رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بعيد الإنجيليّين الأربعة اليوم

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بعيد الإنجيليّين الأربعة، ولكل من هؤلاء الإنجيليين تذكار خاص. انما نذكرهم في هذه الأيام حول عيد العنصرة وانتشار الكنيسة لأن الأناجيل هي مختصر التعليم المسيحي والكرازة الرسولية التي حملها الرسل وتحملها الكنيسة إلى العالم.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لقد سمعتُم ما قالَه الربّ يسوع المسيح لتلاميذه بعد القيامة. لقد أرسلَهم لإعلان البشارة، وهذا ما فعلوه. اسمعوا هذا: "في الأرضِ كُلِّها سُطورٌ بارِزة وكَلماتٌ إِلى أَقاصي الدُّنْيا بَيِّنة". خطوة خطوة، وصلَ إلينا الإنجيل وبلغَ أقاصي الأرض. فبكلماتٍ قليلةٍ وجَّهَها إلى تلاميذه، وضعَ الربّ يسوع المسيح الأُسس لما يجب أن نقومَ به، ولما يجب أن نرجوه. وهو قد قالَ، كما سمعتم: "مَن آمنَ واعتمدَ يَخلُص". هو طلبَ منّا الإيمان وقدَّمَ لنا في المقابل خلاص النفوس. كم هو ثمين ما قدّمَه لنا، حتّى أنّ ما طلبَه بالمقابل أضحى ضئيلاً!.

"اللهمّ ما أثمنَ رحمتَكَ! إنّ بني آدم يعتصمون بظلّ جناحَيكَ... ومن نهرِ نعيمِكَ تَسقيهم، لأنّ ينبوع الحياة عندَكَ". إنّ الرّب يسوع المسيح هو ينبوع الحياة. وقبل أن تصلَ ماء الحياة إلينا، لم يكنْ لنا إلاّ خلاص بشريّ واحد، شبيه بخلاص الحيوانات، وقد جاء المزمور على ذكر ذلك: "وأَنتَ، يا رَبّ، تُخَلِّصُ البَشَرَ والبَهائِم". 

إلاّ أنّ مَن هو ماء الحياة قد وصلَ الآن إلينا، وماتَ في سبيل خلاصِنا. فهل يمنعُ عنّا حياتَه ذاك الذي من أجل خلاصِنا وهَبَنا موتَه؟ إنّه خلاصنا، وخلاصنا هذا ليس عبثًا كسابقه. لماذا يا تُرى؟ لأنّه لا يبطل أبدًا. لقد أتى المخلِّص. لقد ماتَ لكنّه غلبَ الموت. لقد وضعَ بكيانه للموت حدًّا. ولقد ارتضى الموتَ وقضى عليه. فأين الموت الآن إذًا؟ إن بحثْتَ عنه في الرّب يسوع المسيح، فلن تجدَه مطلقًا. كان عنده وانتهى فيه. أيّها الحياة، أنتَ موتٌ للموت! تشجَّعوا: سيَفنى الموت فينا نحن أيضًا. فما تمّ في الرأس، سيتمّ في باقي الأعضاء أيضًا، كذلك الموت سيموت فينا.