رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي.. "الإجهاض" يواصل إثارة الانقسام الديني داخل الولايات المتحدة

تظاهرات للدفاع عن
تظاهرات للدفاع عن حق الإجهاض

أكد تقرير أمريكي وجود انقسام شديد بين الزعماء الدينيين في الولايات المتحدة بشأن حق الإجهاض، بعد عام من إلغاء المحكمة العليا الأمريكية حكم الحق في الإجهاض المعروف باسم "رو ضد ويد".


وأوضحت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، في تقرير لها، أنه رغم مرور عام على إلغاء المحكمة العليا الحق في الإجهاض على مستوى الولايات المتحدة، إلا أن استجابة وردود فعل الزعماء الدينيين والطوائف الأمريكية اختلفت بشكل لافت للنظر. 


وتتجسد الانقسامات في أكبر طائفة في البلاد وهى الكنيسة الكاثوليكية حيث تظهر الاستطلاعات الوطنية أن غالبية الكاثوليك الأمريكيين يعتقدون أن الإجهاض يجب أن يكون قانونيًا في جميع الحالات أو معظمها، ومع ذلك فإن المؤتمر الأمريكي للأساقفة الكاثوليك يؤيد الحظر الشامل للإجهاض.

انقسام ديني أمريكي بشأن الاجهاض

وفي المقابل بحسب التقرير تؤيد الغالبية العظمى من الإنجيليين البيض البروتستانت، حظر الإجهاض، لكن معظم البروتستانت ذاتهم يؤيدون الحق في الإجهاض، وقد شجب العديد من كبار قادتهم حكم المحكمة العليا الصادر منذ عام والذي قوض هذا الحق من خلال رفض  حكم "رو ضد وايد" الصادر عام 1973.


فمن جهته قال رئيس الكنيسة الأسقفية، مايكل كاري، إنه "حزين بشدة" لهذا الحكم معتبرا أن القرار يضفي الطابع المؤسسي على عدم المساواة لأن النساء اللاتي يتمتعن بإمكانية الوصول إلى الإمكانيات المادية اللازمة لإجراء الاجهاض سيكون بمقدورهن ممارسة حكمهن الأخلاقي بطرق لا تتوفر للنساء اللاتي لا تمتلكها.

وأضاف التقرير أن النساء اليهوديات في أمريكا لعبت أيضا أدوارًا في مثل هذه الدعاوى القضائية في عدة ولايات، ففي ولاية فلوريدا ، أكد كنيس يهودي في دعوى قضائية أن حظر الدولة للإجهاض ينتهك التعاليم اليهودية.


وأشار التقرير إلى أنه في البوذية والإسلام والسيخية، هناك أيضًا قبول للإجهاض في بعض الحالات، فمن جهته قال ديبا سوندارام، الأستاذ المساعد للدراسات الدينية في جامعة دنفر، إن معظم الهندوس الأمريكيين "يدعمون كثيرًا الاختيار" مستشهدا بمفهوم "الكارما" الذي ينص على أن لكل شخص الحرية في التصرف ومواجهة عواقب أفعاله سواء كانت جيدة أو سيئة.


وقالت كاثلين سبروس كامينغز، أستاذة الدراسات الأمريكية والتاريخ بجامعة نوتردام ومديرة مركز كوشوا لدراسة الكاثوليكية الأمريكية، إنه يجب أن يكون لدينا نهج أكثر إنسانية، مشيرًا إلى أن الكاثوليك ذاتهم ليسوا مؤيدين للإجهاض لكنهم يطالبون بالرحمة وتوفير الرعاية الصحية لمن تحتاج إلى الإجهاض لظروف صحية.


وبحسب "أسوشيتيد برس" أظهر استطلاع للرأي العام الماضي وجود فجوة واضحة بين الآراء السائدة للكاثوليك الأمريكيين ومواقف الأساقفة المناهضة للإجهاض، فقد قال 63 % من البالغين الكاثوليك أن الإجهاض يجب أن يكون قانونيًا في جميع الحالات أو معظمها، كما عارض 68 % رفض حكم "رو ضد ويد" الذي يتيح حق الإجهاض.


وسبق وكشفت دراسة استقصائية أجراها معهد جوتماشر عام 2014، وهي منظمة بحثية تدعم حقوق الإجهاض، وجدت أن ما يقرب من ربع مرضى الإجهاض في الولايات المتحدة يعتبرون كاثوليك، وهو يوضح سر التناقص بين الكاثوليك بشأن الإجهاض.


كذلك من بين الطوائف البروتستانتية الرئيسية، كانت هناك تصريحات رسمية تقر بأن الإجهاض قضية معقدة، وتم اعتبار حكم المحكمة العليا العام ظلمًا للمرأة، لا سيما بحق من يواجهن صعوبات اقتصادية وتمييزًا عنصريًا.