رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا نيقولا أنطونيو: الحرومات بين الروم والكاثوليك وقعت عام 1054

الكنيسة
الكنيسة

قال الأنبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي، ووكيلها للشؤون العربية إنه في عام 1054 صدر صك حرمان بطريرك القسطنطينية من كنيسة روما الكاثوليكية، وفي نفس العام صدر صك حرمان بابا روما من كنيسة القسطنطينية الأرثوذوكسية. 

وأضاف في تدوينة له، أنه في منتصف الستينيات من القرن العشرين بدأت بوادر التقارب بين الكنيستين الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة تلوح في أفق التلاقي الكنسي، فقد تم رفع الحرومات بين الكنيستين في العام 1965 عن رئيسيى أساقفة الكنيستين على عهد كلّ من البابا بولس السادس والبطريرك القسطنطينيّ أثيناغوراس الأوّل، وتمّ التشديد حينها على ضرورة الحوار بين الكنيستين لمحاولة إعادة الوحدة بين قطبّ المسيحيّة في العالم. 

وفي العام 1979 تم تأسيس اللجنة العالميّة المشتركة للحوار اللاهوت بين الكنيسة الرومانيّة الكاثوليكيّة والكنيسة الرومية الأرثوذكسيّة، وجتمعت للمرّة الأولى في العام 1980 في "جزيرة باتس". 

توالت اجتماعات اللجنة اللاهوتيّة على مدى السنين اللاحقة وبدا أن التقارب بين الكنيستين يتزايد إلى أن بدأت المشاكل تظهر مع التقدّم في الكلام عن النقاط الخلافيّة بين الكنيستين والمتراكمة عبّر العصور، ولعلّ أبرزها موضوع "الأوّليّة في الكنيسة".

في العام 2007 اجتمعت اللجنة في "مدينة رافينا-إيطاليا " وأصدرت وثيقة مشتركة بعنوان "التبعات الإكليزيولوجيّة والقانونيّة للطبيعة الأسراريّة للكنيسة: الشركة الكنسيّة، المجمعيّة والسُلطة". 

كانت هذه الوثيقة منطلقًا لتفكّر لاهوتي حرّك العالمين الخلقيدونيين الأرثوذكسي والكاثوليكي نحو إعادة نظر شاملة وجدّية بموضوع "الأوليّة في الكنيسة" على كل مستويّته. 

وكان أن أدت هذه الوثيقة وما تبعها من ردود فعل إلى خلاف داخلي أرثوذكسيّ-أرثوذكسيّ بين كنيسة القسطنطينيّة وكنيسة روسيا حول موضوع الأوّليّة في العالم الأرثوذكسيّ وحيثيّاتها التاريخيّة واللاهوتية والقانونية. 

وجدت الكنيسة الأرثوذكسية ذاتها في مأزق ناتج عن تجاذبات ومواجهة بي قطبين كنسيّين هما القسطنطينية وموسكو في سعيهما إلى بسط حججهما اللاهوتيّة والتاريخيّة والقانونيّة للذود عن موقفهما، فانبّرى لاهوتيّو القسطنطينيّة يدافعون عن المكانة الأوّلى بين رؤساء الكنائس المستقلّة، فيما بذل لاهوتيو موسكو قسارى جهدهم للتوكيد على المكانة الشرفيّة الفخرّية للكرسي الأوّل سواء قبل الانشقاق الكنيسة الكبير عام 1054 أو بعده، بالإضافة إلى سعيهم لتأكيد تقدم رئاسة كنيسة موسكو على رؤساء الكنائس المستقلّة الأخرى نظراً لوضع كنيسة روسيا الحالي من حيث حجمها وعدد مؤمنيها.

كما سعى لاهوتيّو كلّ من الطرفين الأرثوذكسيّين المتنازعين إلى دعم آرائهم بما يراونه راجحًا من الناحية اللاهوتيّة حتى بلغ الأمر حدّ اتّهام الطرف الآخر بالهرطقة، إلى أن اجتمعت اللجنة العالميّة المشتركة للحوار مرّة أخرى في "مدينة كيتي-إيطاليا"، في العام 2016، في محاولة لاحتواء تداعيات وثيقة رافينا ووضع النقاط على الحروف، وتسعى هذه الرسالة إلى الإحاطة بالجوانب المختلفة لموضوع الأوّليّة، كما طُرح منذ لقاء رافينا وإلى تقييم الطروحات المختلفة للاهوتيين الأرثوذكس في هذا الشأن.

وفي الخامس من يناير عام 2019، وتأكيداً على المكانة الأوّلى للقسطنطينية بين رؤساء الكنائس المستقلّة، وقّع برثلماوس الأول بطريرك القسطنطينية المسكوني على وثيقة، توموس، والتي اعترفت رسمياً بالحكم الذاتي للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المُشَكَّلة حديثاً برئاسة المتروبوليت إبيفانوس، مما جعلها كنيسة مستقلة عن كنيسة موسكو الأرثوذكسية.