رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمود عبدالعزيز.. «مزاجنجى السيما»

محمود عبدالعزيز
محمود عبدالعزيز

لا نبالغ لو سميناه إمبراطور التمثيل، لا يتقمص الشخصيات بل يصنعها هو، متعدد الألوان، يكره الثبات، مثقف كبير وواعٍ بقيمة الفن، يأسر الكاميرا، وتنسحب الأضواء مِن على جميع مَن حوله لتتسلط عليه عن جدارة واستحقاق.

إنه الفنان الكبير الراحل محمود عبدالعزيز، الذى تحل علينا ذكرى ميلاده الـ٧٧ يوم ٤ يونيو، ذلك الممثل الذى وُلد موهوبًا، وحينما شبّ لم يلتحق بمعهد السينما مثل الكثيرين، ربما لم يكن فى حاجة إليه، ليصبح نجمًا من أول عمل أو عملين له.

لكنه ظل طوال مسيرته محترمًا كونه نجمًا، فلم ينحرف عن مساره الدقيق فى اختيار أعماله وانتقاء أكثرها تأثيرًا ووعيًا، والتى تعطى له مساحة أكبر لممارسة عبقريته فى التمثيل.

وأغرب ما فى تجربته إصراره على تحقيق كل ما يريده فى الحياة، فهو رغم نجوميته الكاسحة كان شديد الرغبة فى استكمال دراسته فى كلية الزراعة، ومواصلة ذلك بالحصول على ماجستير العلوم الزراعية، محترمًا ذاته وتخصصه.

لا ينساه الجمهور فى كلاسيكياته ولا فى أعماله الحديثة، فهو الزوج المخلص الذى أحبه المشاهدون فى «الحفيد»، وهو الفيلم الذى ارتبط بوجدان الأسرة المصرية، وهو الوطنى المناضل الذى وضع روحه على كفه لخدمة بلاده فى سلسلة «رأفت الهجان»، وهو المشاكس المهرج الذى يعكس الواقع الاجتماعى المتردى فى «الكيف».

أما درة تاج أعماله فكانت فى «الكيت كات» لداود عبدالسيد، الذى قدم خلاله أداء أسطوريًا لشخصية «الشيخ حسنى»، التى تعتبر تجسيدًا للعبث وضياع الإنسان، وحيرته بين حب الحياة والرغبة فى الموت والتعايش مع العالم من خلال البصيرة لا البصر. 

قدّم الراحل ما يزيد على ١٢٠ عملًا فنيًا متنوعًا بين السينما والتليفزيون، وتم اختيار ٣ أفلام له ضمن قائمة أفضل ١٠٠ فيلم فى تاريخ السينما المصرية، وهى: «العار، والبرىء، والكيت كات»، وكان من أنجح أعماله التليفزيونية مسلسلا «باب الخلق» و«جبل الحلال».