رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى نيكيفورس المعترف

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بذكرى نيكيفورس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينيّة، وهو ولد في القسطنطينيّة حول سنة 758. خلف أباه في المناصب الكبرى في البلاط الإمبراطوري. وبهذه الصفة حضر المجمع المسكوني المنعقد سنة 787 في نيقية. انقطع إلى الله على سواحل البوسفور. ثم استدعاه الإمبراطور قسطنطين الملقب "بالمولود على الارجوان" وعيّنه مديراً لمستشفى الفقراء في العاصمة. وعند وفاة البطريرك القدّيس تراسيوس، دعاه الجميع إن يخلفه. فقبل مرغماً سنة 806. 

وعندما اعتلى العرش الإمبراطوري لاون الأرمني محطّم الإيقونات، حطّ البطريرك عن كرسيه ونفاه سنة 815 إلى سكوتاري، حيث انتقل إلى الله بعد شتى الآلام في مثل هذا اليوم من سنة 829. ثم نقل رفاته إلى القسطنطينيّة في عهد البطريرك القدّيس مثوذيوس سنة 847. والكنيسة تعيد لنقل الرفات هذا في 13 مارس.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: فمَن حَفِظَ الشَّريعَةَ كُلَّها وزَلَّ في أَمْرٍ واحِدٍ مِنها أخطَأَ بِها جَميعًا". ما هي هذه الوصيّة الفريدة من نوعها، إن لم يكن الحبّ الحقيقي، المحبّة الكاملة؟ عنها قال الرسول بولس: "لأَنَّ تمامَ الشَّريعةِ كُلِّها في هذهِ الكَلِمةِ الواحِدة: أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ".

لأنّ المحبّة الحقيقيّة صبورة في العدائيّة ومعتدلة في الازدهار. إنّها قويّة وسط العذابات، وسعيدة في الأعمال الصالحة، وبأمان تامّ في التجربة. إنّها رقيقة جدًا بين الإخوة الحقيقيّين، وصبورة جدًّا وسط الإخوة الكذّابين. إنّها بريئة وسط المطبّات؛ هي تئنّ وسط الشرور؛ وتتنفّس في الحقيقة. إنّها عفيفة في سوسنّ المتزوّجة وحنّة الأرملة ومريم العذراء. إنّها متواضعة في طاعة بطرس وحرّة في جدال بولس. إنّها إنسانيّة في شهادة المسيحيّين، وإلهيّة في غفران المسيح. لأنّ المحبّة الحقيقيّة، أيّها الإخوة الأعزّاء، هي نفس كلّ الكتاب المقدّس، وقوّة النبوءة، وهيكل المعرفة، وثمرة الإيمان، وغنى الفقراء وحياة المحتضرين. لذا، حافظوا عليها بوفاء؛ واعتزّوا بها من كلّ قلبكم وبكلّ قوّة روحكم.