رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ملجأ الزمن» الفائزة بـ«البوكر الدولية»: علاج «ألزهايمر» بمحو ذكريات الماضى

ملجأ الزمن
ملجأ الزمن

تُوجت رواية «ملجأ الزمن» للروائى البلغارى جورجى جوسبودينوف، بجائزة البوكر الدولية، متفوقة على الروايات الأخرى المنافسة لها فى القائمة القصيرة، وهى المرة الأولى التى تفوز فيها رواية منشورة باللغة البلغارية بالجائزة. 

ولد «جوسبودينوف» فى العام ١٩٦٨ فى يامبول؛ وهى مدينة صغيرة بالقرب من الحدود التركية، وقضى طفولته هناك.

ويُعد الكاتب، البالغ من العمر ٥٥ عامًا، أحد أشهر الكتاب البلغاريين، وهو أيضًا أحد أكثر الكتاب الذين تُرجمت أعمالهم.

وذكرت رئيسة لجنة تحكيم الجائزة، ليلى سليمانى، فى كلمتها خلال حفل إعلان العمل الفائز بالجائزة، أن «ملجأ الزمن» تتعرض للقضايا المعاصرة عبر عدسة ساخرة وحزينة، من خلال رواية قصة تبدو بسيطة، عن «جوستين» الذى يؤسس عيادة للماضى لعلاج مرضى ألزهايمر. 

وتتعامل الرواية مع سؤال: «ماذا يحدث لنا عندما تختفى ذكرياتنا؟»، ومن ثم تشرع فى حديث عن المصائر الفردية والجماعية، عبر مشاهد هزلية وأخرى مفجعة، يحركها السؤال عن الطريقة التى تُرسخ بها الذاكرة الهوية، وعن مستقبل القارة الأوروبية التى يُعاد فيها اختراع الماضى. 

وتكمن رسالة الرواية فى أهمية عدم الانجراف وراء الحنين إلى الماضى على حساب القضايا الحالية.

وفى حواره مع موقع «يورونيوز» أشار «جوسبودينوف» إلى أن الرواية فى جوهرها استكشاف لضرورة عدم الإسراف فى التفكير فى الماضى كثيرًا.

وتحدث عن الحرب الروسية فى أوكرانيا، قائلًا «أعتقد أن حرب بوتين هى حرب من الماضى، إن بوتين مهووس بالماضى فقد كانت أوكرانيا منطقته، فى الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضى، لكن المشكلة تكمن فى أنه لا يمكنك العيش فى الماضى. إنه يحاول جر الجميع إلى الماضى معه، وهو أمر خطير على المستويين الأوروبى والعالمى».

وفى حواره مع صحيفة «الجارديان»، يُبين «جوسبودينوف» أن فكرة الرواية تحكى عن عيادة يُعالج فيها الأشخاص المصابون بألزهايمر من خلال الانغماس فى مشاهد من شبابهم، مبينًا أن تلك الفكرة كانت فى ذهنه لأكثر من عقد من الزمان حتى بدأ بكتابتها فى عام ٢٠١٦.

ويستحضر الكاتب فى روايته الديستوبية مخاوفه السياسية، قائلًا: «عندما اندلعت الحرب الروسية- الأوكرانية فى ٢٤ فبراير من العام الماضى، عاد كل مخاوف طفولتى فجأة، وعندما أثير شبح الضربات النووية فى أوكرانيا، كان تفكيرى فى ابنتى التى لا أريدها أن تعيش فى خوف».

وأضاف: «جملة من الأحداث تكثفت فأخرجت هذه الرواية عن المستقبل الديستوبى البائس، وكان أبرز الأحداث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، الذى غيّر مشهد الاتحاد الأوروبى، ورئاسة دونالد ترامب الولايات المتحدة، ثم جائحة كورونا، وأخيرًا الحرب الروسية- الأوكرانية».

وتابع: «الرواية مبنية على الخوف من أن أوروبا نفسها ليس لها مستقبل، إنه الشعور الذى أعتقد أنه كان لدينا جميعًا فى السنوات العشر الماضية، هذا الشعور بانعدام الأفق إزاء المستقبل، إنه مثل الوقوف فى مطار ورؤية جميع الرحلات تُلغى. فما اعتقدت أنه سيحدث غدًا بدأ يحدث الآن، والمشكلة مع الروايات الديستوبية فى زمن ديستوبى، هى أنها صارت أعمالًا وثائقية».