رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

امتحانات الثانوية العامة 2023.. روشتة «العبور الآمن»

طلاب
طلاب

أيام قليلة تفصلنا عن امتحانات الثانوية العامة ٢٠٢٣، التى تنطلق يوم ١٢ يونيو الجارى، وسط توقعات لعدد كبير من المهتمين بالشأن التعليمى بأن امتحانات هذا العام ستكون الأفضل مقارنة بالسنوات القليلة الماضية.

وأرجع خبراء هذه الرؤية المتفائلة إلى حرص وزارة التربية والتعليم على تفادى الأخطاء والأزمات التى حدثت فى السنوات الماضية، وإطلاع الطلاب وأولياء الأمور على كل ما يتعلق بالامتحانات قبل انطلاقها بوقت كافٍ، مستعرضين مجموعة من المؤشرات الأخرى التى تطمئن الطلاب.

وعن أبرز هذه المؤشرات والطريقة المثلى للتعامل مع امتحانات الثانوية العامة واجتيازها بسهولة ويسر وتفوق، وحتى لا تتحول إلى «بعبع» كما كل عام، يدور تحقيق «الدستور» التالى.

تربويون: المراجعة بشكل يومى.. وتنويع أساليب المذاكرة بين القراءة وتسجيل الملاحظات

رأى الدكتور تامر شوقى، الخبير التربوى، أن هناك مجموعة من المؤشرات التى تدل على أن الثانوية العامة هذا العام ستكون أكثر استقرارًا وبلا مشاكل، مثلما حدث فى آخر عامين.

وأوضح «شوقى» أن من هذه المؤشرات جهود الوزارة الجادة لعلاج المشكلات التى ظهرت فى العامين الماضيين، وإدراج الأسئلة المقالية القصيرة فى الامتحانات بنسبة ١٥٪، بعد أن كانت كل الأسئلة «اختيار من متعدد»، بما يسمح للطالب بالحصول على درجات مقابل أى خطوة من خطوات الإجابة الصحيحة.

وأضاف: «كما سيتم استخدام قواعد التقدير أو (الروبريكس) فى تصحيح الأسئلة المقالية، ما يضمن توافر الموضوعية فى عملية التصحيح، فضلًا عن تولى أكثر من مصحح تصحيح تلك الأسئلة، مع منح الطالب الدرجة الأعلى، علاوة على إتاحة نماذج استرشادية على نفس نمط امتحانات آخر العام، ما يتيح للطالب التدريب على هذه الامتحانات».

وواصل: «من ضمن الجهود الأخرى التى ستجعل امتحانات الثانوية العامة هذا العام أفضل من الأعوام السابقة، إتاحة فيديوهات تعليمية للطلاب تُعرفهم كيفية استخدام البابل شيت، والإجابة عن الأسئلة، وكتابة رقم الجلوس وغيرها من إجراءات الامتحانات».

وفيما يتعلق بالاستعدادات التى يجب على الطالب اتخاذها قبل امتحانات الثانوية العامة، قال الخبير التربوى: «التحلى بالثقة فى النفس والهدوء خلال هذه الفترة، من خلال الحديث الذاتى الإيجابى للطالب مع نفسه، وتذكّره نجاحاته وتفوقه فى السنوات السابقة، وكيف أنه مر بنفس الظروف وتغلب عليها، وأن يضع فى اعتباره وجود آلاف الطلاب الذين تجاوزوا هذه الامتحانات بتفوق فى السنوات السابقة».

ونصح الطلاب بوضع خطة تتضمن ما سيراجعونه من مواد بشكل يومى، مع التقويم الذاتى فى نهاية اليوم لمعرفة إذا ما كان قد حقق ما خطط له أم لا، وما الأسباب التى لم تجعله يحقق ما خطط له إذا حدث ذلك.

ونبّه إلى ضرورة تنويع أساليب المراجعة ما بين الاعتماد على قراءة العناوين والنقاط الرئيسية فى كل مادة بشكل عام، والعودة لدراسة تفاصيل أكثر حول كل موضوع إذا تبقى وقت إضافى قبل الامتحان، أو قراءة الملاحظات الخاصة التى يسجلها على ورق أثناء المذاكرة اليومية، أو الاستعانة بالملخصات، سواء التى يعدها بنفسه أو الجاهزة.

وأضاف: «كما يجب تقسيم اليوم بين ساعات للمراجعة وأخرى لحل نماذج الامتحانات، مع معرفة الأسئلة التى فشل فى حلها وإعادة مذاكرة الدروس المتصلة بها».

واختتم بقوله: «على الطالب إدراك أن نسيان المعلومات هو إحساس نفسى وهمى وليس حقيقيًا، والدليل أنه عندما يبدأ فى حل الأسئلة سيجد لديه قدرة وحصيلة معرفية تعينه على الحل، أما النسيان فيأتى على ضوء اعتقاد الطالب بأنه مطالب بحفظ المعلومات فى كل المواد، وليس إجابات عن أسئلة فى جزئيات معينة، كما هو الحال فى الامتحانات».

وقال الدكتور عاصم حجازى، الخبير التربوى، إن الثانوية العامة مرحلة من مراحل التعليم قبل الجامعى، واكتسبت قدرًا من الأهمية بصورة أكبر من كل المراحل الأخرى نتيجة لعدة أسباب، موضحًا أن أول هذه الأسباب يرجع لكون الثانوية العامة البوابة الرئيسية لإلحاق الطالب بالجامعة، إلى جانب شيوع وانتشار مصطلح «كليات القمة»، وكذلك الصراع على الوظيفة الحكومية.

وأضاف أن من الأسباب الأخرى عدم اهتمام الأسر بتنمية روح المغامرة والطموح وفكر ريادة الأعمال لدى أبنائهم، مقابل تكريس الخوف من المستقبل فى نفوسهم، ما يجعلهم لا يشعرون بالأمان إلا من مصدر خارجى يتمثل فى الوظيفة الحكومية الثابتة، ويصبحون غير قادرين على اكتشاف قدراتهم، وتنعدم لديهم الثقة فى النفس.

وخلُص إلى أنه «كل هذه العوامل تتفاعل مع بعضها بعضًا لتؤدى فى النهاية إلى مزيد من التوتر والقلق المختلط بالخوف من المستقبل لدى الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء».

وللتخلص من حالة الرعب والهلع هذه، نصح الخبير التربوى بمجموعة من الخطوات، أولاها استعادة ثقة الطالب فى نفسه وثقة ولى الأمر فى قدرات ابنه، مشيرًا إلى أن هذا يتطلب أولًا السعى لاكتشاف قدرات الأبناء وما يميزهم عن غيرهم، والعمل على تنمية هذه القدرات، والتعرف على مجالات العمل المرتبطة بها، والحرص على إكساب الطالب الخبرات اللازمة لتكوين وتشكيل ميول واتجاهات إيجابية نحو هذه المجالات.

كما نبّه إلى ضرورة العمل على تقويم هذه الميول، بمعنى أنه إذا كانت ميول الأبناء تتجه نحو مجال من مجالات العمل غير المناسبة لقدراتهم، فلا بد من تعديل هذه الميول لتكون مرتبطة بالمجالات والتخصصات الدراسية المناسبة لتلك القدرات.

وأتم: «يجب أن تكون توقعات الأسرة من الأبناء مناسبة لقدراتهم، فالتوقعات الأعلى من قدرات الأبناء تزيد من مستوى الإحباط والاكتئاب والتوتر والقلق لدى الطلاب».

ورأت الدكتورة إيلارية عاطف زكى، خبير مناهج وطرق التدريس، أن الابتعاد عن التوتر أهم عنصر لاجتياز الفترة المتبقية من العام الدراسى، إلى جانب تنظيم ساعات النوم، والابتعاد عن المشتتات، سواء السمعية أو البصرية، بما يساعد الطالب على التركيز فى هذه الفترة المهمة.

وقالت خبير المناهج: «الثانوية العامة ليست عنق زجاجة، كما يقول الجميع، بل هى سنة جنى الثمار، لأن كلمة عنق زجاجة لها وقع سيئ على الطالب من الناحية النفسية، وتولّد لديه توترًا شديدًا وخوفًا من الامتحانات بشكل مبالغ فيه».

وأضافت: «يجب على الطلاب غلق جميع وسائل التواصل الاجتماعى، والابتعاد عن الهواتف المحمولة لزيادة معدلات التركيز، مع ضرورة تحديد الأهداف».

معلمون: عدم الانسياق وراء «وحش الكيمياء» وأمثاله

قدّم مهتدى سلطان، كبير معلمين لمادة «اللغة العربية»، بعض التعليمات التى يجب على الطالب الالتزام بها عند التعامل مع «البابل شيت» أو ورقة الامتحان الخاصة بالثانوية العامة.

وقال «سلطان»: «يجب على الطالب قراءة التعليمات الخاصة بالامتحان بعناية، واستبدال ورقة الإجابة إذا كانت تالفة، والحرص على تسجيل بياناته بشكل سليم، مع التأكد من تطابق رقم السؤال مع ورقة الأسئلة».

ونصح الطلاب «عند اختيار الإجابة الصحيحة ينبغى على الطالب تظليل الدائرة بشكل كامل داخل الإطار، وإذا أراد تغيير إجابته عليه أن يضع علامة (×) على الدائرة الخطأ، ثم يظلل الدائرة الأخرى الدالة على الإجابة الصحيحة».

ونبّه إلى أنه «إذا تم الشطب بأى طريقة أخرى على الإجابة فلن تحتسب الدرجة، ولا يصح اختيار أكثر من إجابة واحدة، ولا تجوز الكتابة على مجلدات مفاهيم امتحانات الثانوية العامة مطلقًا، فهذه المجلدات تعود إلى المدرسة فى نهاية الامتحانات للاستخدام خلال الأعوام التالية».

ووصف مؤمن البنا، كبير معلمين لمادة «التاريخ»، الثانوية العامة بأنها مرحلة تعليمية يجب على الطالب احترامها وليس الخوف منها، مضيفًا: «على الطالب الخروج من هذه المرحلة بأفضل النتائج المرجوة».

وناشد الطلاب وأولياء الأمور عدم الانسياق وراء المتداول على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن الثانوية العامة، والابتعاد عن الآراء السلبية والتجارب التى لا تصل بالطالب إلى النجاح. 

وشدد على الطلاب بضرورة الاهتمام بكتاب المدرسة والتطبيق عليه، وحل تدريبات كثيرة، وعدم الانسياق وراء من يطلقون على أنفسهم «وحش الكيمياء» و«ديناصور الأحياء» وغيرهما.

استشارى نفسى: عدم اعتبار المجموع «نهاية العالم»

نصح الدكتور إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى، طلاب الثانوية العامة بعدم التعامل مع هذه المرحلة الدراسية باعتبارها «نهاية العالم» أو «الكابوس المنتظر»، وكذلك عدم ربط المجموع بتحديد المستقبل.

وشدد «مجدى» على الأهالى بضرورة تجنب ممارسة «الابتزاز العاطفى» على أبنائهم من الطلاب، ومعرفة القدرات العقلية والمعرفية لهم، حتى لا يرتفعوا بسقف التوقعات بعيدًا عن الواقع. وشرح استشارى الطب النفسى: «لو كان ابنك لا يستطيع التحصيل وكان مستواه متوسطًا أو مقبولًا، لا بد أن تدرك ذلك ولا تحمّله فوق طاقته». ورأى أيضًا ضرورة تقليل التغطية الإعلامية لأخبار الثانوية العامة، وتجاهل اهتمام «السوشيال ميديا» بها، خاصة ما يُعرف بـ«جروبات الماميز»، لأنها تثير البلبلة، وتحولت إلى ضغط على الأسر والطلبة.

وزير التعليم يُطمئن طلاب الثانوية: «لا تقلقوا»

وجّه الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، رسالة خاصة لطلاب الثانوية العامة عبر جريدة «الدستور».

وشدد «حجازى» على أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى عملت على تجنب جميع المشكلات التى حدثت فى الأعوام الماضية، مشيرًا إلى أن التجهيز لهذه الامتحانات بدأ منذ شهور. واختتم موجهًا حديثه لطلاب الثانوية العامة: «لا تقلقوا.. كلكم أبنائى».

«أمهات مصر»: مطلعون على جميع التفاصيل 

اعتبرت عبير أحمد، مؤسس «اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم»، أن الثانوية العامة هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة، خاصة فيما يتعلق بالاستعداد النفسى للطلاب وأولياء الأمور.

وأرجعت مؤسس «ائتلاف أولياء الأمور» هذا الشعور إلى حرص وزارة التربية والتعليم على إطلاع الطلاب وأولياء الأمور على جميع التفاصيل والقرارات الخاصة بامتحانات الثانوية العامة قبل انطلاقها بوقت كافٍ.

وأضافت: «هذا الأمر طمأننا لدرجة كبيرة، وقلل من الرهبة المعتادة للثانوية العامة، فضلًا عن استجابة الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، لجميع مطالب أولياء الأمور، وآخرها نشر فيديو توضيحى للطريقة الصحيحة للإجابة على (البابل شيت)»، متمنية التوفيق لجميع الطلاب.