رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيام الثورة والخلاص.. سامح عاشور: الإخوان دبروا «موقعة الجمل» لإشعال الأوضاع فى البلاد

الدكتور محمد البازمع
الدكتور محمد البازمع سامح عاشور خلال البرنامج

وصف سامح عاشور، نقيب المحامين الأسبق، ثورة ٣٠ يونيو بأنها كانت خاتمة وانتصارًا لجهد كبير من أجل استعادة التوازن بعد ما حدث فى مصر منذ ٢٥ يناير ٢٠١١، وجعل حياة الشعب على صفيح ساخن، بعدما فقد توازنه واختلطت حساباته، وجاءت جماعة الإخوان الإرهابية إلى الحكم.

وأوضح «عاشور»، خلال استضافته فى أولى حلقات برنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز، على قناة «إكسترا نيوز»، أمس، أن ٣٠ يونيو مثلت استفاقة الشعب قبل ضياع مستقبله، مشددًا على أن ما حدث فى الثورة معجزة، استعادت الوطن مرة أخرى وصححت المسار، واستدركت أخطاءً كثيرة أسهم فيها الجميع.

حبيب العادلى قال لى: «أنت الوحيد اللى هزمت الجماعة بالانتخابات»

أكد سامح عاشور، نقيب المحامين الأسبق، أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت جزءًا من نظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك قبل ثورة ٢٥ يناير، مشيرًا إلى أن الجماعة كانت تنسق مع الحزب الوطنى الحاكم والأجهزة الأمنية فى انتخابات النقابات، وسط اتفاق على أن يكون النقيب تابعًا للنظام، ومجلس النقابة تابعًا للجماعة، وهو ما كان يحدث بالفعل فى نقابة الأطباء وغيرها، وحاولوا تكراره فى نقابة المحامين.

وقال «عاشور»: «بشهادة الحكومة المصرية، كان فيه اتفاق إنهم يجيبوا شخص كنقيب تابع للنظام ومجلس النقابة يكون من الإخوان، لدرجة أن مرشد الإخوان فى انتخابات ٢٠٠٥ بنقابة المحامين كان يقف على باب النقابة ينتظر ظهور النتيجة».

ولفت إلى أنه، وفى أول اتصال مع الحكومة بعد نجاحه فى انتخابات النقابة عام ٢٠١٠، قال له حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق: «إنت الوحيد اللى غلب الإخوان بالانتخابات».

وشدد «عاشور» على أن «ثورة ٢٥ يناير عندما قامت كان الإخوان فى منازلهم، ومع نزول أول دبابة من القوات المسلحة لميدان التحرير جاء أول نزول للإخوان إلى الميدان»، موضحًا أنهم شاركوا فى ٢٥ يناير عندما تأكدوا أن هناك انحيازًا للثورة.

وعن خطاب مبارك قبل التنحى، قال: «قابلنا اللواء عمر سليمان، وهو نائب رئيس، وقال: الرئيس جاد، وخلاص نحّى فكرة ترشح جمال مبارك للرئاسة، ووعد بإصلاح ديمقراطى، وإحنا كنا ما بين مصدق وغير مصدق، وبعد خطاب مبارك الذى دغدغ فيه مشاعر المصريين بدأنا نفكر فى الأمر كجبهة إنقاذ».

وأضاف: «تشاورنا فى مقر حزب الوفد، وطلبوا منى كتابة مشروع بيان حول كيف نعود ونقبل مبادرة الرئيس بأن يظل فى الحكم ٦ أشهر، ويكون هناك جدول زمنى، وفعلًا جهزت بيانًا، وذهبت به صباحًا لمقر الحزب، وخلال هذا، فوجئنا بمشهد (الجمال) فى ميدان التحرير».

وأشار إلى أنه يرى أن الإخوان كانوا وراء هذا الأمر، المعروف إعلاميًا بـ«موقعة الجمل»، مضيفًا: «مفيش دولة عندها إمكانيات تعمل السذاجة دى وتفض التحرير بحصان وجمل».

وأكد أن الجماعة الإرهابية كانت وراء الحدث بمشاركة «مجموعة من المغلفين الذين اعتقدوا أن فض الميدان من الممكن أن يحدث بجمل وحصان»، لافتًا إلى أن الذين تمت محاكمتهم فى قضية «موقعة الجمل» ليست لهم علاقة بالأحداث، وأن هناك أطرافًا أخرى كانت شريكة فيما حدث مع «هؤلاء السذج الموجودين».

وقال نقيب المحامين الأسبق: «هذا الطرف هو الإخوان، لأنهم هم المستفيدون من حالة الارتداد الذاتى التى تمت من جبهة الإنقاذ».

ونوه إلى أن جبهة الإنقاذ، التى ضمت عددًا من الأحزاب والتيارات السياسية، كانت ستقبل الشروط المطروحة بعد خطاب مبارك، وأن «الإخوان» كانوا هم أصحاب المصلحة فى إفساد هذا المشروع.

وتابع: «دخلوا فى اللعبة الساذجة بالحصان والجمل، وقادوا معركة مثل الفيلم السينمائى، ولو رجعت تانى لهذه الفيديوهات ستجد أنه تم تصويرها مثل أى فيلم بزاويا مختلفة وبكاميرات محددة، واللى متصورش الأيدى الخفية التى كانت وراء هذه المعركة».

خطفوا «٢٥ يناير» وأرادوا البلد على مقاسهم.. ورفضوا تأسيسية الدستور دون أغلبية منهم

عن أسباب قوة وظهور الجماعة الإرهابية فى المجال العام بعد تنحى الرئيس الأسبق مبارك، قال سامح عاشور، نقيب المحامين الأسبق، لبرنامج «الشاهد»: «جماعة الإخوان كانت قد ركبت الموقف حتى قبل تنحى مبارك، لأن نظام مبارك للأسف الشديد كان قد دمر كل القوى السياسية ما عدا الإخوان».

وأضاف: «الأجهزة الأمنية كانت قد لعبت فى الحزب الناصرى واستقطبت وقسمت الأشخاص، وكذلك الأمر مع حزب الوفد والعمل والتجمع، ولم يُترك سياسى فى أى تنظيم حزبى مخالف للحزب الوطنى لم يقسم، حتى أسقطوا هيبة أى تنظيم فى الشارع».

واستطرد: «عندما قامت ثورة يناير لم يكن هناك أى ثقة فى أى حزب ولا أى رمز من الرموز الحزبية فى ذلك الوقت، ولم تكن هناك أى قوة منهم منظمة ولديها قدرة على العمل فى الشارع، وكانت جماعة الإخوان هى القوة المنظمة الوحيدة المؤهلة فى الشارع التى استطاعت أن تقدم وجوهًا».

وذكر أن جماعة الإخوان الإرهابية قررت استغلال السياسى محمد البرادعى، وكان أغلب الأعضاء من الإخوان فى «الجمعية الوطنية للتغيير»، التى ظهرت قبل يناير، وضمت العديد من المعارضين، مؤكدًا أن «البرادعى» كان قابلًا للاستغلال ومحطة بالنسبة للإخوان.

ولفت إلى أن أعضاء الجماعة وعند دخولهم ميدان التحرير كانوا يستطيعون قيادة تلك المجموعات بسهولة، عبر الشعارات البراقة والمعايشة والإقامة والخيمة والأكل والشرب، ما أدى لتولد قيادات محلية ورموز سياسية تتصدر المشهد وتتلون فى الوجهة السياسية.

وأردف: «أغلب هذه الأسماء لم يسمع أحد قبل ثورة يناير ما يفيد بأنهم معارضون لنظام حسنى مبارك، وفجأة ظهروا واستطاعوا مع توليفة الإخوان أن يقدموا ضفيرة سياسية معتبرة تقود الشارع».

واعتبر «عاشور» أن خاتمة المشهد كانت بإحضار الشيخ الإخوانى يوسف القرضاوى لإمامة المواطنين فى ميدان التحرير، وكان يسانده مستشارون وقضاة وعدد من كبار الشخصيات السياسية.

واستطرد: «شعرت بالانهزام حين نزل القرضاوى ميدان التحرير، وأحسست أنه تم الغدر بنا.. إحنا معملناش ثورة عشان الإخوان هما اللى ياخدوا البلد، كنا بنشتغل عشان كلنا نصلح البلد، بما فينا الإخوان، بس الثورة اتخطفت».

وحول فكرة تأسيس المجلس الاستشارى، الذى ساعد المجلس العسكرى القائم بإدارة الدولة فى مصر بعد ثورة ٢٥ يناير، قال «عاشور»: «فكرة المجلس الاستشارى أبهرت كثيرًا من أعضاء المجلس العسكرى، الذى كان يستمع للمجلس دون إملاء قرارات»، مضيفًا: «الإخوان خدوا اللى عايزينه من المجلس الاستشارى، بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والقوى السياسية أدركت أن ذلك ليس فى صالح الشارع السياسى المصرى».

وأضاف: «المجلس الاستشارى كان يقوم على التصويت بالأغلبية، مشيرًا إلى أن السيد منصور حسن، رئيس المجلس، توفى وترك أزمة الجمعية التأسيسية للدستور، التى رفض الإخوان تشكيلها بممثلين عن الأحزاب».

وأكمل: «خاطبت الفريق سامى عنان، نائب رئيس المجلس العسكرى، حتى يأخذ المجلس موقفًا بضرورة طرح إعلان دستورى بتشكيل مجلس للجنة الدستور دون اختيار أسماء، ورد رافضًا حتى يكون هناك توافق، وصب هذا القرار فى مصلحة الإخوان، الذين رأوا أنه ليس من مصلحتهم تشكيل تأسيسية الدستور دون أغلبيتهم».

وأفاد «عاشور» بأنه رفض تشكيل الجمعية التأسيسية بالطريقة التى كان يريدها الإخوان، وقال وقتها: «الإخوان يريدون البلد على مقاسهم»، وهو ما أيدته المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية وقتها، كما رفضه السياسيان أيمن نور وعصام سلطان، لكنهما أرادا الاستفادة منه.

الجيش المصرى أكبر جهة تقاوم العقيدة الإخوانية التنظيمية

عن مرحلة تولى الجماعة الإرهابية حكم مصر، قال سامح عاشور، نقيب المحامين الأسبق، فى حديثه مع الإعلامى محمد الباز ببرنامج «الشاهد»، إنه شعر بالذهول بعد الإعلان عن فوز الإخوانى محمد مرسى برئاسة الجمهورية، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان لعبت بكل قواعد اللعبة السياسية الصحيحة وغير الصحيحة، وجاءت لها الفرصة التاريخية للسيطرة على السلطة واستغلت ذلك جيدًا.

وأكد أن خطورة جماعة الإخوان الحقيقية لا تكمن فقط فى فكرها، ولكن فى فكرة أن التنظيم مقدم على كل شىء آخر، حتى الدولة.

وقال: «الإخوان رفعوا شعار (مشاركة لا مغالبة)، وظل هذا الشعار يُردد حتى تمكنوا من السلطة بعد الفوز بالانتخابات، وهم نجحوا فى استغلال اضطراب وضعف القوى السياسية، وخدعوها ودخلوا معها فى مساومات حتى يضعوا بعض القوى السياسية معهم فى قوائمهم الانتخابية، وبالفعل جزء من التيار الناصرى نزل على قوائم الإخوان، وأيضًا حزب الوفد وغيره من الأحزاب».

ونوه إلى أن «الإخوان نجحوا فى السيطرة على المكون السياسى المصرى، مع إظهار الأمر بأنهم جاءوا بالانتخابات»، مضيفًا: «الإخوان استخدموا القوى السياسية وجعلوها مجرد دبابيس فى جاكيت النظام».

وأشار نقيب المحامين الأسبق إلى أنه توقع نهاية نظامهم بعد إصرارهم على التصويت على الدستور الذى صنعوه، وهو «دستور ٢٠١٢»، وكان التصويت لحظة فارقة، مضيفًا: «كان هناك صراع داخل جبهة الإنقاذ بشأن لجنة الـ١٠٠ الخاصة بالدستور، وكان يجب ألا يشارك أحد فى هذه المهزلة».

ولفت «عاشور» إلى أنه لم يحضر أى جلسة من جلسات لجنة الـ١٠٠، لدرجة أنه سافر للإسكندرية وقت التصويت على الدستور داخل اللجنة، حتى لا يضغط عليه أحد للمشاركة.

وتابع: «للأسف بعض أعضاء جبهة الإنقاذ المشاركون فى لجنة الـ١٠٠، بعدما رفضوا المشاركة عادوا وشاركوا فى الجلسة الختامية بسبب الطمع السياسى، وللأسف بهذه الطريقة نحن أعطيناهم شرعية، وكان لا بد أن يقاطع الاستفتاء أكبر عدد ممكن».

وعن شخص محمد مرسى وتوليه الحكم، قال «عاشور»: «مرسى سقط لأنه لم يكن رئيسًا للجمهورية، ولأنه لا يدير ولكنه كان يُدار من الخارج، ومرسى كان مندوبًا للإخوان فى القصر الجمهورى، والمصريون شعروا أن البلد سيضيع».

وأضاف: «الشعب المصرى أدرك أن مشروع الإخوان هو توريث مصر للجماعة، وأن نهاية الخيط هو سقوط المرشد»، ولذا رفضت الإرهابية حل التنظيم وتقنين وضعها لأنها ترى نفسها أكبر من الدولة.

واستطرد: «مبارك سقط لأن نظامه تبنى مشروع التوريث لجمال مبارك، والإخوان سقطوا بنفس الطريقة، والشعب المصرى رفض التوريثين».

وأكد أن ذلك كان ذكاءً من المصريين، وظهر فى هتافات ثورة ٣٠ يونيو، وشعار «يسقط يسقط حكم المرشد»، لأن المرشد العام كان آخر الخيط، وهو ما قاومه الإخوان بشدة لأنهم كانوا يريدون تصفية كل الرموز السياسية التى لم تتعاون معهم، وكذلك الجيش المصرى، لأنه كان أكبر منظمة تقاوم العقيدة الإخوانية التنظيمية.