رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يعيق عدم التبليغ توثيق العنف ضد المرأة في مصر؟

 العنف ضد المرأة
العنف ضد المرأة

عام كامل ظلت فيه سهيلة.ا، عشرينية، تتعرض للعنف على يد زوجها، بالرغم من زواجهما بعد قصة حب طويلة، إلا أنه كان طوال تلك الفترة لا يظهر عليه أي علامات للعنف فيما بعد، بحسب ما تصف.

تقول سهيلة: «المشاكل بدأت بعد الجواز لما اكتشفت أنه تزوجني من أجل ممارسة العلاقة معي، فكان يقوم بذلك الأمر بعنف شديد وفي أي وقت وبشكل متكرر، تحملت لمدة ثلاثة أشهر إلا أن بعد ذلك لم استطع».

حين بدأت سهيلة في رفض الأمر ظهر عنف زوجها: «بدأ يضربني ويجبرني على ممارسة العلاقة معه بالعنف، وفي كل مرة أرفض اتلقى علقة ساخنة، حتى بدأت أهرب في حجرات المنزل وأغلقها علي».

سهيلة هي ضمن 500 ألف امرأة تتعرض للعنف سنويًا في مصر، وفق آخر إحصاء صدر في العام 2019، من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وربما لا يكون ذلك الرقم حقيقي أو يعبر عن الواقع لأن هناك كثيرات من النساء لا يبلغن عن العنف الذي يتعرضن له بالتالي يعيق عدم التبليغ الرصد الحقيقي للعنف ضد النساء في مصر.

 

العنف وعدم التبليغ

واتساقًا مع ذلك، قالت الدكتورة نسرين البغدادي، مقرر لجنة الأسرة والتماسك المجتمعي بالحوار الوطني، إن العنف الأسري والزوجي هي ظاهرة غير منظورة ولا يستطيع أي فرد حسابها بالنسبة المئوية، حيث إنها تحدث بداخل الأسرة لكن لا يعلم الكثيرون عنها، «إحنا بنعرف من خلال عدد البلاغات الموجودة والشكاوى أو أن الناس تطلع تتكلم».

وأضافت «البغدادي» أن هناك الكثير من الأسر يحدث لها عنف أسري لكن لا تتحدث من أجل الحفاظ على المنزل والاستقرار، حيث دائما ما يكون المنزل هو الملاذ الآمن لكل أسرة، فيجب أن يكون آمنا وخاليا من أي تهديد.

وأوضحت أن هناك الكثير من المشكلات التي تقع بعد الطلاق، ودور الدولة هو دراسة تلك المشكلات مع حماية الأفراد من الوقوع في مثل تلك المشكلات، «الضلع الضعيف في هذه المسألة الطفل، ولما طرحنا الموضوعات الخاصة بتلك الإشكالية كان يجب أن ندرك أنه يجب علينا مراعاة المصالح الفضلى للطفل كونه المتضرر الأكبر».

 

سهيلة: «اطلقت ولم أبلغ خوفًا على ابني»

لم يكن أمام سهيلة حلًا سوى الطلاق بعد عامين من المشاجرات والعنف مع زوجها، أنجبت فيه ابنها الأول: «مكنتش هقدر أبلغ إني بتعرض للعنف خوفًا على ابني ونفسيته وسمعة والده لذلك مشتكتش واطلقت».

  • 75% من النساء في مصر يتعرضن للعنف و80% يتعرضن للتحرش، وفق دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والمجلس القومي للمرأة؛ نُشرت في يناير 2022، بعنوان العنف ضد المرأة "الأبعاد وآليات المواجهة".
  • وأوضحت الدراسة أن العنف الأسري يكون من الأب أو الأخ أو الزوج من بعدهما، بينما مركز الإحصاء قال أن منهن 7 آلاف امرأة فقط من ضمن 500 ألف امرأة يتعرضن للعنف في مصر يلجأن للقانون للحصول على حقوقهن.

 

خديجة تقوم بالتبليغ بعد عام من العنف

كانت خديجة، 32 عامًا، إحدى النساء اللاتي تعرضن للعنف على يد الزوج وقمن بالإبلاغ، وذلك بسبب إصرارها على العمل وعدم ترك وظيفتها بعد الزواج: «وافق زوجي على مضض إلا أنه أصبح أكثر عنفًا ويترصد لي الأخطاء».

تطور الأمر بين خديجة وزوجها إلى حد الضرب وممارسة العنف الدائم تجاه أي خطأ تقوم به: «كانت أول صفعة تلقيتها منه بعد 6 أشهر من الزواج، تلاها ضرب وعنف طوال الوقت إلا إنني خلعته وأبلغت عنه».

توضح أنها أبلغت قسم الشرطة بتعرضها للعنف وطلبت الطلاق منه بعد مرور عام دون إنجاب: «لازم كل النساء اللي بيتعرضوا للعنف يبلغوا عشان يتم تسجيل الشكاوى والتحرك تجاهها من قبل الحكومة».