رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البرامج الموجهة للمرأة والأسرة بالجامع الأزهر تواصل التعريف بحقوقها فى الشريعة

ندوة الجامع الأزهر
ندوة الجامع الأزهر

عقد الجامع الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، ندوة تحت عنوان "حق المرأة في العمل" وحاضر فيها كلٌّ من الدكتورة خضرة سالم، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، وأمين سر اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، والدكتورة إنعام محمود حماد، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، وأدارت الندوة الدكتورة سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.

وقالت الدكتورة خضرة سالم، إن عمل المرأة مهم للغاية في إحداث توازن واستقرار في المجتمع، موضحة أن هناك مهام كثيرة تحتاج لوجود المرأة وخاصة في المجالات الطبية والتعليمية والتربوية والدعوية وغيرهم، مشددة على ضرورة ألا يؤثر العمل على مهمة المرأة الأسمى والأهم وهي رعايتها لبيتها وتربية أبنائها.

وأوضحت أستاذ التربية، أن هناك العديد من الفوائد النفسية والاجتماعية التي تعود على الزوجة بسبب العمل، وبدورها تنعكس بشكل واضح على الأسرة والأبناء، فهي التي تتولى الجانب الأكبر من مسئولية الإشراف عليهم.

وشددت على أن العمل يحسن حالة الصحة النفسية ويعمل على استقلاليتها المالية، التي ربما تحتاج إليها المرأة بسبب ظروفها الاجتماعية أو الاقتصادية، مضيفة أن عمل المرأة يزيد من نضج شخصيتها، حيث تشعر بقيمتها في المجتمع وتزداد ثقتها في نفسها وهو ما ينعكس بصورة إيجابية على أبنائها، إذ طول المكوث في البيت يمكن أن يتسبب في العديد من المشكلات النفسية التي قد تصل إلى الشعور بالملل والقلق والاكتئاب .

وقدمت الدكتورة خضرة سالم، عددا من النصائح للمرأة حتى تستطيع تحقيق التوازن بين عملها وبيتها منها: تنظيم وقتها، والاهتمام بزوجها، وتخصيص وقت للأولاد، وعدم إهمال نفسها، والتجهيز المسبق لأعمال البيت، وفصل أمور العمل عن المنزل، وجعل البيت مسئولية الجميع، والمشاركة بين الزوج والأولاد، مؤكدة أن الأسرة كيان واحد وعلى كل أفرادها المساعدة في تحقيق الاستقرار فيها، وتدريب الأولاد على الاعتماد على النفس، وتجنب تضييع الوقت في وسائل التواصل الاجتماعي وفيما لا نفع فيه.

من جانبها، استهلت الدكتورة إنعام محمود أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، حديثها ببيان معنى الحق والواجب، ومفهوم العمل، مؤكد أن الإسلام اهتم بالمساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات مع مراعاة فطرة كل منهما.

وأضافت أستاذ العقيدة والفلسفة، أن المرأة نصف المجتمع ولا يعقل أن يعطل الإسلام مسيرة نصف المجتمع، مشيرة إلى العديد من الضوابط التي يجب على المرأة أن تراعيها عند الخروج للعمل.

وأوضحت أن عمل المرأة لا تمنعه الشريعة الإسلامية، والأصل فيه أنه مباح ما دام موضوعه مباحًا، ومتناسبًا مع طبيعة المرأة، وليس له تأثير سلبي على حياتها العائلية، وتحقق مع عملها التزامها الديني والأخلاقي وتأمن على نفسها وعرضها ودينها، فالعمل حق من حقوق الأفراد، ولم تفرق الشريعة الاسلامية بين المرأة والرجل في هذا الحق، قال تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ [آل عمران: 195].

وتحدثت الأستاذ بجامعة الأزهر، عن بعض الشخصيات النسائية التي أثرت في المجتمع بصفة عامة، والمجتمع المصري بصفة خاصة، وتحدثت عن تمثال الحرية بنيويورك وصلته بالمرأة المصرية.

من جانبها، قالت الدكتورة سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر، إن الإسلام اهتم بالمرأة اهتماما بالغا واعتنى بها ماديًّا ومعنويًّا، وحرص على رعايتها بتعيين كفيلٍ يَحفظها، ووفر الإسلام للمرأة مناخًا مناسبًا لإثبات قُدراتها وإمكانِيَّاتِها في التأثير والتغيير، فنتج عن هذا مفاخر البطولات كما في سير الصحابيات والمرأة في عهد رسول الله.

وبينت الباحثة بالجامع الأزهر، أن المرأةَ في عهد الرسول ضربت نموذجًا مشرقًا عمليًّا لدور المرأة سواء في الغزوات والشدائد، أم في المجتمع المدني المستقر، فكانت المرأة تُساعد في مشاريع التنمية والتكافُل؛ لتسعى في تَحقيق التوازُن الاجتماعي بكثرة الصدقات، ومُساعدة الأسر المحتاجة، وزيادة الإنتاج وغير ذلك.

جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من  الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.