رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إستراتيجة التحول الرقمي .. مسيرة التطوير في ٩ سنوات من حكم «السيسي»

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

منذ آلاف السنين، كانت مصر مهد الحضارات والثقافات والعلوم والفنون، وشهد تاريخها العريق عدة تحولات وتغيرات في شكل الدولة ونظام الحكم وطريقة الحياة، وفي عصرنا الحالي، تواجه مصر تحديات وفرصا جديدة في ظل التطورات العالمية والإقليمية والمحلية، التي تتطلب منها التكيف والابتكار والتجديد في مختلف المجالات.

منذ توليه الحكم في عام 2014، يوجه الرئيس السيسي بإجراء عدة تغييرات وتعديلات في هيكلة وأداء الجهاز الإداري للدولة؛ بهدف تحقيق الكفاءة والشفافية والرقمنة في العمل الحكومي، وأطلقت الحكومة  رؤية استراتيجية لبناء "مصر الرقمية"، تهدف إلى استخدام التكنولوجيا لتحسين حياة المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة والشاملة. 

وتشمل هذه الرؤية عدة مشروعات ومبادرات لرقمنة الخدمات والمعاملات الحكومية في مختلف القطاعات، بما يضمن توفير خدمات أسرع وأسهل وأرخص وأكثر شفافية وكفاءة للمستفيد، ومنها توفير خدمات حكومية عبر الإنترنت، وتطبيق نظام تعليم جديد، وتوفير نظام موحد للتأمين الصحي.

 

وتسعى الدولة المصرية إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية في تحسين جودة الحياة للمواطنين، وزيادة النمو الاقتصادي، وتعزيز الأمن والاستقرار، وتحقيق التكامل مع المجتمع الدولي.


مصر الرقمية

رقمنة الدولة المصرية هي عملية تحويل الخدمات والمعاملات الحكومية من الشكل الورقي إلى الشكل الإلكتروني، بهدف تسهيل حياة المواطنين وتحسين جودة الخدمات وزيادة الشفافية والحوكمة والكفاءة.

 

وتعمل الحكومة على تنفيذ عدة مشروعات ومبادرات لتحقيق رؤية مصر 2030 لبناء دولة رقمية تستخدم التكنولوجيا في مختلف المجالات، مثل مشروع الحكومة الإلكترونية لتوفير خدمات حكومية عبر الإنترنت، ومشروع التعليم الرقمي لتطبيق نظام التعليم الجديد، وإطلاق منصة FinTech Egypt لتعزيز وربط جميع أصحاب المصلحة في نظام التكنولوجيا المالية.
 


تستفيد جميع القطاعات الاقتصادية من رقمنة الدولة، لكن بعضها يبرز أكثر من غيره، والتي تشمل:

 

  • قطاع البنوك والتمويل، الذي يستخدم التكنولوجيا المالية لتقديم خدمات مالية مبتكرة ومتنوعة ومنخفضة التكلفة للعملاء والشركات والحكومة
     
  • قطاع التجارة والصناعة، الذي يستخدم التجارة الإلكترونية لزيادة الإنتاج والتصدير والتنافسية والابتكار في الأسواق المحلية والعالمية
     
  • قطاع التعليم والبحث العلمي، الذي يستخدم التعليم الرقمي والبحث الرقمي لتحسين جودة التعليم والبحث وتطوير المهارات والكفاءات والإبداع في مختلف المجالات
     
  • قطاع الصحة والسكان، الذي يستخدم الصحة الرقمية والسكان الرقمي لتحسين جودة الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض والتأمين على صحة وسلامة المواطنين
     
  • قطاع الزراعة والثروة الحيوانية، الذي يستخدم الزراعة الرقمية والثروة الحيوانية الرقمية لزيادة الإنتاج والإنتاجية والجودة والأمن الغذائي في مواجهة التغيرات المناخية

 

رؤية وطنية

من جانبه، يقول محمد حسين، الخبير في أمن المعلومات، إن رقمنة الدولة لها عدد من الفوائد، أهمها توفير الوقت والجهد والمال للمواطنين والمؤسسات في الحصول على الخدمات الحكومية بسهولة وسرعة وأمان، وتحسين جودة وكفاءة وفعالية الخدمات الحكومية ورفع مستوى رضا المستفيدين، إضافة لتعزيز الشفافية والمحاسبة والرقابة في المعاملات الحكومية ومكافحة الفساد والتهرب الضريبي.

ويوضح "حسين" في حديثه لـ "الدستور"، أن تحول مصر لدولة رقمية ساعد في تحقيق التكامل والتنسيق بين مختلف الجهات الحكومية وتبادل المعلومات والبيانات بشكل آمن وموحد، كما عزز التنافسية والابتكار والتطوير في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتشجيع ريادة الأعمال، فضلًا عن تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة من خلال تقليل استخدام الورق والطاقة والوقود.


مستقبل مشرق

ويستطرد: "لا يقتصر الأمر على مواكبة التكنولوجيا فقط، بل أن رقمنة الدولة المصرية لها العديد من الفوائد الاقتصادية، مثل زيادة النمو الاقتصادي والناتج المحلي الإجمالي والإيرادات العامة للدولة من خلال تحسين الإنتاجية والكفاءة والجودة في القطاعات الحكومية والخاصة، كما تساعد في تحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية وخلق فرص عمل جديدة وتنويع مصادر الدخل من خلال توفير بيئة أعمال رقمية متطورة وميسرة وجاذبة".

وينوّه إلى أن رقمنة المؤسسات المصرية تعزز التكامل والتعاون مع المجتمع الدولي والانخراط في التجارة الإلكترونية والسوق العالمية من خلال تبسيط الإجراءات والمعاملات الحدودية والجمركية والضريبية، كما تعمل على تحسين الشمول المالي والاجتماعي وتوسيع قاعدة المشاركة في الاقتصاد الرقمي من خلال توفير حلول دفع إلكترونية مبتكرة وآمنة وشاملة لجميع شرائح المجتمع.

وفي ختام حديثه، أكد خبير أمن المعلومات، أن دور الرقمنة مهم في دعم التحول إلى اقتصاد أخضر ودائري ومنخفض الكربون من خلال تقليل استهلاك الموارد والطاقة والوقود وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.