رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لم يتقبلوا عبادته واعتبروه دخيلًا عليهم.. قصة المعبود سيرابيس أيام البطالمة

الإله سيرابيس
الإله سيرابيس

قدس المصريون القدماء، عددًا كبيرًا من المعبودات، واعتبروهم آلهة مقدسة، فشكلت هذه المعبودات جزءا من ثقافتهم، وقد وصل عددهم فى الحضارة المصرية القديمة إلى أكثر من 1500 معبود، سواء من الطبيعة أو الطيور أو غيرها.

ولكن ما قصة المصريين مع المعبود سيرابيس في عهد البطالمة؟

بدأت القصة عند أسوار المدينة القديمة، حيث يوجد شاب مفتول العضلات أرسل رجاله لمدينة بونتس لإحضار معبود جديد للإسكندرية، وهو المعبود "سيرابيس"، وهذا هو ما حلم به بطلميوس الأول (سوتير) لإدخال عبادة إلاله سيرابيس ضمن الثالوث السكندري وذلك لتوطيد حكم البطالمة في مصر .

ووفقَا للصفحة الرسمية لقطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار على فيسبوك، هناك آراء أخرى بأن هذا المعبود كان هدية من مدينة سينوبي وذلك في عهد بطلميوس الثاني(فيلادلفيوس) وذلك رداً على هدية مصر من القمح لتلك المدينة.

أما بعض المؤرخين، رأوا أن الفكرة بدأت في عهد الإسكندر الأكبر حين رأى  في حلمه "سيرابيس" وأصدر أمراً بإقامة هيكل له.

وبرغم تعدد الآراء إلا أن الرأى الأرجح أن عبادة سيرابيس بدأت في أواخر عهد بطلميوس الأول "سوتير" وبداية عهد فيلادلفيوس.

 وقد وقع اختيار سوتير على هذا المعبود ليكون أساس العبادة في المدينة الجديدة ولكن تبقى نقطة هامة وهي الهيئة التي سيكون عليها المعبود الجديد  ليتقبله الطرفين المصري والإغريقي.

لم يتقبل المصريون الإله سيرابيس

ويشير المؤرخون إلى أنه كان من السهل إقناع الطرف اليوناني أن المعبود "سيرابيس" ما هو إلا امتداد للإله ديونيسيوس وهو المشابه للإله أوزوريس وهو المعروف بشعبيته لدى الطرفين.

وبحسب ما ذكره المؤرخ macrobiois، فإنه رغم انتشار عبادته فى مصر إلا أن المصريين لم يتقبلوا عبادته إطلاقًا، بل واعتبروه دخيلا عليهم لذا فإن معظم معابده كانت خارج أسوار المدن ما عدا الإسكندرية.

بالإضافة إلى أن "سيرابيس" لم يشترك بأي من صفات أو مخصصات الآلهة المصرية وكذلك خلو ديانته من أى أساطير.

وفي محاولة من الحكام، لتقريب الإله سيرابيس، من المصريين تم تصويره على هيئته الشهيرة العجل أبيس، أو بالصورة التي تجمع بين الهيئة البشرية والحيوانية وهي رجل برأس ثور.

أما في هيئته الإغريقية فكان بشكله البشري، يجسد رجل ملتحي يرتدي الزي اليوناني. 

وسواء اتفق المصريين على عبادته أو اختلفوا إلا أن سيرابيس سيظل هو بداية الاندماج الحقيقي بين الديانة المصرية والإغريقية، والبداية الحقيقة لعصر جديد، على حد تعبير قطاع المتاحف.