رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مختار نوح يواصل شهادته: محمد مرسى لم يكن يصلح رئيسًا ولا مدير شركة

مختار نوح
مختار نوح

السنوات الطويلة التى قضاها المحامى والباحث مختار نوح داخل جماعة الإخوان جعلته أكثر دراية بطبيعة شخصياتها وقيادتها، التى تصدت لحكم مصر فى فترة شديدة الصعوبة رغم كونها تفتقر تمامًا إلى المهارات والخبرات اللازمة لذلك، الأمر الذى جعله يصف الرئيس الإخوانى محمد مرسى بأنه كان رجلًا مغلوبًا على أمره وغير قادر على اتخاذ قرار أو التصدى لأى قضية مهمة، كأنه كان مسجونًا داخل عجزه.

وفى الجزء الثانى من شهادته على أحداث ثورة ٣٠ يونيو وما بعدها، أوضح مختار نوح، خلال حواره مع برنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الكاتب الصحفى والإعلامى الدكتور محمد الباز، عبر قناة «إكسترا نيوز»- أن مشهد اعتصام رابعة العدوية كان يستهدف تكوين كيان موازٍ ودولة بديلة ليحدث تنازع يسمح بتدخل القوى الدولية فى الشأن المصرى، واصفًا مشهد فض الاعتصام بأنه عبقرية منعت تنفيذ المخطط الأجنبى، وحققت مصلحة الدولة العليا.

■ هل تتبنى فكرة أن محمد مرسى مات مقهورًا من الإخوان؟

- نعم.. محمد مرسى مات مقهورًا من الإخوان، وأعتقد أنه لو تُرك لنفسه لندم على الكثير من الأشياء، وإنما كان «مرسى» مسجونًا فى سجن داخل السجن، وسجنه الحقيقى لم يكن ذلك الذى فى مبنى الإرهاب ولا الزنزانة ولا القفص الزجاجى، وإنما أنه لم يكن يستطيع أن يبدى رأيه فى أى مسألة، ولم يكن يستطيع أن يعبّر عن نفسه، وهو اضطر أن يساير أحداثًا كثيرة جدًا لأنه لا يستطيع الوقوف ضدها، وأعتقد أنه يوجد ألف محمد مرسى من هذا النوع فى جماعة الإخوان.

■ هل يعتبر رأيك فى «مرسى» نوعًا من التعاطف؟

- لا أتعاطف مع محمد مرسى بقولى إنه كان رجلًا مغلوبًا على أمره، وإنه رجل لا يستطيع أن يبدى رأيه، وإن قهره كان نابعًا عن العجز، وإنما يعتبر ذلك توصيفًا لشخصيته، فمرسى ما كان ينفع رئيسًا ولا كان ينفع عضو برلمان، ولا يصلح لأن يفكر ويبتكر ويمتلك منهجًا، وحين تعرض عليه قضية مثل «سد النهضة» فهو لا يعرف ما هو «سد النهضة»، كما أنه لم يكن له مساعدون، ويمكن وصفه بأنه إنسان أبسط من البساطة، ولم يكن يصلح لأن يكون رئيس جمهورية ولا مدير شركة.

■ كيف رأيت مشهد منصة رابعة؟

- مشهد منصة رابعة ووقوف طارق الزمر وصفوت حجازى وآخرين يهددون الشعب المصرى، وقول طارق الزمر: «يهددوننا بـ٣٠ يونيو ونحن سنسحقهم جميعًا»- يوضح سمات نفسية مشتركة فى الذين يكتسون بثوب ما يسمى «العمل الإسلامى»، وتجدها فى «داعش» الذى بدأ بهذا الشكل من خلال غرور الأفراد، كما أن هشام عشماوى بدأ بهذا الشكل أيضًا.

ومنصة رابعة التى نصبها الإخوان، والأعداد التى هتفت هناك جعلتهم يصلون لنفس الحالة النفسية التى تجعلهم يتحدثون فى أشياء لا يفهمونها.

■ ماذا عن رأيك فى مشهد وزير الدفاع فى «٣ يوليو» الذى أعلن فيه عن خارطة الطريق؟

- مشهد «٣ يوليو» كان ذكيًا ومتحضرًا، ودل على البداية المدروسة الذكية، وكانت نصيحتى لبعض الناس أن ينضموا إلى هذا المشهد، وكل ما بعده، منذ تعيين المستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية، رئيسًا لمصر، يؤكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يميل إلى المشورة، فهو رجل ديمقراطى جدًا، وكل المشروعات التى نفذها لا يمكن لعقلية واحدة أن تستوعبها كلها، لأنها فيها زراعة وصناعة ورمال سوداء وقطار كهربائى، أى لا بد أن تكون عقليته تميل إلى التشاور.

■ وماذا عن اعتصام رابعة؟

- أخبرت أحد شباب الإخوان فى رابعة بأن اعتصامهم أغبى عمل قام به الإخوان فى حياتهم، لأن نتيجته لم تكن بيد الجماعة، وإنما آخرين، وهدفه هو أن يتحول إلى قوة تواجه الدولة، أى أن تصبح هناك قوتان، أى دولتين ونظامين فى مصر، فيتدخل المجتمع الدولى، ولهذا عقد الإخوان جلسة للبرلمان داخل رابعة رغم أنهم لن يشرعوا أى قوانين ولا يمتلكون قوة تنفيذية، وكان الهدف هو استحداث كيان موازٍ حتى يتدخل المجتمع الدولى، والقليل فقط من إخوان رابعة هم مَن كانوا يعلمون بهدف الاعتصام.

وهذا المخطط الأجنبى هو سبب الإصرار على فض الاعتصام لمصلحة الدولة العليا، وكان عملًا عبقريًا، لأن التأخر فيه كان معناه أن تنشأ الدولة البديلة.

■ ما دور «٣٠ يونيو» فى تبديد أوهام الجماعة حول كثرتهم وامتلاكهم الكوادر اللازمة لإدارة الحكم؟

- الإخوان ليسوا كثيرين، والتنظيم معروف كعدد، وهم معروفون حصرًا عند خيرت الشاطر، وعددهم كان محصورًا فى قضية «سلسبيل» وهو محصور الآن فى أمن الدولة.

ومبدأ الثقة قبل الكفاءة قضى على الإخوان بشكل نهائى، لكن «٣٠ يونيو» كشفته، فالجماعة طوال عمرها لا تثق فى أى كفاءة إلا إذا كانت محل ثقة من التنظيم الخاص، فهو مَن يقود منذ بداية الأسرة وحتى المكتب الإدارى.

فعلى سبيل المثال، كان المكتب الإدارى فى دمنهور يديره مدرس ابتدائى، وقد لا يكون مدرسًا وإنما معه ابتدائية رغم أنه يوجد عباقرة وعلماء فى دمنهور، لكنهم لا يجوز لهم أن يتولوا مسئولية المكتب الإدارى.

■ من أى شىء تخشى على ٣٠ يونيو؟

- أخشى على «٣٠ يونيو» من الفساد لأنه عدو رهيب، وقد حذرت منه وقلت إن كل شىء يمكن التغلب عليه، فالعقليات المتنوعة وغير الديكتاتورية تستطيع حل كل شىء أما الفساد فلا، فهو يريد إجراءات وخططًا أخرى لأنه العدو الحقيقى.

وأظن أنه يوجد فساد فى كل مكان هوايته أن يقضى على هذا النظام، فهو لا يريد لهذا النظام أن ينجح، ولا يريد لثورة «٣٠ يونيو» أن تنجح، وعندما يحدث صمت تجاه شخصية معينة، حتى لو كان وزيرًا، فاعلم أن الفساد موافق عليه.