رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ساحر العرائس يحكى:5

صلاح السقا يروى تفاصيل الأيام الصعبة: 10 محاولات لاغتيالى معنويًا

أشرف عبد الشافى
أشرف عبد الشافى

 

عاش مسرح العرائس أزهى مراحله بعد عرض الليلة الكبيرة، وبدأت مصر تأخذ مكانها وسط مسارح العرائس فى العالم، بفضل جهود السقا وجاهين وناجى شاكر وسيد مكاوى، وأرسلت رومانيا دعوة خاصة إلى صلاح السقا ليستكمل دراسته فى هذا الفن، لكنه عاد بعد رحلة طويلة وشاقة ليجد نفسه غريبًا عن مسرحه ومكانه!، لا أحد يهتم بما يحمل من أفكار وكأنه لم يكن هنا يومًا ولم يواصل الليل بالنهار كى ينهض بهذا الفن الوليد!، وأصيب السقا بحسرة ونوبات اكتئاب، لكنه وجد مساندة غير مسبوقة من كبار فنانى مصر، على رأسهم الفنان المصرى خفيف الروح محمد فوزى، الذى قدم له الألحان وحرص على التجول معه فى جولات إلى طنطا مسقط رأسه، ليعود صلاح السقا نجمًا وحيدًا فى سماء مسرح العرائس، وينهزم كل الذين حاولوا إبعاده كما سنرى.

- محمد فوزى أنقذنى من الاكتئاب وتعرضت لحرب شرسة داخل الوزارة 

- الخبراء الأجانب اعتبرونى عدوهم الأول وأبعدونى عن الفرقة 

- عاملونى كملك فى رومانيا وكحامل حقائب فى بلدى

عندما تعلمت اللغة الرومانية من أجل العروسة 

فى أول ديسمبر سنة ١٩٦١ بدأت رحلة السقا الدراسية خارج الحدود إلى بوخارست للالتحاق بمعهد سندريكا للعرائس: «إذ كان هو المعهد الوحيد المتخصص فى دراسة فن العرائس فى جمهورية رومانيا التى وصلتنى منها الدعوة لقضاء منحة تدريبية بهذا المعهد»، وكان ملحقًا به مسرح بنفس الاسم، وكان يعتبر فى هذا الوقت أهم مسارح العرائس فى العالم، واستقبلوه فى رومانيا استقبال الملوك، وجاء إليه مندوب وزارة الثقافة الرومانية بنفسه وأخذه للإقامة فى قصر العباقرة الذى تم تخصيصه لاستقبال الضيوف المتفردين من الفنانين والشعراء والأدباء والكتاب والنقاد فى المسرح والسينما، كمنحة من منح التفرغ للدولة يكتبون ويدرسون ويتدارسون، لكن السقا لم يكن ذاهبًا للاستجمام، لذلك طلب الانتقال إلى فندق قريب من مسرح سندريكا الذى سيلتحق به للعمل والدراسة.

«.. وبدأت فى زيارات للمسرح والأساتذة المتخصصين، وكانت بداياتى أن أدرس جميع أنواع التمثيل بالعرائس، حيث كان فى هذا المسرح شُعب متعددة - ليس فقط عرائس الماريونيت التى قدمناها فى مصر، بل كانت هناك الماسكات والقفاز وخيال الظل وأساليب التكنيك المختلفة والمزج بين البشر والعرائس والتمثيل المباشر والمسجل. وعديد من التكنيكات المختلفة بدأت أمارسها داخل هذا المسرح فى فرقه المتعددة. وكان أن وضعوا لى خطة عمل أخرى، وهى أن أساهم بدورى كممثل بالعرائس فى برامج الريبركوار الخاصة بالمسرح فى فرقه المتعددة، فوزعت علىّ أدوار كبار الفنانين داخل هذا المسرح، وهنا ظهرت مشكلة اللغة فكيف أقوم بالتمثيل مع العرائس بلغة أجنبية هى بعيدة كل البعد عن اللغة العربية؟!، ساعدنى فى ذلك إلمامى باللغتين الإنجليزية والفرنسية، فقد كنت أسجل ما أسمعه بالعربية وأترجم إلى اللغة العربية كمقاطع وجمل متصلة منفصلة، وأبدأ البروفات وحدى على هذه الأدوار المسجلة باللغة الرومانية على حسب سمعى لها وإجادتى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وتحصيلى هذا المعنى الكامن فى الجمل الرومانية، وفى الشهر الأول وجدت صعوبات عديدة، فما كان منى إلا أن طلبت من كل زملائى داخل هذا المسرح ألا يكلمونى لا بالفرنسية ولا بالإنجليزية- فقط باللغة الرومانية- وما كان منى إلا أن حصلت على بعض الكتب من المكتبات كيف تتعلم الرومانية؟ من الإنجليزية إلى الرومانية ومن الفرنسية إلى الرومانية، وبدأت جادًا فى تعلم اللغة الرومانية ليس فقط حديثًا بل قراءة وكتابة. وفى الثلاثة أشهر الأولى أتعامل كأحد الرومانيين داخل هذا المعهد وبين أعضاء الفرق التى أعمل بها».

وقدمت معهم العمل، وتعلمت من هذه التجربة المهمة كيفية الوصول إلى قدرات العروسة فى التعبير، واللا نهائية التى يمكن أن تعبر بها عن الدور الذى تقوم به. كان هذا فرقًا شاسعًا بين الممثل البشرى والعروسة فى التعبير على خشبة المسرح.. كان عملًا عالميًا رائعًا. وكانت النتيجة أن فاز العمل بالجائزة الأولى فى مهرجان وارسو الدولى، وعدت بعدها إلى بوخارست لألتحق ثانية بالمعهد وبالمسرح لنواصل الدراسة مع بقية الفرق، فانتقلت من فرقة الماريونيت إلى فرقة أخرى وهى فرقة القفاز، وبدأت فى دراسة فن العرائس القفاز بمشتقاتها العديدة سواء كانت بالأيدى فقط أو بنصف الجسم أو بالجسم كله إذا كانت من الأقنعة والماسكات وكيفية التمثيل بالعروسة أو مع العروسة أو إلى جانبها.. وتعلم صلاح السقا خلال هذه الرحلة الطويلة أن العرائس فن لا يتطور إلا بالاطلاع على تجارب الآخرين، والمهرجانات الدولية هى التى تحقق ذلك، فلك أن تتخيل حجم الاستفادة عندما ترى فنون العالم مجتمعة فى عشرة أيام أو أسبوعين فقط فى بلد واحد من الشرق إلى الغرب، هذه المهرجانات هى المدرسة الحقيقية، فهى تجارب مسارح لها باع فى هذا الفن، وتضم مجموعات من كبار الفنانين التشكيليين والمخرجين والحرفيين، فليست لمسرح العرائس حدود ولا يرتبط بنظرية، هو مسرح تجارب بشكل دائم ومتجدد رغم أنه المسرح الوحيد، الذى يحتفظ بتراثه الإنتاجى، فهذه العرائس يمكن أن يتوارثها فنانون آخرون ويقوموا بالأداء فى نفس العرض وفى نفس المشاهد ونفس النص. 

محمد فوزى يحقق أكبر انتصار فى حياتى 

تعلم صلاح السقا الصبر، أدرك أنه يحمل رسالة ولا بد من توصيلها مهما كانت الصعوبات، ووجد دعمًا كبيرًا من الفنانين المؤمنين بقدراته وعلى رأسهم محمد فوزى، وظل يتردد على مكاتب المسئولين بمشروعاته الجديدة لتأسيس مسرح عرائس للطفل، حتى حصل منهم على موافقة مشروطة بشروط مجحفة فى كل بنودها، فقد كان مطلوبًا منه أن يبدأ من الصفر، وذلك بتكوين فرقة كاملة وإعداد مصممين ومنفذين وعمال وفنيين!!، كل ذلك رغم وجود فرقتين بالمسرح، «ورغم ذلك تحملت هذا العبء فقد كان المسرح لا يعمل فى ذلك الحين بفرقتيه، إلا فى عرائس الماريونيت وهى عرائس الخيوط. وكان مشروعى معتمدًا أساسًا على عرائس القفاز وحرفية الإخراج لها، فقمت بتدريب عدد لا بأس به من ممثلى العرائس بعد أن استقر الرأى على اختيارهم وبدأت بفرقة مدارس خاصة تتنقل وتتجول إلى تجمعات الأطفال، وشاركنى هذا الحماس أصدقائى المخلصون من فنانين وتشكيليين، وكانت نتيجة هذا الجهد أن خرجت إلى جمهورى العزيز وهو الطفل المصرى لشخصية (صحصح)، كان أول عمل هو فكرتى وأشعار صلاح جاهين مع الملحن العظيم الموسيقار محمد فوزى، وبكل أسف لم يكن حفل الافتتاح فى القاهرة، فقد أبعدونى عن العاصمة، فكان عوض الله بافتتاح عظيم بمدينة الإسكندرية فى ١٣ أكتوبر ١٩٦٣ واستمرت رحلتى فى محافظات الجمهورية يرافقنى أحيانًا الفنان الراحل محمد فوزى، وقد حضر افتتاح هذا العرض بمدينة طنطا فى نوفمبر ١٩٦٣ وكان صدى هذا العمل بحكم النقاد والجماهير نجاحًا منقطع النظير. وذاع صيت فرقة المدارس وأصبح الطلب عليها كثيرًا واستمرت الرحلة ما لا يقل عن ٣ أشهر متصلة. اختتمتها بزيارتى فى أواخر ديسمبر لدولة اليمن، عدت بعدها إلى القاهرة لأستكمل رحلتى فى صعيد مصر. واستغرقت رحلة أخرى لمدة ٣ أشهر أخرى بعدها عادت الفرقة لتقدم هذا العرض بالقاهرة سنة ١٩٦٤». 

عزلونى.. وحاربونى ولم أعرف السبب!                  

 

وعاد السقا، عام ١٩٦٣، وهو يحلم بأعظم مستقبل لمسرح العرائس المصرى الخالص، فقد رفعت دولة جمال عبدالناصر شعار صنع فى مصر وطبقته على مجالات الثقافة والفنون، وقد تعلم جيل صلاح السقا من الخبراء الأجانب وحان لهم الوقت ليقدموا تجاربهم بشكل مصرى مستقل تمامًا، عاد السقا يحمل آلاف الأوراق من صفحات الدراسة والاجتهاد حول كيف يتعامل الطفل المصرى مع مسرح العرائس، وماذا يجب أن يقدمه هذا المسرح للطفل؟، يقول السقا: «عدت إلى القاهرة أحمل بجعبتى الكثير من العمل والفكر، عدت تملؤنى السعادة والتفاعل.. لكن وزارة الثقافة التى يتولاها آنذاك «عبدالقادر حاتم» كانت قد استقدمت خبراء من الاتحاد السوفيتى وقامت بتعيين إدارة جديدة للمسرح، وتقدمت بمشاريعى التى اعتزمت أن أقوم بها أو أزود بها إنتاج مسرح العرائس. وقد لاقيت ما لاقيت فى هذه الفترة من حوارات ومن مواقف يعلم الله إن كانت هذه المواقف شخصية أو تخطيطية من الإدارات التى كانت موجودة فى ذلك الحين. وأحسست بنفسى معزولًا فتقدمت بمشروع للطفل المصرى.. ما يجب أن يقدم للطفل فى سن المرحلة الأولى الدراسية، واقترحت أن أؤسس فرقة خاصة للطفل، لكن الإدارة الجديدة لم تسمعنى، لأنها مشغولة مع الخبراء السوفييت.

 

وفشلت مؤامرة الخبراء.. و«صحصح» يقود الفرقة 

 

فى هذه الفترة التى تفرغ فيها صلاح السقا لتأسيس فرقة عرائس خاصة بالمدارس، كان هناك إصرار من الخبراء الأجانب «الاتحاد السوفيتى ورومانيا» على عدم تواجده مع الفرق الجديدة داخل الوزارة، يقول السقا: «كان هناك إصرار على إبعادى عن هذا الكيان الذى قمت بتأسيسه، وإصرار على إبعادى عن العاصمة وعن أجهزة الإعلام».

ليس هذا فحسب، بل فوجئ السقا بالنقل من مسرح القاهرة للعرائس وهو أحد مؤسسيه إلى مركز الخبراء أو مكتب الخبراء الذى لم يكن له وجود على أرض الواقع!!

ويعلق السقا على كل هذا بأنه لم يعرف سببًا لكل الاضطهاد، ولم يعرف هل هو موقف شخصى منه أم أنهم أرادوا اغتياله معنويًا بشكل عام، فلم يكتف هؤلاء بكل ما مضى وأضافوا إليه تكوين فرقة بقيادة أحد الخبراء السوفييت للقفاز لتنافس فرقة المدارس التى صنعها السقا وحيدًا، وكانت هذه الخطوة تؤكد أن هناك مؤامرة ضده وبشكل علنى.

كان يدور فى ذهن إدارة المسرح فى ذلك الحين الفشل الذريع الذى سوف يصيب فرقة المدارس. وأن الفرقة الرئيسية ستكون هى العمود الفقرى فى ذلك الحين، وكانت النتيجة عكسية وظهرت فرقة الخبير السوفيتى وفشلت فشلًا ذريعًا، ولم تنجح فى هز عرش فرقة السقا، وذابت تلك الفرقة الرئيسية التى خصص لها كل الجهد من إدارة المسرح فى فرقة السقا. 

وأصبحت فرقة «صحصح» هى الرئيسية، وذاع صيتها حتى غطى على ما قدمه الخبراء بعد ذلك، كان صحصح موالد شخصية عرائسية تخاطب الطفل وتلعب معه وتثقفه وتواسيه وتعلمه وترفه عنه أحيانًا. وكانت هذه العروسة مولد عرائس كثيرة أتت فيما بعد.

قاومت واستمر تواجدى داخل المسرح كضيف من ضيوفه، علمًا بأننى أرى فى داخلى أننى عمود من الأعمدة التى قامت عليها فرق المسرح.

كانت رحلة مليئة بالأصدقاء، الذين رافقونى من فنانين وفنيين وأدباء وتشكيليين ومؤلفين وملحنين وأذكر منهم: يوسف شعبان وحمدى أحمد، وسمير أحمد، محمود يوسف، السيدة نجوى محمد، السيدة راقية، من الفنانين التشكيليين حلمى التونى، ومن السادة كبار الملحنين: على إسماعيل وسيد مكاوى وعلى فراج، ومن المؤلفين: صلاح جاهين وسمير عبدالباقى وعلى سالم.. ومحمد فوزى ذلك العملاق الذى وقف إلى جانبى فى أول تجربة لى وله لمسرح العرائس الموجه للطفل بشكل خاص. فكان له دور كبير وكان يرافقنى فى رحلاتى أحيانًا إلى مدن الأقاليم لا أعلم حبًا لهذا الفن أم رأفة بى، أم لأننى فى بدايتى أطوف الأقاليم بعيدًا عن أجهزة الإعلام والدعاية؟. كانت هذه هى رحلة قبل أن أنتقل إلى دراستى السينمائية واستمرت التجربة، فقدمت إلى جانب صلاح جاهين، على سالم فى مسرحية «السنة الثامنة» وسمير عبدالباقى لأول مرة بمسرحية عم معاطى التى سميت «حكاية سقا»، محمد فوزى لأول مرة كان يعمل بالمسرح بمسرحية صحصح، سيد مكاوى عاد وعمل معى فى حكاية سقا، التى كانت من الأعمال التى لها علامات على فرقة الماريونيت. عدت وقدمت صحصح وجميلة التى كان العرض كله لا يحتوى إلا على عروستين وممثل بشرى. وكانت التجربة الأولى فى مزج العرض المسرحى على مسرح العرائس بين البشر والعروسة. وكان هذا العرض له صفة خاصة: أن الطرف الآخر فى الحوار كان الجمهور. وكانت هذه هى العلاقة الثانية أو الثالثة الليلة الكبيرة ثم صحصح واستمرارًا لليلة الكبيرة كانت حكاية سقا والتكنيكات الدائرية والمسارح الدائرية التى أدخلتها به.

 

وجعلونى حامل حقائب!

اشتدت معاناة السقا، لكنه لم ينكسر، واكتفى بأن يشاهد كل هؤلاء يسقطون ويفشلون بينما هو يحقق النجاح فى صمت غير طامع فى شىء، ولقد وصل الاضطهاد والاستبعاد إلى درجة أن تحول الفنان والرائد صلاح السقا إلى مجرد «مشهلاتى» يحمل حقائب وأدوات الفرقة إلى المهرجانات الدولية!!، هل تتخيل هذا التعسف والجبروت، يروى السقا أنه فى عام ١٩٦٥ وصلت إلى إدارة مسرح العرائس دعوة للمشاركة فى مهرجان دولى ببوخارست، وهى المكان الذى حفظه السقا فى رحلته التى قام بها عام ١٩٦٠، لكن إدارة المسرح حشدت كل جهودها لكى يكون السقا بعيدًا عن الفرقة التى تم اختيارها، وليتهم استبعدوه تمامًا، لكنهم طلبوا منه أن يقوم بدوره كمرافق للوفد المصرى باعتباره يجيد الرومانية! 

يحكى السقا فى مرارة: «وقد طار المسرح كله إلى بوخارست بالطائرة إلا أنا فقد تم شحنى مع المهمات والأدوات فى باخرة رست بنا فى الميناء الرومانى كونستانزا.. وكان علىّ أن أخرج بكل هذه المهمات وأذهب بها إلى بوخارست. وأعد لها المسرح والإمكانات الفنية رغم أنى كنت شبه مفلس، وبعلاقاتى الشخصية، وبلهجتى الرومانية المصرية وفقنى الله إلى أن أعد كل شىء قبل وصول الفرقة التى وصلت بالطائرة قبل العرض بعدة أيام، واستغرقت التجهيزات عدة أيام، وأقيمت البروفات وقدم العرض الذى قوبل بفتور شديد من الجمهور والنقاد الذين سألوا عن جنسية هذا العمل الذى ظهر بلا هوية!، العجيب أن الوزارة كانت تعرف أن العرض غير مناسب، وكانت تعرف أن عرض الليلة الكبيرة قام فى أكتوبر ١٩٦٤ بجولة فى ٨ دول أوروبية وحاز إعجاب العالم كله.

السينما ونهاية الرحلة قبل الأوان 

لم تتوقف أزمات مسرح العرائس مع صلاح السقا إلا قليلًا، لذا فقد قرر الرجل أن يبتعد خاصة بعد نكسة ١٩٦٧ وأن يتجه لدراسة السينما فتقدم للمعهد العالى طالبًا بالدراسات العليا فى أول دفعة للمعهد عام ١٩٦٧. يقول صلاح السقا إنه كان يريد أن يضيف إلى فن العرائس حقلًا آخر هو سينما العرائس، لكنه يتوقف عند هذا الحد، ولا يقدم معلومات إضافية عن تلك الفترة وما بعدها، وبكل أسف فإن هذا هو المتاح عن الرائد الكبير الذى يحتاج من المتخصصين بحثًا أكثر ومراجعة لكل هذا الكم الهائل من المعلومات، وأظن أن اتساع دائرة التوثيق فى مصر وتخصيص محطة خاصة له يجعلنا نتفاءل خيرًا فى البحث من جديد عن صلاح السقا أو طائر النورس الجميل.