رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استفادة قصوى من الكوارتز

كثيرون، فى مصر والعالم، يعرفون مارشيلو ماسترويانى، Marcello Mastroianni، أبرز نجوم السينما الإيطالية، وبطل فيلم «الحياة الحلوة»، LaDolce Vita، لكن قليلين فقط هم الذين يعرفون إيطاليًا آخر اسمه مارشيلو تونشيلى، Marcello Toncelli، جعل حياتنا حلوة، بتأسيسه شركة «بريتون»، سنة ١٩٦٣، التى صارت اليوم مجموعة صناعية متعددة القطاعات، تمتد أنشطتها فى أكثر من ١٠٠ دولة، ولديها أكثر من ١٧٠٠ براءة اختراع.

مستفيدة من خبرات وإمكانات هذه المجموعة العملاقة، قامت «الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات»، التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بقواتنا المسلحة، بإنشاء «مجمع مصانع الكوارتز»، الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الخميس، والذى يعد الأول من نوعه، ليس فى مصر والمنطقة العربية والقارة الإفريقية فحسب، بل على مستوى العالم، من حيث تكامل العملية الإنتاجية، بدءًا من استخراج الخام، ووصولًا إلى تصنيع منتجات متنوعة منه، كالرقائق والألواح والأحجار والبودرة، وغيرها.

مجمع إنتاج الكوارتز، إضافة جديدة لسلسلة مشروعات «دولة ٣٠ يونيو» الصناعية الكبرى، ومثال واضح على إمكانية تحقيق الاستفادة القصوى من مواردنا الطبيعية، ثرواتنا، التى كانت مهدرة، أو مهملة، أو تتعرض للسرقة. واللافت، هو أن افتتاح المجمع يأتى بعد أن أعلنت المجموعة الإيطالية، منتصف فبراير الماضى، فى بيان عنوانه «أخبار مثيرة من مصر»، عن قيامها بالتفجير الأول فى منجم «مروة السويقات»، وبدء نشاط ما وصفته بـ«أول مصنع متكامل لإنتاج ألواح الكوارتز المذهلة»، مشيرة إلى أن هذه الألواح سيتم تصديرها، بشكل أساسى، كجزء من مشروع الدولة المصرية لتصدير منتجات عالية القيمة والجودة.

يرأس مجلس إدارة مجموعة «بريتون»، Breton، الآن، لوكا تونشيلى، Luca Toncelli، النجل الأكبر لمؤسسها، الذى حضر افتتاح مجمع المصانع، أمس، وأعرب عن سعادته وفخره بمشاركة المجموعة فى إقامة هذا الصرح الصناعى الكبير، وبتعاونها، على مدار تاريخها، مع الشركات المصرية فى تطوير تكنولوجيا معالجة الأحجار. بالضبط، كما فعل ميكيلى- كارونى، سفير إيطاليا لدى مصر، الذى رأى هذا المشروع مثالًا عمليًا على الإمكانات الكبيرة للتعاون الصناعى المصرى الإيطالى، لافتًا إلى أن إيطاليا هى أول شريك تجارى أوروبى لمصر، وأهم بوابة للسلع والمنتجات المصرية، للوصول إلى السوق الأوروبية.

يضم المجمع خمسة مصانع، أولها بمنطقة مروة السويقات فى مرسى علم، الذى افتتحه الرئيس السيسى، عبر «الفيديو كونفرانس»، على مساحة ٢٥٠ ألف متر مربع، لتكسير خام الكوارتز إلى أحجام صغيرة بمقاسات من ٣ إلى ٥ سم. بينما تقع المصانع الأربعة الأخرى بالعين السخنة على مساحة ٣٠٠ ألف متر مربع: مصنع رئيسى، يقوم بتكسير ناتج المصنع الأول إلى حبيبات أصغر، بعد إجراء عمليات الفصل الضوئى والغسيل، ومصنعان لطحن الخام إلى حبيبات بالغة الدقة، يستخدمها المصنع الخامس فى إنتاج ألواح الكوارتز.

باستثناء الغلايات التى تستخدم الغاز الطبيعى، تستخدم المصانع الخمسة الطاقة النظيفة. وعليه، حصل المجمع على شهادة الأيزو فى مجال الحفاظ على البيئة، مع شهادات أخرى عن تطبيقه أحدث المعايير فى مجال الصحة والسلامة المهنية، واتباعه أحدث النظم العلمية فى الاختبار ومراقبة الجودة أثناء عملية التصنيع، وبعدها، بالاعتماد على أحدث الأجهزة المعملية وأكفأ المهندسين والكيميائيين. كما يضم المجمع، أيضًا، محطة لتحلية المياه ومحطات لإعادة تدوير المياه المستخدمة بخطوط الإنتاج، ومناطق إدارية ومعيشية للعاملين فى المصنع، كلهم من المدنيين، وبعضهم تلقى تدريبًا فى الشركة الإيطالية. وطبيعى أن نشير هنا إلى أن المجمع قام بتوفير ٦٠٠ فرصة عمل مباشرة و٢٠٠٠ فرصة عمل غير مباشرة.

.. وتبقى الإشارة إلى أن الكوارتز يدخل فى صناعة الشرائح الإلكترونية لأجهزة الكمبيوتر والسيارات، والخلايا الخاصة بالطاقة الشمسية، والساعات، والبورسلين والسيراميك والرخام الصناعى والطلاءات والأدوات الصحية، وناقلات الموجات بأجهزة الراديو والتليفزيون والرادارات و... و... وهو أيضًا عنصر مهم فى صناعة الحاويات الزجاجية، المقاومة لدرجات الحرارة شديدة الارتفاع. ولأنه مضاد للبكتيريا والفيروسات والأشعة تحت الحمراء والبنفسجية، تستخدمه المستشفيات فى غرف العناية المركزة.