رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"بكات الدم" مجموعة قصصية جديدة لـ حجاج أدول

بكات الدم
بكات الدم

صدرت حديثًا عن دار المحرر للنشر والتوزيع، المجموعة القصصية "بكّات الدم" للكاتب حجاج أدُّول.

ومن أجواء المجموعة القصصية نقرأ: "لم يُجْدِ في أهل القرية أي علاج، لم يشفع ترتيل الكهنة في إبرائهم من داء الخرس كما لم تشفهم رُقى السحرة. كانوا يتكلمون كأبناء القرى المجاورة، بل كان فيهم مغنون ذائعو الصيت وشعراء مجيدون، فجأة من سنين طويلة أصابهم الخرس. ضرعوا لإله الخير، ضحوا لإله الليل، سجدوا للشمس، بكوا للقمر. لا فائدة. سألوا إله الحكمة وجميع الآلهة. لم يعبأ أي إله حتى بقبول قربان قدموه. وفي معاناة الحياة والخرس الذي غشاهم، لم يسائلوا أنفسهم.. لِمَ؟

وأيضا: أرى الأهرامات الآن، جرمها صغير عن بعد وكأنها تسبح فى الأفق الباهت، نقترب أكثر..
أنظر..
أنظر بإمعان، أدقق النظر، شىء عجيب..
أين الهرم الأكبر، يا حول الله، الهرم ضاع!
الهرم يا ناس؟
الركاب لا يبالون بصيحتي.
شعرت بالحرج لحظة, لكن لا... أين الهرم؟
يا سادة..
انظروا معي وارتعبوا..
مصيبة..
أين الهرم الأكبر؟
لا مجيب..
يعود بصري للهضبة, أرى هرمين فقط يا بشر, هل وصل الداء للهرم؟
عندما انحرف الأتوبيس يساراً ليتجه إلى قلب القاهرة رأيت الهول الذي لم يحرك أبا الهول ولا الركاب.
الهرم الأكبر ملقى على جانبه بميل خطير, قمته تتجه للأسفل و قاعدته الشاسعة لأعلى وكأنه سيستكمل سقوطه من الهضبة في ايه لحظة.
وقفت متصلباً أنظر للركاب وأشير بيدي الاثنتين إلى الهرمين وكبيرهما الساقط, ثم نطقت بصوت يخرج ممطوطاً كأنه قطعة لادن ساخنة: الهرم مقلوب... الهرم مقلوب.
لم يلتفت أحد

حجاج أدول؛ روائي نوبي مصري من مواليد الإسكندرية 1944، بدأ الكتابة الأدبية عام 84 في سن الأربعين، حيث كتب في الدراما المسرحية أولًا، ثم القصة القصيرة ثم في الرواية، وعمل بالسد العالي لمدة خمس سنوات من عام 1963 حتى 1967، وجند بالقوات المسلحة سبع سنوات من 1967 حتى 1974، واشترك في حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 1973.

حصل حجاج أدول على العديد من الجوائز، نذكر من بينها: جائزة الدولة التشجيعية عام 1990 فرع القصة القصيرة عن مجموعته القصصية "ليالي المسك العتيقة"، كما حصل على جائزة ساويرس للأدب المصري عام 2005 في الرواية والقصة القصيرة، وحصل على منحة تفرغ من المجلس الأعلى للثقافة (وزارة الثقافة) أعوام 96 و97 و98 لاستكمال روايته "معتوق الخير"، ثم منحة تفرغ عام 2002 لكتابة رواية "خَوِند حمرا".