رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بمناسبة ذكراها.. لهذا السبب فكرت فاتن حمامة فى التوقف عن التمثيل

فاتن حمامة
فاتن حمامة

"هل تعرف معنى أن تولد لتجد نفسك مدرسًا، وتظل مدرسًا طوال حياتك.. أنا ولدت ممثلة، أصبحت ممثلة وعمري ست سنوات، تحدد مصيري، غريب أن يولد الإنسان ليجد نفسه يمتهن مهنة ما، فعادة يختار الإنسان مهنته أو تفرض عليه لكن أن يولد ليجد نفسه صاحب مهنة فهذا الشيء مختلف تمامًا"، هكذا قالت الفنانة الراحلة فاتن حمامة في حوار لها بجريدة "الفنون" بعددها الصادر بتاريخ 1 أكتوبر لعام 2000.

ورغم ذلك إلا أنها فكرت يومًا في التوقف عن التمثيل، وهذا ما كشفته خلال الحوار مستطردة: كان هذا بسبب شقيقي الكبير، وكان وقتها طالبًا في كلية البوليس وناداه أحد زملائه قائلًا: "يا فاتن يا حمامة"، فعاد إلى البيت ثائرًا، كيف ينادونه باسم شقيقته، وطبعًا كان هذا بسبب حساسية الشباب في مثل هذه السن، ولأن شقيقي هذا كان عزيزًا عليّ جدًا قررت أن أتوقف عن التمثيل حتى لا أسبب له أي مشاكل، إلا أن والدها حينها قال "ده كلام فارغ"، وتتابع: أعتقد أنهم في كلية الشرطة في ذلك الوقت جازوا من فعل هذا بمعاقبته، فشعر شقيقي أن كرامته قد ردت، وكان عمره في ذلك الوقت ثمانية عشر عامًا، كان صغيرًا ونسي الأمر كله ونسيته أنا أيضًا.

كانت فاتن حمامة (27 مايو 1931 - 17 يناير 2015) مشهورة بين البنات في المدرسة، وكانت في موقع "الزعيمة" بحسب اعترافها، مشيرة إلى أن الكل كان معها ما عدا فتاة واحدة قالت لها في إحدى المرات "أنتي فاكرة نفسك إيه.. أنتي ممثلة"، فأقسمت في ذلك الوقت أن تجعلهم يحترمون الممثلة، موضحة: كنا في ذلك الوقت صغارًا جدًا، ومع ذلك قلت في نفسي سوف أجعل فكرة التمثيل عندهم محترمة، بمعنى أن هذا الموقف أثار نوعًا من التحدي عندي، بسبب كلمة هذه الزميلة، والغريب أن الزمن دار وأصبحت هذه الزميلة "رقيبة" في مصر وأنا ممثلة، هذه الزميلة هي "نعيمة حمدي" مدير الرقابة في مصر في فترة ما منذ سنوات عدة، لكنها كانت دائمًا "لطيفة".. بالطبع الناس تتغير عندما تكبر وتنضج وعندما كان يرسل إليها فيلم من أفلامي لإجازته رقابيًا، كانت تقول إنه لا يحتاج إلى رقابة لأنه فيلم لفاتن حمامة.

فمنذ كانت فاتن حمامة صغيرة تربت على عيب وحرام، بهذه الطريقة تربت هي وأخواتها، وهكذا نشأوا، وتضيف: ربما كنت أكثر تحررًا بطريقتي من أخواتي، لكني في النهاية "محافظة" وهذه طبيعة ارتبطت بي بسبب هذا النوع من التربية، بسبب "البيت"، وبالطبع أنا أكلمك عن جيلي أنا وربما ما أراه "يصدم"، الآن لا يراه الشباب كذلك وربما يندهشون من صدمتي ويقولون عني "دقة قديمة".