الأسماك، بل يفضل القرش أن يتغذى على الأسماك الصغيرة والمخلوقات البحرية الأخرى، لكن يحدث العديد من هجمات أسماك القرش بسبب السباحة بالقرب من موطنها الطبيعى، أو دخول الماء فى أثناء الغسق أو الفجر، أو إزعاج هذه الأسماك بطريقة أخرى».

وأكد أن «هجمات القرش على البشر نادرة، فقد يهاجم القرش الشخص بدافع الفضول أو الارتباك أو الخطأ فى الهوية، وغالبًا ما تنجذب أسماك القرش إلى المناطق التى يسبح فيها الناس أو يمارسون رياضة ركوب الأمواج، بسبب وجود مصادر غذائية، مثل الحيوانات النافقة».

وواصل: «سمكة القرش قد تخطئ وتعتبر الإنسان فريسة إن كان يرتدى أشياء لامعة مثل المجوهرات، إذ يراها القرش مثل قشور السمك، وتصبح أسماك القرش عدوانية إذا شعرت بالتهديد أو الذهول من سلوك الشخص فى الماء».

وأتم «أسماك القرش عادة تهاجم البشر بسبب سخونة المياه، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة بسبب التغيرات المناخية».