نسمة صيف
انتهت امتحانات أغلب الأعوام الدراسية وارتفعت درجة الحرارة وتزينت كل الشوارع بملابس الصيف بألوانها الزاهية، وآدى الصيف عاد من تانى.. وأصبحنا على بُعد خطوات من معركة كل عام.
المصيّفون يجلبون الصخب والضوضاء معهم ويجعلون من الإسكندرية مدينة مزدحمة تعج بالبشر وحاملى العوامات، أهل المدينة يشتكون من سوء السلوك فى مواقف عديدة، والزوار يعترضون ويؤكدون أنهم لم يفعلوا شيئًا غريبًا وأن أهل المدينة هم فقط المتحفزون والمعترضون بلا سبب وجيه.
مما لا شك فيه أن تلك المدينة تتحمل ما لا تتحمله غيرها طوال فترة الصيف، ملايين الزوار يرتدون ملابس السباحة فى كل مكان وفى أى وقت، تتوقف حركة السير بالكورنيش وتمتلئ المطاعم والمقاهى بزوارها وتصبح رؤية الأمتار القريبة من الشط فى خبر كان من شدة الزحام وتلاصق الأجساد.
شرم الشيخ، الغردقة، مرسى مطروح، الإسماعيلية.. إلخ، لكن لا شىء يضاهى الأسكندرية وسحرها، لها مكانة خاصة بالقلوب وذكريات يتجدد الحنين إليها مع كل عام وكل بداية صيف جديد.
أكل الفريسكا والجندوفلى والبقلويظ وزيارة المنشية ومحطة الرمل وميامى وبئر مسعود وزنقة الستات وقلعة قايتباى، أشياء لا تتكرر ولا يوجد مثلها فى أى مكان سواها.
حركة سياحة داخلية لم تعرف مدينة غيرها حجمها وثبات حدوثها كل عام، فقط لا يأمل أهل المدينة إلا بشىء واحد.
رفقًا أيها القادمون بحماس الطفولة وذكريات الماضى، مدينة ذكرياتكم تُرحب بكم وتنتظركم مع كل نسمة صيف وهى مبتسمة فاتحة ذراعيها لكم، تجدد لكم طرقها وتنشئ عشرات الكبارى والأنفاق الجديدة كى لا تجدون ما يعكر صفو رحلتكم ويفسد عطلتكم وأحلام اللهو والبهجة والسعادة.
فقط تذكروا أنها مدينة مثل مدينتكم بها الطالب والمريض والباحث عن الهدوء، ما ترتدونه للبحر لا ترتدونه لغيره، وما تفعلونه على البلاج لا تعيدوا فعله فى الشوارع والميادين، ننتظركم ونسعد بحضوركم وزيارتكم ولا نريد أن تعودوا وأنتم لا تحملون ابتسامة سعادة فوق أفواهكم.
لا أخفيكم سرًا، أنى ورغم أنى إسكندرانية إلا أنى مثلكم أرى مدينتى فى الصيف بعين تشبه أعينكم وأسعد مثلكم بزيارة البحر والعدو فوق رمال الشاطئ، نُزين مدينتا ونهنئها لزيارتكم ولا نتأخر لحظة عن مساعدتكم والترحيب بكم.
فقط نطلب منكم أن تتشبهوا بما جئتم من أجله وتصبحوا برقة وعذوبة نسمة الصيف.