رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شروق» يوم جديد

الحياة مليئة بالتحديات والمشاكل التي قد تسبب لنا التوتر والقلق والضغط النفسي، وهذه الضغوطات قد تؤثر سلبًا على صحتنا ورفاهيتنا وعلاقاتنا وأدائنا في العمل أو الحياة ككل، لذلك من المهم أن يكون لديك شخص هو الأقرب إليك من نفسك ويساعدك على الدعم النفسي المناسب.
أحيانًا يكون الشخص المتضرر في حاجة إلى مستشار نفسي، فيلجأ إلى أقرب شخص إليه من دائرته المحيطة ولا يهم أن يكون مؤهلا لتقديم النصائح في مجال علم النفس أو يمتلك مجموعة من التقنيات والأساليب الحديثة، وإنما وجوده في حياتك يكون كفيلًا للمرور بأحلك الأوقات وتخطي أصعب الظروف.. ويكون باختصار بمثابة "شروق" ليوم جديد من عمرك.
ضغوطات الحياة هي الشعور الذي ينتاب الناس عندما يكافحون للتعامل مع التحديات، وقد تؤثر على الفرد بأشكال متعددة، وربما تكون صعبة التحمل وتستمر لفترات طويلة، أو تأثيرات بسيطة تستمر لمدة قصيرة من الزمن، وتتمثل هذه التأثيرات في:
تأثيرات نفسية: هى التغيرات التي تتشكل لدى الفرد، وتعيق قدرته على التركيز والانتباه، وتُحدث اضطرابات في الذاكرة، وتزيد سرعة غضبه واستثارته، وتُشعره بالحزن والاكتئاب. 
تأثيرات فسيولوجية: تُعرف أيضًا بالتأثيرات الجسدية، وهي التي تحدث في وظائف أعضاء الجسم، كتحسين عملية التمثيل الغذائي التي تعمل على إمداد الجسم بالطاقة؛ لتمكّنه من مواجهة الضغوطات، وتحسين نشاط عضلة القلب؛ لتتمكّن من ضخ الدم لأنحاء الجسم، وتحسين مهام الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى زيادة نشاط العضلات، وبالتالي يؤدي استمرار هذه التأثيرات إلى مضاعفة الأمراض في الجسم.
تأثيرات سلوكية: تحدث التغيرات في السلوك نتيجة حدوث التأثيرات السابقة، المتمثّلة في النفسية والجسدية، ويصبح الفرد أقلّ دافعية، وتنخفض قدرته على إنجاز أعماله، وتنقص رغبته في تناول الطعام، وتختلّ ساعات نومه.
قال الله تعالى: (وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).. الإيمان بالله هو أعظم مصدر للتعايش مع ضغوطات الحياة، فالإنسان المؤمن يثق برحمة ربه وقدرته على تغيير كل شيء، ويستعين به في كل أموره، ولا يقنط من روحه، بل يدعوه ويستغفره ويتوب إليه، فالدعاء هو سلاح المؤمن وسبب لتحقق أمانيه.
اصبر.. فالصبر هو أقوى طريقة لزرع الأمل في الحياة، إذ يجعل الإنسان يتحمل المصاعب والمحن بثبات وقوة، ولا ييأس من رحمة الله أو فضله، بل يتوكل عليه ويرجوه، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) .
في نهاية كل يوم ومهما كانت الضغوطات الجأ إلى شريك حياتك وانظر إلى النعم التي منحك الله إياها، نعمة الصحة، نعمة وجود شخص ما في حياتك، نعمة الحلم والطموح، وغيرها من ملايين النعم المحاوطة لك، حيث يتعافى الشخص بمدى اليقين في الله عز وجل، وثقته بوجود شخص مؤمن بوجوده، بالإضافة إلى الثقة بأنه يستحق الأفضل، وإدراكه أن هناك نعمَا أكرمنا الله بها مثل النجاح والستر والقبول.
وأخيرًا.. أتمنى دوام الأوقات الجميلة التي تتلخص في مقابلة أو مكالمة مع «الأقرب».. حينها تشعر بأنك امتلكت الدنيا بما فيها، وتدعو أن تأتي معجزات الله ويقلب الموازين لأجل دعوة كُنت تَلح بها في جوف الليل، فيجبرك جبرًا يليق بعظمته لتنسى كُل كسر مررت به، وكل حزن أصاب قلبك، وكل هم أثقل كتفك، وكل دمعة ذَرفت من عينيك، لتقول حينها "الحمد لله" من أعماق قلبك وعقلك.. «اعمل اللي عليك للنهاية، وسيب ربنا يدبرها».