رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاتن حمامة.. سيدة كل الشاشات

فاتن حمامة
فاتن حمامة

مرفرفة كأنها عصفور وديع، تغرد هنا وهناك وتتقافز من غصن إلى غصن، وُلدت موهوبة وصارت نجمة للسينما على مدار عقود، وظلت بارعة الجمال منذ مولدها حتى رحيلها.. إنها فاتن حمامة التى تحل ذكرى ميلادها بعد غدٍ السبت.

ولدت فى ٢٧ مايو ١٩٣١ فى حى عابدين بالقاهرة، وأحبت الفن منذ صغرها، وعندما أبلغت والدها بذلك، قدم لها فى مسابقة «أجمل طفلة فى مصر»، وأرسل صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذى كان يبحث عن طفلة، تؤدى دورًا مع الموسيقار محمد عبدالوهاب فى فيلم «يوم سعيد» ١٩٤٠.

وكان الفيلم أول مشاركة سينمائية لفاتن حمامة، لتتوالى بعد ذلك مشاركاتها الفنية رغم صغر سنها، لكنها أصقلت موهبتها خلال مراحلها العمرية المختلفة، ثم التحقت بالمعهد العالى للتمثيل عام ١٩٤٦، لتنمى موهبتها وتزيد من خبراتها.

وبعد عدة أعمال وبطولات سينمائية، استطاعت تغيير النمط السائد لأدوار المرأة المصرية، فتناولت فى أعمالها العديد من القضايا المهمة، مثل فيلم «أريد حلًا» عام ١٩٧٥، الذى جسدت فيه دور امرأة معاصرة تريد أن يساوى القانون بينها وبين الرجل، وكان من أصداء الفيلم، تعديل قانون الأحوال الشخصية فى البلاد.

وقدمت «حمامة» نحو ٩٤ فيلمًا، كان آخرها «أرض الأحلام» عام ١٩٩٣، وعملت مع معظم رواد الإخراج فى مصر، ومن أبرزها «ليلة القبض على فاطمة» عام ١٩٨٤، كما قدمت العديد من المسلسلات الناجحة أشهرها «ضمير أبلة حكمت»، عام ١٩٩١، و«وجه القمر» عام ٢٠٠٠.

وحصلت على العديد من الجوائز على مدار مسيرتها الفنية، وأبرزها شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وجائزة «نجمة القرن» من منظمة الكتاب والنقاد المصريين، ووسام «الأرز» من لبنان، وميدالية الشرف من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ومن الرئيس الراحل أنور السادات، ووسام المرأة العربية من رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريرى، وغيرها من الجوائز داخل وخارج مصر.

وفى ١٧ يناير ٢٠١٥، رحلت سيدة الشاشة عن عالمنا، عن عمر يناهز ٨٣ عامًا، إثر أزمة صحية مفاجئة.