رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وقفة العيد على طريقة كمال الشيخ

القصة عن الطفلة التي استقلت الترام رقم 30 من دير النحاس إلى العتبة تقصد صيدلية تعمل في صباح وقفة عيد الأضحى.

ما قبل القصة نفسها، مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك وبالمصادفة أشاهد فيلم حياة أو موت، كما لم أشاهده من قبل، وكما أنها المرة الأولى أتعرف على الأبنية والشوارع التي تجوبها الفتاة سميرة ابنة أحمد إبراهيم واسمها الحقيقي ضحى أميري، التي لعبت عدة أدوار قليلة في طفولتها، لعل سميرة هو أشهرها، كما لعبت إنجي/ مريم فخر الدين في الصغر في فيلم رد قلبي، وفاطمة/ صباح في فيلم ثورة المدينة، ثم اختفت بعد ظهورها في فيلم جمعية قتل الزوجات 1962.

فيلم كمال الشيخ مزج بين التشويق والإثارة بمعاني متنوعة من الإنسانية والبراءة ومن أشدها ليونة مشهد الفستان الذي يتصدر فاترينة "هانو" والذي كان سعره 250 قرشاً لا يمتلكها الأب الذي فقد وظيفته ورفض المدير المستفز صرف راتبه إلا بعد انقضاء إجازة العيد، فيلجأ الأب عماد حمدي إلى بيع ساعة يده في سبيل شراء فستان العيد لابنته، وفي ثقة الطفلة بوالدها عندما أتى إلى مسامعها مامأة الخروف فظنت أن والدها من جلبه لأجلهم وفي عدم تخليها عنه عندما قررت الأم مديحة يسرى أن تقضي إجازة الأضحى في منزل والديها وفضلت البقاء إلى جانبه.

والتشويق من خلال متابعة رحلة الطفلة مع حبس الأنفاس في المشاهد المثيرة المتتالية واحتكاكها بالمارة ومقابلاتها مع بعضهم ونظرًا لاقتصار وسائل الاتصالات في هذا الوقت 1954 على الوسائل البدائية مثل البريد والتلغراف وأفضل الأحوال كان الهاتف الأرضي، ذلك المستخدم في أحداث الفيلم بشكل رئيسي، مما ساعد في خلق حالة من التوتر للمشاهدين المنتظرين سماع الأب المريض لرسالة الحكمدار عبر الأثير بالجملة الخالدة التي تعرفها الأجيال عن ظهر قلب "إلى أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه الدواء به سم قاتل".