رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد شبلول: زين عبدالهادي كتب "الحرب في الشرق" لمدينته الباسلة

جانب من الندوة
جانب من الندوة

قال الشاعر أحمد فضل شبلول خلال مناقشة رواية الكاتب زين عبد الهادي “الحرب في الشرق” في نادي أدب مصر الجديدة: يتساءل المرء حين ينتهي من قراءة رواية "الحرب في الشرق" للكاتب الروائي زين عبد الهادي هل هي سيرة الطفل أم سيرة أمه زينب، أم سيرة مدينة بورسعيد؟.

وأوضح شبلول: بورسعيد التي أهدى الكاتب روايته لها فقال في عتبة الإهداء: من أجل مدينة شهداء قناة السويس ومدنها، ومن أجل شهداء مدنية بورسعيد الصغيرة "مدينة عموم القناة" بوابة الشرق، والمدينة الباسلة التي احتضنت الجميع وعانت كثيرا من كل من أحبها وممن لم يحبها"، متمنيا أن يعود لها حقها وقيمتها التاريخية كمدينة مصرية ذات صبغة عالمية من أجل الإنسانية كلها في يوم قريب.

وهو يذكر في إهدائه كل الحروب المعاصرة التي راح ضحيتها الملايين، بما في ذلك ضحايا شق قناة السويس التي افتتحت في 17 نوفمبر سنة 1869، وكأنها كانت حرباً من نوع آخر، وصراعاً مع الحفر والسوط والتراب والماء والجوع والإهانة، راح ضحيته 120 ألف مواطن مصري.

ولفت شبلول إلى أن زين عبد الهادي لم يكن يتخيل، ولم يكن يوثق وهو يكتب روايته “الحرب في الشرق”، بل كانت روحه هي التي تكتب من أجل مدينته الباسلة، لذا نرى تقنيات روائية تتناسب وحالة الفقد والحنين (نوستالجيا) والشجن والأنين، وكأنه يعزف علي ناي الوجع والألم والبكاء، وينزف شعراً، فنرى حالات شعرية وغنائية تعلو فضاء النص الروائي على مدى فصوله السبعة والعشرين، بداية من فالس حبيب الروح في مواجهة فصل الشتاء ذي المذاق المختلف عن شتاءات العالم.

وتابع: نحن إذن أمام بداية روائية شعرية حالمة، تحاول أن تستحضر روح العالم في كفها فنشعر بعالمية تلك المدينة بل بكينونتها، رغم حداثة عهدها نسبياً. ولعل البداية بضمير المتكلم على لسان الطفل في “الحرب في الشرق” تذكرنا ببداية رواية “السراب” لنجيب محفوظ، حيث يتحدث الطفل كامل مع اختلاف موضوع الروايتين اختلافا بينياً. 

ومضى قائلاً: للأغاني والألحان والموسيقى والألوان حضور طاغ في الرواية، ومنذ الفصل الأول نرى الفونوغراف الذهبي ذي الفوهة التي تشبه ميكرفوناً يدوياً كبيراً، والذي كان يصدح بأغنيات من اليونان وأمريكا وبريطانيا وإيطاليا، ما يشي بعالمية المدينة البحرية وانفتاح أهلها على الفنون المختلفة والبلاد المتنوعة، كأنها نزعت البساط من تحت أرجل مدينة الإسكندرية، هذا عدا أغاني عبد الوهاب ومحمد فوزي وفريد وليلي مراد وأسمهان وأم كلثوم وحورية حسن، مما يؤكد الشعور الإنساني ورهافة أحاسيس ومشاعر تلك المجموعة من البشر التي ستعاني الأمرين بعد ذلك، جراء الحرب على الشرق، أو الحرب في الشرق.

وفي الوقت نفسه نرى انفتاح تلك الأسرة على جيرانها من الجنسيات المختلفة، فالجار يني يوناني يبيع الذي الورود، اعتاد أن يهدي أسرة السارد أسطوانات بعد عودته من إجازته التي يقضيها في أثينا. والأسطوانات كانت هي المعبر أو الحامل أو الوسيلة التي يتعامل بها الناس للاستمتاع بالفن وقتها. وليست الأغاني وحدها هي التي تجذب الأب والجدة وبقية أفراد العائلة لعالم الفنون، ولكن أيضا السينما، وخاصة سينما الأهالي القريبة من البيت وأفيشات الأفلام.

جانب من الندوة
جانب من الندوة
جانب من الندوة
جانب من الندوة
جانب من الندوة
جانب من الندوة
جانب من الندوة
جانب من الندوة