رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القافلة الدعوية المشتركة: احترام الكبير قيمة إنسانية نبيلة وخلق إسلامى أصيل

القافلة الدعوية
القافلة الدعوية

انطلقت ثلاث قوافل دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، اليوم الجمعة، إلى محافظات شمال سيناء، والأقصر، وجنوب سيناء، ضمت 10علماء، 5 من علماء الأزهر الشريف، و5 من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع:"احترام الكبير"، وذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.

وأكد علماء الأزهر والأوقاف أن احترام الكبير قيمة إنسانية نبيلة، وخلق إسلامي أصيل، ونظرةُ الإسلام إلى الكبارِ نظرة تقديرٍ وإجلالٍ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "خِيارُكم أَطْوََلُكُمْ أَعْمَارًا، وَأَحْسَنُكمْ أَخْلاقًا"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "البَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ"، وحينما جاء سيدنا أَبو بَكْرٍ (رضي الله عنه) إلى نبينا (صلى الله عليه وسلم) آخذًا بيدي أبيه- الشيخ الكبير- أَبِي قُحَافَةَ؛ ليُسْلِمَ، قَالَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): لأبي بكر (رضي الله عنه): "أَلَا تَرَكْتَهُ حَتَّى نَكُونَ نَحْنُ الَّذِي نَأْتِيهِ؟" إكرامًا لشيبته.

 - الإسلام دعا إلى احترام الكبير وإكرامه وتبجيله

وأضافوا، أن ديننا الحنيف قد دعا إلى احترام الكبير وإكرامه وتبجيله، فهو الذي أفنى شبابه في طاعة الله (عز وجل)، وفي خدمة وطنه ومجتمعه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ"،  ويقول (صلى الله عليه وسلم): "لَيْسَ مِنَا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا"، ويقول (عليه الصلاة والسلام): "يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ"، وقال (صلى الله عليه وسلم) لمن أراد أن يتقدم في الكلام قبل رجلٍ كبير السن: أي: اقدر التقدُّم في العمر قدرَه، ولا تتكلم قبل الكبير، وعندما سأل نبينا (صلى الله عليه وسلم) أصحابه (رضي الله عنهم) عن شجرة مَثَلُها مَثَل المسلم، تُؤْتِي أكلها كل حين بإذن ربها، ولا يسقط ورقها، وقع في نفس عبدالله بن عُمَر (رضي الله عنهما) أنها النخلة، وكانت إجابته صحيحة، ولكنه مع صغر سنِّه كره أن يجيب النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) في حضرة كبار الصحابة (رضي الله عنهم) احترامًا لهم.

- بلغ من اهتمام الشرع الحنيف بالكبير أن أوصى بمزيد من التخفيف عليه في أداء العبادات رأفة به

كما أوضحوا أنه بلغ من اهتمام الشرع الحنيف بالكبير أن أوصى بمزيد من التخفيف عليه في أداء العبادات رأفة به، ورعاية لضعفه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ، وَالشَّيْخَ الْكَبِيرَ، وَذَا الْحَاجَةِ"، كما اعتنى الإسلام بكبير المقام، وحثَّ على توقيره واحترامه، حيث أمر نبيُّنا (صلى الله عليه وسلم) الصحابةَ رضي الله عنهم بالقيام إلى سيدنا سعد بن معاذ (رضي الله عنه) وقال لهم: "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ"، ويقول نبينا (عليه الصلاة والسلام): "أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ"، وفي ذلك إرشادٌ إلى إكرامهم وتبجيلهم، والإحسانِ إليهم.

كما بينوا أنه ومما لا شك فيه أن قيمة احترام الكبير تتأكد إذا كان الكبير ذا رحم؛ لذلك كان احترام الوالدين وبرهما شيئًا لا نظير له، فقد أمرنا الحق (سبحانه وتعالى) بتمام البر والإكرام لهما ، حيث يقول سبحانه في كتابه العزيز: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"، وقد أكدت الآيات على حق الوالدين خصوصًا عند الكبر؛ ردًّا لبعض جميل عطائهما غير المحدود، وشكرًا على تضحياتهما التي لا نظير لها، حيث يقول الحق سبحانه: "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المَصِيرُ"، وذلك دأب الأنبياء والمرسلين، فهذا نبي الله (يحيى) عليه السلام يقول سبحانه في حقه: "وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا"، ويقول تعالى على لسان عيسى (عليه السلام): "وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا"، وقد زَارَ نبينا (صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ) قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ؛ برًّا بها وشوقًا إليها.

- الموفَّق هو من استجلب دعوة أبويه باحترامهما والإحسان إليهما فتتحقق سعادته في الدنيا والآخرة

كما أكدوا أن الموفَّق هو من استجلب دعوة أبويه باحترامهما والإحسان إليهما، فتتحقق سعادته في الدنيا والآخرة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "ثَلاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ"، فدعوة الوالد لولده لا تُرد ولا تموت، أما مَن لا يعرف احترام والديه وبرهما فلا خير فيه أصلًا، وهو على خطر عظيم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ، وَلَا عَاقٌّ وَالِدَيْهِ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟) ثَلاَثًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ: أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ".