رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد مشاركة الأنبا متياس في اجتماعات لجنة الرهبنة.. القصة كاملة

الانبا متياس
الانبا متياس

أثار ظهور الأنبا متياس، أسقف المحلة الكبرى، في اجتماعات لجنة الرهبنة بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومشاركته في احتفالات دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، والتي ترأسها البابا تواضروس الثاني، وصباح اليوم في الجلسة الختامية للمجمع المقدس، حالة جدل بين الأقباط على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أنه يعد أول مجمع مقدس يٌشارك فيه منذ تقديم استقالته عام 2005 أي بعد غياب دام لمدة 18 عامًا.

من هو الأنبا متياس؟

الأنبا متياس أسقف المحلة الكبري، ولد في قنا عام 1952، وترهبن في 1977، ورسم أسقفًا عام 1989، بيد البابا شنودة الثالث، استقال في 22 إبريل 2005، بعد بعض المشاكل الإدارية والعقائدية.

وفي يوم 24 مايو 2004، أرسل رسالة إلى قداسة البابا شنوده الثالث يطلب فيه إشراف الأنبا بيشوي، مطران دمياط، وسكرتير المجمع المقدس وقت ذاك، على إيبارشية المحلة الكبرى بالتعاون مع الأنبا متياس وقد ناقَش قداسة البابا هذا الطلب مع أعضاء المجمع  المقدسة في جلسة 29 مايو 2004 ولم يعترض أحد على الأمر، وتمت الموافقة عليه.

وفي جلسة 18 يونيو 2005 أعلن  البابا شنودة الثالث أنه وصله خطاب بتاريخ 22 إبريل 2005 يقول فيه« أرجوا.. أن تقبلوا استقالتي، وإعفائي تمامًا من أي مسئولية رعوية اعتبارًا من اليوم، وتقوموا قداستكم بتدبير أمور الإيبارشية»، وأن قداسته قبل هذه الاستقالة. 
 

وبعد أن عرض قداسة البابا أخطاء الأنبا متياس، قبل المجمع المقدس توصية لجنة شئون الإيبارشيات في صورتها المُعدلة بعد المناقشة، والتي كان قد وقَّع عليها 77 أسقفًا. 

وبناءً عليه قرر المجمع قبول استقالة نيافة الأنبا متياس أسقف المحلة الكبرى وتوابعها من عمل الأسقفية، مع إعلان خلو كرسي هذه الإيبارشية لسيامة أسقف جديد لها.

ظهور أسقف المحلة المستقيل


الأنبا متياس الذي يعيش في الولايات المتحدة حاليًا منذ استقالته سبق أن ظهر فبراير 2018 خلال صلوات تجنيز الأنبا بقطر أسقف الوادي الجديد، التي أقيمت بكنيسة السيدة العذراء بدالاس بولاية تكساس، بحسب بيان رسمي للكنيسة.

كما ظهر أيضًا في نهضة روحية بالصلوات والعظات بإيبارشية سمالوط وتوابعها للأقباط الأرثوذكس عام 2020، بالإضافة إلى المشاركة في تجليس البابا تواضروس الثاني كبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عام 2013.

ومن جهته قال ماركو الأمين، باحث فى التراث الكنسى في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، من وجهه نظري أري أن هذا القرار صحيح وسليم جدًا، لأن الأنبا متياس أسقف المحلة الكبري لم يتم تجريده من رتبه الأسقفية فهو أسقف حتي لو هو تنازل عنها، وذلك بسبب مشاكل معروف من الذي طبقها، والذي أجبرته ان يترك الإيبارشية.

وتابع ماركو في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، انه من المفترض أن يتم رجوع الأنبا متياس ويشارك في اجتماعات  المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فالأنبا متياس مازال أسقفًا وأسقف للمحلة الكبري، مشيرًا إلى  أن أي اسقف بيتم رسامته على إيبارشية المحلة فهو أسقف عام وليس أسقف مُجلس على إيبارشية المحلة الكبري.

وتابع: أعتقد أنه هناك كان في مفاوضات لفترة طويلة لإقناعه، وخاصة ان الأنبا متياس في الأونة الأخيرة بدأ يظهر بشكل ملحوظ على الساحة، إذ أنه كان في ضيافة الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط للمشاركة في نهضة شهداء ليبيا،  فإنه كان ذلك نوعًا من أنواع التمهيد لعودة مرة أخري، ولا أعتقد أنه سيعود أسقفًا مرة أخري للمحلة، ولكنه يصبح بأنه يكون له دورًا داخل المجمع المقدس ويسند له بعض المهام الإدارية بشكل ما أو على يٌسند إليه بعض المهام الإدارية في الرهبنة بعيدًا عن المهام في إيبارشيته.

كريم كمال: الأنبا متياس لم يمنع من حضور المجمع المقدس منذ تقديم استقالته

وقال كريم كمال الباحث الكنسي، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»/: "المشكلة بدأت منذ جلوس نيافته على كرسي المحلة حيث كان يقضي أغلب وقته في الولايات المتحدة الأمريكية مقر خدمته السابق لدرجة أنه صلى بعض الأعياد الكبرى في أمريكا وليس المحلة، وفي أثناء ذلك تأثر ببعض التعاليم الغربية وبدأ ينشرها في المحلة، وقد عهد المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث إلى مطران جليل محل احترام الجميع وهو المتنيح نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا السابق وذلك عام ١٩٩٨ والذي بذل جهدا كبيرا مع نيافته حتى قدم اعتذارا عن التعاليم الخطأ التي ينشرها وتعهد بالجلوس في مقر المطرانية وعدم السفر كثيرا  وقد اسفرت جهود نيافتة ان نيافة الانبا متياس قدام اعتذار عن افعالة  عام ١٩٩٩ امام خمسة من المطارنة والأساقفة ولكن للأسف نقض تعهده، ما دفع المتنيح الأنبا أثناسيوس لإبلاغ قداسة البابا بعدم مسؤليته عن ذلك الأسقف.

وأضاف كمال في تصريحان خاصة لـ«الدستور»: "في المرحلة التالية اقترح البابا علي نيافة الانبا متياس ان يشرف المتنيح نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس على الإبراشية مع نيافته لضمان نشر التعليم الصحيح وكان ذلك في عام ٢٠٠٤ وذلك يوضح أن محاولات قداسة البابا شنودة والمجمع المقدس استمرت مع نيافته سنين طويلة.
مضيفا: وفي ٢٢ أبريل ٢٠٠٥ قدم استقالته من أي مسؤولية رعوية حسب ما كتب نيافته وكان ذلك مفاجأة لقداسة البابا والمجمع المقدس وكان أغلب أعضاء المجمع المقدس رأيهم يميل إلي حرمان الأسقف بعد هذا التصرف ولكن قداسة البابا شنودة أقنعهم بأن يعفي من المسؤوليات الرعوية الخاصة بمطرانية المحلة، وأن يظل في درجته الأسقفية مع متابعة أحد الأساقفة في الولايات المتحدة له وهو المكان الذي اختار أن يخدم ويعيش فيه خلال الأعوام السابقة.

وتابع: إن قرار المجمع المقدس في عهد قداسة البابا شنودة الثالث لم يمنع الأسقف من الصلاة أو حضور جلسات المجمع المقدس ولكن نيافته فضل البقاء في أمريكا ولم يحضر جلسات المجمع المقدس في عهد قداسة البابا شنودة الثالث أو عهد قداسة البابا تاوضروس الثاني منذ بداية حبريته من عشرة أعوام حتى شارك هذا العام وقد شارك نيافته في قداس رسامة قداسة البابا تاوضروس بطريركا ثم انقطع عن المشاركة والحضور مرة أخرى مع العلم أنه بعد أن قدم استقالته حضر مرات عديدة في حياة البابا شنودة إلى مصر وصلي عدد من القداسات ولم يمنع إحدى نيافته من ذلك.

وأوضح: “أتمنى أن تكون عودته هذا العام لحضور جلسات المجمع المقدس هي رجوع عن المسلك الماضي لنيافته ويجب علي المجمع أن يحدد دور نيافته خلال الفترة القادمة وان كنت أعتقد صعوبة رجوع نيافته إلى المحلة نظرا للمشاكل الكثيرة السابقة بين كهنة وشعب المطرانية ونيافته وأيضا عدم حب نيافته للخدمة في المدن الريفية”.

واختتم: “الكنيسة دائما تفتح أبوابها لكل أبنائها وترحب بينهم في كل زمن ووقت ولكن يجب أن يكون ذلك عن دراسة ووفقا لقوانين الكنيسة ولائحة المجمع المقدس وأعتقد أن هذا ما يحدث الآن مع نيافته”.