رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديس كيڤن من جلاندلوج الناسك

القديس كيڤن من جلاندلوج
القديس كيڤن من جلاندلوج الناسك

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم، بذكرى القديس كيڤن من جلاندلوج الناسك، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: إسمه "كيڤن" وهو اسم أيرلندي قديم يعني "لطيف" أو "طيب"، وُلِدَ كيڤن عام 498م، لأسرة نبيلة، بقلعة وايت فونتين الواقعة بإقليم لينستر شرق أيرلندا. نال سر العماد المقدس على يدي القديس كرونان من روسكريا وفي سن السابعة تم إرساله إلى كورنوال وتتلمذ روحياً.

وتابع: عن يد الراهب الناسك "پيتروك" نمت دعوة الطفل وتحول إلى طالب كهنوت، وبالفعل تمت سيامته الكهنوتية عن يد الأسقف "لوجيدوس" كان للكاهن الشاب حضوراً تقوياً رائعاً جعله محط أنظار زملائه الكهنة، الذين حاولوا أن يتبعوه في صلاته وجميع روحانياته.

موضحًا: أما الأب كيڤن فقد أراد أن يكون وحيداً بلا تابعين، وقرر الإرتحال إلى منطقة ساحلية نائية بشرق أيرلندا هي جلاندلوج (حالياً جلاندلوج هي قبلة الرهبان الأيرلنديين ومزار روحي هام ولم تعد مكاناً قفراً كما كانت في زمن القديس كيڤن).

وواصل: عاش داخل كهف مُطل على بحيرة، قاده إليه ملاك الرب (سُمّيَ هذا الكهف فيما بعد بـ "فِراش القديس كيڤن"). وترجع تسمية الكهف بهذا الاسم لأنه كان منخفض الإرتفاع بحيث يصعب على أي شخص بالغ الوقوف فيه مُنتصباً، كما كان ضيقاً بحيث لا يتسع لشئ سوى لمصطبة حجرية للنوم، أو للصلاة في وضع الركوع.

وتابع: حياة العزلة وشفافية القلب مكّنت كيڤن من الإقتراب من الطبيعة وصداقة سائر أنواع الطيور والحيوانات، وداعته جذبت له الطيور لتلتف من حوله في أمان، برغم أن الطيور عادةً ما تخشى الإنسان وتبتعد عنه.

مُضيفًا: لمدة سبع سنوات إرتدى كيڤن ثوب فقير، لكنه حافي القدمين، كما عاش على تغذية ضئيلة، ولا ينام إلا على سريره الحجري القاسي. وكان يومه مقسَّم بين الصلوات والتأمل بكلمة الله والتأمل في الطبيعة والحياة الوديعة مع النباتات والطيور.

وتابع: نمت أخبار حياة الراهب القديس وحياته البسيطة إلا أسماع المشتاقين لهذه الحياة من خلال الصيادين الذين يرونه أثناء رحلات الصيد. إرتحل إليه الكثير من التابعين يرغبون في حياة نُسكية تحت إرشاده. وأصبح هناك ما يُسمى بـ "خلية كيڤن" وهو سكن تلامذة الناسك القديس، محاط بجدار لكنه مُطلّ أيضاً على البحيرة وقريب لكهف الأب كيڤن، أصبحت شهرته على مستوى أوسع، فازداد عدد التلامذة من الرهبان، كما ازداد عدد من يرتحلون لهذا المكان البعيد طلباً للإرشاد من الأب القديس صاحب الذهن المنفتح على روح الله.

مختتمًا: من هنا صارت منطقة جلاندلوج مدرسة رهبانية لها وزنها، أفرزت العديد من الرهبان القديسين وأديرة كثيرة منبثقة عنها. بعد أن تلمذ رهبانه على خبرات التعامل مع روح الله وأساليب التقشُّف والتخلّي المُساعدة على الدخول في العمق مع الله، اِشتاق لحياة العُزلة مرة أخرى، فإنعزل لمدة أربع أعوام بعيداً عن جلاندلوج، ولم يعد إليها إلا بعد توسلات جادة من تلامذته الراغبين في إرشاده، والصلاة والصوم والتأمل والتعليم كانت رسالة الأب كيڤن حتى وفاته في 3 يونية عام 618م ، كما كان حتى وفاته رئيساً لديره الذي أنشأه بجوار كهفه.