رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ظاهرة غيرت درجات حرارة المحيطات.. هل تؤثر "النينيو" على مصر؟

تغيرات المناخ
تغيرات المناخ

ارتفع متوسط درجة حرارة سطح البحار في العالم بحوالي 0.9 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل المرحلة الصناعية، فيما ارتفع المتوسط 0.6 درجة مئوية في الأربعين سنة الماضية وحدها، وهو ما أثار قلق العلماء مؤخرًا حول أسباب هذا الارتفاع وأثره على زيادة خطورة الاحتباس الحراري الذي تعانيه الأرض.

في الوقت نفسه أرجع العلماء هذا الارتفاع إلى واحدة من الظواهر المناخية التي تعرف بظاهرة "النينيو" محذرين من أخطارها التي قد لا يدرك مداها في الفترات المقبلة.

 

- مدير عام التنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية: تحدث في المحيطات وتسبب تغيرات في المناخ

ظاهرة "النينيو" حسب الدكتور محمود شاهين مدير عام التنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية في حديثه "للدستور"، تحدث داخل المحيط الهادي، تؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة في بعض الأماكن بالمحيط، وارتفاعها في أماكن أخرى، مما ينتج عنها التسبب في حدوث كتل هوائية مختلفة في الحرارة، واختلاط هذه الكتل ببعضها مما يؤدي إلى حدوث العديد من التغيرات المناخية.

و أوضح مدير عام التنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن نتائج هذه الظاهرة تنتقل إلى اليابسة مما يتسبب في حدوث الظواهر والمتغيرات مثل الفيضانات والسيول، أو حتى ارتفاع معدل الأمطار عن المعدل الطبيعي. 

- أسباب حدوثها

و عن أسباب هذه الظاهرة أكد مدير عام التنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية أن السلوكيات الخاطئة من قبل الإنسان بشكل عام هي التي أدت إلى انتشار الظواهر المناخية الغريبة، مشيرًا إلى أن " النينيو" تعد تغير مناخيًا ناتج عن العديد من التغيرات المناخية الأخرى التي تسبب فيها الإنسان.

 

أما بالنسبة لمدى تأثر مصر بظاهرة "النينيو" أشار شاهين إلى أنها من الممكن أن تتأثر وذلك إذا كانت الظاهرة في حالة قوية مما ينعكس على درجات الحرارة، وكذلك معدل سقوط الأمطار، بينما إذا كانت هذه الظاهرة ضعيفة أو طبيعية حينها لن يلاحظ أي تغيير عن المعدل الطبيعي في أي من المؤشرات الجوية.

يُذكر أنه على مدى السنوات الثلاث الماضية، كانت هذه الظاهرة الطبيعية تحدث عبر مراحل أكثر برودة، وتسمى النينيا، و ساعدت في إبقاء درجات الحرارة العالمية تحت السيطرة.

و يعتقد الباحثون حاليًا أن ظاهرة "النينيو" القوية، والأكثر سخونة، سيكون لها آثار كبيرة على العالم كما يشعر العلماء بالقلق من أن تصل درجة حرارة العالم إلى مستويات جديدة بحلول نهاية العام المقبل، نتيجة هذا التسارع في ارتفاع درجات الحرارة بالإضافة إلى إمكانية حدوث ظواهر جوية أخرى.

 - ارتفاع درجات حرارة المحيطات يؤدي إلى قتل الحياة البحرية

وأرجعوا ذلك إلى أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات يؤدي إلى قتل الحياة البحرية فيها، كما تؤدي إلى أن يصبح الطقس فيها أكثر قسوة، وترتفع مستويات سطح البحر، فيما تصبح مياهها أقل كفاءة في امتصاص الغازات المسببة للاحتباس الحرارة.

كما تتسبب هذه الظاهرة في قدرة أقل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون إذ أنه تستهلك المحيطات حالياً حوالي ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتتمتع المياه الأكثر دفئاً بقدرة أقل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وفي حال استهلكت المحيطات كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون في المستقبل، فإن ذلك سوف يؤدي إلى مراكمة المزيد من هذا الغاز في الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى زيادة سخونة الهواء والمحيطات وبالتالي ما يفسر بعض التغيرات المناخية التي تحدث للعالم ومنها الارتفاع في درجات الحرارة.

 

كما أوضح الخبراء، إلى أنه من المحتمل أن تؤدي ظاهرة النينيو إلى اضطراب أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم، وإضعاف الرياح الموسمية والتهديد بالمزيد من حرائق الغابات في أستراليا.

- أين نشأت ظاهرة " النينو"؟

وقد نشأت ظاهرة النينيو الساحلية بالفعل قبالة شواطئ بيرو والإكوادور، ويعتقد الخبراء أن حدثاً مكتمل التكوين ستتبعه تداعيات على درجات الحرارة العالمية.

وقال الدكتور جوزيف لوديشر، من معهد بوتسدام لأبحاث المناخ: "إذا ظهرت ظاهرة النينيو الجديدة، فمن المحتمل أن نشهد ارتفاعاً إضافياً في ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.2-0.25 درجة مئوية"

كما أضاف لوديشر "سيخف التأثير على درجة الحرارة بعد أشهر قليلة من ذروة أي ظاهرة نينيو، ولهذا السبب من المحتمل أن يكون عام 2024 هو الأكثر دفئاً على الإطلاق، لكن قد نكون قريبين من 1.5 درجة مئوية يوماً لمرحلة مؤقتة".