رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معهد الفلك ينشر نتائج رصد أقوى وألمع وميض لأشعة جاما فى تاريخ البشرية (صورة)

معهد الفلك
معهد الفلك

نشر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقة بيانًا حول نتائج رصد أقوى وألمع وميض لأشعة جاما في تاريخ البشرية، رصده مرصد القطامية الفلكي.

وقال المعهد في بيان له: «تُعتبر دراسات انفجارات جاما الكونية من الدراسات الهامة في علم الفلك الحديث، فهي أكثر الأحداث الفلكية لمعانًا، والأعلى طاقة، وتكمن الفائدة في دراسة مثل هذه الظواهر على سبيل المثال في فهم طبيعة المادة المظلمة والثقوب السوداء، وكيفية تفاعل المادة ذات السرعات العالية».

وفي التاسع من أكتوبر لعام 2022 تم رصد واحدة من أقوى الانفجارات النجمية بواسطة تليسكوب فيرمي الفضائي (Fermi Gamma-Ray Burst Monitor (GBM) المخصص للرصد في نطاق أشعة جاما، حيث تشبع هذا التليسكوب بكم هائل من أشعة جاما عالية الطاقة، وأيضًا تم رصدها بواسطة مرصد نيل جيرلز سويفت  الفضائي (Neil Gehrels Swift Observatory). 

أشعة جاما

وأكدت التقارير اﻷولية أن هذا السطوع ﻷشعة جاما هو أقوى وألمع وميض ﻷشعة جاما يحدث منذ الحضارة الإنسانية، ويُعد هذا الوميض ناتجا عن انفجار نجمي قريب يبعد عن اﻷرض مسافة قدرها 2.4 بليون سنة ضوئية، وهو ألمع بأكثر من 50 ضعفا من أي وميض لأشعة جاما تم تسجيله في الماضى.

ويتوقع أن يصل مثل هذا الوميض إلى اﻷرض مرة كل عشرة آلاف سنة، لذلك فهي فرصة رائعة غير متوقع تكرارها في حياة اﻷشخاص. 

وحسب البيان، فإنه بمجرد اكتشاف ورصد هذا الانفجار باستخدام التليسكوبات الفضائية في نطاق أشعة جاما والإعلان عنه؛ اتجهت العشرات من التليسكوبات الأرضية والفضائية لرصد الانفجار في النطاقات الطيفية المختلفة (الأشعة السينية، الضوء المرئي، الأشعة تحت الحمراء، الأشعة الراديوية) لمراقبة هذا الحدث ورصد التوهج الناتج عنه وأيضا تحديد مكانه بدقة، وقد أطلق العلماء على هذا الانفجار اسم (Gamma Ray Burst - GRB221009A).

وكان من بين هذه التليسكوبات تليسكوب مرصد القطامية الفلكي الذي يعد أكبر تليسكوب في إفريقيا والشرق اﻷوسط، حيث قام فريق بحثي من قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية برصد هذه الظاهرة النادرة باستخدام منظار ذى مرآة عاكسة بقطر 1.88 متر، وقام الباحثون المصريون برصد هذا التوهج الضوئي على عدة ليال وحساب القياسات واﻷقدار الضوئية له بدقة عالية، وقد أشادت الجهات العلمية الدولية المتخصصة بدقة أرصاد منظار القطامية الفلكى.

وبعد الدراسة وتحليل البيانات المأخوذة بالتليسكوبات بواسطة فلكيين من أنحاء العالم تم نشر عدة أبحاث خاصة بدراسة هذا الانفجار.

وشارك ثلاثة باحثين من قسم الفلك (على تقي، أحمد شكري، أحمد فؤاد)، ممن رصدوا هذا الانفجار باستخدام منظار مرصد القطامية الفلكي، في بحث تم نشره في واحدة من أقوى المجلات الدولية المتخصصة في الفيزياء الفلكية (The Astrophysical Journal Letters) ذات معامل تأثير قدره 8.811 (Q1)، وذلك في التاسع من مايو لعام 2023 بقيادة باحثين من مراصد عالمية أخرى.