رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا شنودة عن "عيد الصعود": المسيح تحدى الجاذبية

البابا شنودة
البابا شنودة

تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للاحتفال بعيد الصعود الإلهي غدًا الخميس، ليتبقى بذلك 10 أيام فقط على انتهاء فترة الخماسين المقدسة.

وقال البابا الراحل شنودة الثالث في كتاب كلمة منفعة عن عيد الصعود إنه صعد في مجد متحديًا كل قوانين الجاذبية الأرضية.  وأعطانا أيضًا أن نصعد مثله، ونتحدى جاذبية الأرض، وننضم إلى جاذبيته هو بقوله "وأنا إن ارتفعت، أجذب إلى الجميع".. أخذته سحابة، واختفى عن أعينهم.  وسيأتي ثانية على سحاب السماء، مع ملائكته وقديسيه، لكي يرفعنا معه على السحاب، ونكون مع الرب في كل حين.

وكما جلس عن يمين الآب، سيجلسنا معه في مجده. هذا الذي صلبوه في الجلجثة، وأحصى وسط أَثَمَة، مع كثيرين من التعيير والإهانات، قام من الأموات في مجد، وصعد إلى السموات في مجد وجلس عن يمين الآب في مجد. ولم تكن الجلجثة نهاية محزنة لحياته، إنما كانت بداية لكل أمجاده.. وهكذا كل من يتألم معه، لابد سيتمجد معه.. كانت آخر صورة رآها له الاثنا عشر، هي هذا الصعود، الذي رفع كل أنظارهم إلى فوق، حيث المسيح جالس، والتي قال عنها الرسول "رفع في المجد".. ولم يعد ألم المسيحية منفصلًا عن أمجاده.

هذا المسيح الذي تألم من أجلنا.  ظهر للقديس اسطفانوس في آلام استشهاده، فرأى السماء مفتوحة، وأبصر مجد الله، ورأى يسوع قائمًا عن يمين الله فصرخ أيها الرب يسوع اقبل روحي إن الذي نزل، هو الذي صعد أيضًا.. ونحن لا يمكن أن نصعد، إن لم ننزل أولًا..ندخل مثله في إخلاء الذات، وفي تحمل الآلام، وفي الصعود إلى الصليب، قبل الصعود إلى يمين الآب.

وإذ صعد المسيح إلى فوق، فإننا باستمرار نرفع أبصارنا إلى فوق، حيث جلس المسيح عن يمين أبيه، وحيث يرجع إلينا مرة أخرى على السحاب ليأخذنا إليه.