رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ناقش إسماعيل ياسين القضايا السياسية والاجتماعية في أشهر مونولوجاته؟

اسماعيل ياسين
اسماعيل ياسين

اندمج المونولوج المصري مع هموم الشعب وحكاياتهم وقضاياهم السياسية والاجتماعية، وهو ما برع نجم الكوميديا الراحل إسماعيل ياسين، في تقديم هذا النوع من الفن الشعبي، الذي اكتسب شهرة واسعة بين المصريين، معبرًا عن واقعهم وما يؤول إليه.

وقد شرع إسماعيل ياسين، في الاتجاه إلى فن المونولوج عام 1935، وحتى عام 1945، حتى أنه قدم في الإذاعة مونولوجاته، نظير 4 جنيهات عن المونولوج الواحد، وهو الذى كان يغنيه، من تأليف أبو السعود الإبيارى.

ونستعرض في السطور التالية، كيف ناقش "سُمعة" القضايا السياسية والاجتماعية من خلال المونولوج الساخر.

 مونولوج عيني علينا يا أهل الحرب

اشتهر لـ إسماعيل ياسين، مونولوج "أهل الفن"، ولكن في الماضي، وتحديدًا فى نهاية الأربعينيات، لم يكن هذا المونولوج باسمه الحالي، فقد اشتبك اسماعيل ياسين مع السياسية، وغناه هكذا: "عينى علينا يا فقرا الحرب يا عينى علينا.. عدى الحرب ولسه الكرب بيلعب بينا"، حينها كان يوجه اسماعيل ياسين أصابع الاتهام، إلى من عرفوا وقتها باسم "أغنياء الحرب" الذين كانت مصدر ثرواتهم من الحروب ونهب أموال الشعب.

وحينها طلبت منه الرقابة على المصنفات الفنية، تغيير كلمات المونولج فما كان منه إلا أن استبدل الكلمات بـ"عيني علينا يا أهل الفن".

مونولوج "صاحب السعادة"

ناقش أسطورة الكوميديا إسماعيل ياسين، في هذا المونولوج الشهير، مفهوم السعادة لدي الكثيرين، سواء بين الأسرة الواحدة أو في المجتمع، ودحض في هذا المونولوج فكرة أن يكون المال مصدرًا للسعادة، كما يقول في كلمات المونولوج: 

كلنا عايزين سعادة

بس ايه هي السعادة

و لا ايه معنى السعادة

قوللي يا صاحب السعادة

قوللي .. قوللي

ناس قالوا لي إن السعادة للنفوس

حاجة سموها الجنيه

قول فضلت أجمع و أحوش ف الفلوس

لما حسيت إني بيه

كل ما أمشي في أي حتة ابتسام

و اللي يمسح لي الجاكتة باحترام

و اللي يشتم لي فلان

و اللي يعمل بهلوان

و اللي يفتح لي البيبان

و اللي يفسح المكان

كل دي كانت أونطة بلمصوجرة

مش باخلاص أو ارادة

أي ضحكة، ابتسامة عليها أجرة

تبقى فين هي السعادة؟

ناهض الزواج التقليدي والحب السطحي

وباستكمال مونولوج "صاحب السعادة" دحض اسماعيل ياسين، الزواج التقليدي، والحب السطحي، الذي لا أساس له، سوي المظاهر، قائلًا:

قلت أحسن لما أشوف بنت الحلال

دي السعادة في الجواز

قول نهايته رحت دافع مهر عال

للعروسة والجهاز

يوم كتبنا ويوم دخلنا ع الزفاف

بعد جمعة خاب املنا بالخلاف

اشتكيلها في الغرام تشتكيلي

فساتين خياطتها والكمام طلعو مش اخر موديل

فكرها مشغول بصيدناوي وموضاته

والمقلم واللي سادة

أما جوزها مش ضروري واجباته

تبقى فين هي السعادة

قوللي يا صاحب السعادة 

قوللي قوللي

حذر من أصدقاء السوء في مونولوج "إبليس ايه ذنبه يا عالم"

كما وجه ناقش اسماعيل ياسين، كيف ينجرف الشباب، إلى طرق مؤذية بسبب أصدقاء السوء وهو ما حذر منه، في مونولجه الشهير "ابليس يا ذنبه يا عالم؟"، مشيرًا إلى أن الوقوع في الخطأ ليست تهمة "إبليس" وإنما الإنسان هو الوحيد المسؤول عن كامل تصرفاته وأفعاله، كما يقول:

إبليس يا ذنبه يا عالم؟

تاهمينه بقالنا زمان

قال ايه يعنى البني ادم

هو اللي ماهوش غلطان

إبليس ايه ذنبه يا عالم؟

ولا عندوش فكرة ان هناك سكرة

له اصحاب شلة نمرجية على

كيفك ماركة خمورجية

وشافوه قاعد ع القهوة

قاموا طبوا عليه على سهوة

يلا بينا وفين على خمارة وصاحبنا

اتشارك وياهم

بقى لا ملك والكل سكارى

وفي الاخر ناس شبكوا معاهم

واخبط وارقع

بقه اطرم

سمى وقال يجازيك يا شيطان

شكله اتشلفط

وشه اتلخبط

عينه بقت لك حاجة جنان

بالذمة ابليس ماله

كان هو اللى سقهاله

معقول ولا انا غلطان