رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حنين إلى الماضي.. قراءة فى رواية "ملجأ الزمن" الفائزة بجائزة "البوكر"

كاتب رواية ملجأ الزمن
كاتب رواية "ملجأ الزمن" والمترجمة

فازت رواية "Time Shelter" أو "ملجأ الزمن" للكاتب والشاعر البلغاري جيورجي جوسبودينوف، ومن ترجمة أنجيلا روديل للإنجليزية، كأفضل عمل روائي مترجم إلى اللغة الإنجليزية، وبالتالي تصح أول رواية بلغارية تفوز بالجائزة المرموقة.

وقد حصل الثنائي، جوسبودينوف والمترجمة أنجيلا، على مكافأة مالية قدرها 50 ألف جنيه إسترليني يتقاسمانها مناصفة، في حفل أقيم في لندن.

فما هي رواية "ملجأ الزمن"؟

تجتاح الرواية، موجة من الحنين إلى الماضي، حيث يأمل الكثير من الناس في أوروبا ودول عديدة بأكملها، بالتفكير في العيش في العصور الماضية.

وتدور الرواية حول طبيب نفسي ينشئ عيادته الخاصة، في سويسرا لمساعدة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، وتشتمل العيادة على مساحات تعيد استجلاب العصور الماضية بتفاصيل معقدة ودقيقة لمساعدة المرضى على الاحتفاظ بذكرياتهم، وقد أثبتت التجربة نجاحها من الإقبال عليها.

ماذا قالت عنها لجنة التحكيم؟

من جانبها أشادت ليلى سليماني، الكاتبة الفرنسية المغربية ورئيسة لجنة التحكيم، في المؤتمر الصحفي لجائزة البوكر، إن "ملجأ الزمن" هي رواية رائعة، مليئة بالسخرية والحزن". وأضافت أن الكتاب يحتوي على مشاهد "مفجعة" جعلت أعضاء لجنة التحكيم يتساءلون عن "الطريقة التي تكون بها ذاكرتنا دعامة لهويتنا".

فيما أشار بعض النقاد، إلى الشحنة السياسية الموجودة في قلب الرواية، حيث صرح الكاتب أدريان ناثان ويست، لصحيفة The New York Times ، أنه عند قراءة "ملجأ  الزمن"، جاء في تفكيره المشاعر الرجعية وراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وحتى توحيد بوتين في روسيا الكبرى".

لكن ويست كتب، في مراجعته عن الرواية، أن جوسبودينوف كان “حساسًا يمتلك لغة حساسة جدًا، بحيث لا يلجأ إلى السخرية السياسية الفظة” مضيفًا "إن الكاتب متأكد من أن الهروب إلى الماضي لن يقضي على صراعات الحاضر".

وُلد كاتب الرواية، جوسبودينوف في مدينة يامبول في بلغاريا عام 1968، وهو أحد أنجح كتاب بلاده، وكان شاعراً قبل أن يتحول إلى كتابة الرواية، ونُشرت روايته الأولى "رواية طبيعية" في عام 1999.

في  مقابلة حديثة مرتبطة بجائزة البوكر الدولية، قال جوسبودينوف إن روايته "ملجأ الوقت" مستوحاة من التحول العالمي نحو الشعبوية.

ومن أجواء الرواية:

في مبنى ملون في زيورخ، وتحيط به أغصان مزروعة بطريقة غريبة، افتتح Gaustine أول "عيادة للماضي"، وهي مؤسسة تقدم علاجًا ملهمًا لمرضى الزهايمر، وكل طابق يستنسخ العقد الماضي وتفاصيله، مما يسمح للمرضى بنقل أنفسهم بالعودة إلى فالوقت المناسب لفتح ما تبقى من ذكرياتهم الباهتة. 

تم تكليف مساعد "جاستين"، بجمع حطام وأشياء من الماضي، من أثاث الستينيات وأزرار قميص الأربعينيات إلى روائح الحنين، .. وعندما أصبحت التمثيلية أكثر إقناعًا، بدأ يبحث عدد متزايد من الأشخاص الأصحاء عن العيادة للهروب من الطرق المسدودة في حياتهم اليومية إلى الماضي، وهو تطور ينتج عنه معضلة غير متوقعة عندما يبدأ الماضي في غزو الحاضر.