رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاده.. "الباقورى" وزير الأوقاف الذى تمنى إنشاء مكتبات ودور سينما بالمساجد

أحمد حسن الباقوري
أحمد حسن الباقوري

يعد أحمد حسن الباقوري، المولود في مثل هذا اليوم من عام 1907، أول وزير للأوقاف بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، وعرف عنه انفتاحه الفكري وآراؤه الجريئة، ومنها تلك التي طرحها عبر صفحات مجلة «الكواكب» الفنية في عددها الـ242، والمنشور بتاريخ 20 مارس 1956.

وفي حديثه مع محرر الكواكب لطفي رضوان، صرح بأنه لا يمانع في ظهور الأئمة على شاشة السينما، وذلك خلال رده عن سؤال حول استخدام السينما في الوعظ والإرشاد.

وأوضح "الباقوري": لقد فكرت- أنا فضيلة الشيخ- في استخدام السينما والأفلام السينمائية، وفكرت في أن تخرج وزارة الأوقاف أفلاما كثيرة عن الإسلام وتعاليمه السمحة وأمجاده الخالدة.

كذلك فكرت في أن ألحق بالمساجد دورًا لعرض الأفلام، وستسمع قريبا عن مسابقة كبرى بين الأدباء في تأليف القصص الإسلامية ذات العظة والمغزى، وسأخصص جوائز حسنة لأحسن القصص بحيث لا تقل الجائزة الواحدة عن القصة الواحدة عن مائة وخمسين جنيهًا.

وتابع «الباقوري»: ويأتي بعد ذلك دور إعدادها للسينما، وذلك يقتضي الإشراف الدقيق حتى تكفل سلامة الغرض منها، ورأيت كذلك أن أنشئ في المساجد الجديدة "صالة" كبرى للمطالعة وإقامة الندوات، وهذه الصالة تصلح كذلك لعرض الأفلام السينمائية فيها، وعندئذ أدعو الجمهور إلى مشاهدتها مجانًا، وهكذا ترانى متحررًا، ما دام التحرر يفضي بنا إلى تثقيف الشعب واستزادة أبنائه معرفة بأمور دينهم ودنياهم.

 

ــ ظهورى فى الجريدة السينمائية تمثيل يدخلنى زمرة النجوم 

وحول إذ ما فكر أحمد حسن الباقوري في تمثيل بعض هذه الأفلام التي تزمع الأوقاف إخراجها، قال: إنني أمثل في كثير من الأوقات، فوقوفي في مواقف الخطابة وحديثي إلى الجماهير والتقاط هذه المناظر وعرضها في الجريدة السينمائية، ألا ترى في هذه المشاهد كلها أنني دخلت فعلًا في زمرة النجوم؟

ولكنني سأنزل إلى ميدان التأليف السينمائى، ولعل في نزولي إلى هذا الميدان ما يشجع الأدباء على النزول فيه، فنظفر بأروع القصص عن مآثر الإسلام ومصر الحديثة.

وعن تعدد أنشطة وزارة الأوقاف ودخولها أكثر من مجال اقتصادي، فلماذا لا تنشئ المسارح، قال أحمد حسن الباقوري: سنفعل هذا بعد أن ننتهي من إنشاء العمارات التي ارتبطنا بإنشائها، سأنشئ أكثر من مسرح وأكثر من دار للسينما، فتنفرج أزمة دور العرض وهكذا تبادر إلى تحقيق رغبات ما يريده الشعب.

ــ لا أمانع فى ظهور عمرو بن العاص على الشاشة 

ويعود "رضوان" ويسأله:  لماذا لا تعاون فضيلتك بنفوذك على تذليل الصعاب أمام أولئك الذين يحاولون إنتاج أفلام إسلامية، تظهر فيها شخصيات الخلفاء الراشدين وأئمة المسلمين؟ فيجيب أحمد حسن الباقوري: إن إخواننا المسيحيين لم يجرأوا علي إظهار شخصية السيد المسيح في فيلم "الرداء" فكيف تطلب مني ذلك؟

ويستطرد: على أنني سأخطو خطوة أخرى قد أخالف بها بعض علماء الأزهر الأجلاء، هي أنني لا أمانع في إظهار شخصيات أئمة المسلمين الذين برزوا في الميدان السياسي أكثر من بروزهم في الميدان الديني، كشخصية عمرو بن العاصو ومعاوية، وهارون الرشيد، ويزيد بن معاوية. أما الخلفاء الراشدون الأربعة فهذا ما لا أوافق عليه، إذ إن لهم قدسية خاصة.

وأريد أن أقول إن الإنتاج السينمائي المصري هزيل وفقير، ولهذا أخشى إذا ما تصدت شركة مصرية لإنتاج فيلم عن أمجاد الإسلام في صدر الدعوة الإسلامية، أن يجىء فقيرًا مشوهًا لا يتفق وجلال الموضوع.

 

ــ الباقورى: الأمريكيون والأوروبيون شوَّهوا التاريخ الفرعونى

ويمضي أحمد حسن الباقوري في حديثه لمجلة «الكواكب»، ويقول، وقد تسألني عما إذا كنت أوافق علي أن تتولاه شركة أمريكية؟ وأجيب لا، إن الأمريكيين والأوروبيين مغرضون، فقد شوهوا التاريخ الفرعوني، فما بالك بالتاريخ الإسلامي. إنك تعرف أنهم سلبوا شرف بناء الأهرام من المصريين ليعطوها لليهود، وقد كنت دائمًا أعارض في السماح بالتقاط المناظر ومشاهد لأفلامهم في بلادنا لأنني أعلم أنهم غير أمناء في كل ما يخص الإسلام  والشرق.

ــ يعجبنى صوت وغناء ليلى مراد 

وفي نهاية حديثه يضيف «الباقوري» عن الأفلام التي يفضلها وممثليه المفضلين: إنني قليل التردد علي دور السينما، وقد شاهدت فيلم "حصار طروادة" فأعجبني كثيرًا وأعجبت كذلك ببطلة الفيلم، فقد ماتت عبدة لا رأى لها وخرجت مع البطل وحوصرت طروادة وفني الشعب ثم جاء زوجها وأمسك بيدها فانصاعت له.

أما عن فنانته المفضلة يقول "الباقوري": إن أمينة رزق سيدة فاضلة علي ما أعتقد، ويعجبني في ليلى مراد صوتها وغناؤها، وأنت تقول إن ليلي فوزي جميلة إذن فسأعجب بها علي مسئوليتك.