رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"اللاتينية": في البدء لم يخلق الله الإنسان بداعي حاجته إليه إنّما ليكون لديه مَن يأتمنه

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الثلاثاء السابع للفصح، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: في البدء لم يخلق الله الإنسان بداعي حاجته إليه، إنما ليكون لديه من يأتمنه على مخلوقاته. قبل خلق آدم، لا بل حتى قبل عملية الخلق كلها كان الكلمة يمجد الأب وهو متحد جوهريا به كما أن الأب كان يمجد الابن كما قال هو بنفسه: "فمجدني الآن عندك يا أبت بما كان لي من المجد عندك قبل أن يكون العالم". وبالتالي، لم يطلب منا الابن أن نتبعه لأنه بحاجة إلى خدماتنا، إنما ليقدم لنا الخلاص. لأن كل من يتبع المخلص سيكون له الخلاص، كما أن من يتبع النور سيكون له النور.

وعندما يكون الإنسان في النور، فلن يكون هو من يضيء النور ويزيد من لمعانه، إنما الذين في النور يضيئون ويزدادون بريقا من خلال النور؛ وبعيدا عما يعود على هذا الأخير، فإن الذين في النور يستفيدون منه ويستنيرون به. وكذلك هي حالنا في خدمة الله؛ إذ إن خدمتنا لن تعود بشيء على الله، لأن الله ليس بحاجة إلى خدمات الإنسان، ولكن الله يهب الحياة والصفاء والمجد الأبدي لكل من يخدمه ويتبعه..
إذا كان الله يطلب الخدمة من الإنسان، فإن ذلك من أجل أن يمنح عطاءاته لأولئك الذين يثابرون في خدمته، لأنه إله عادل ورحيم. فإذا كان الله لا يحتاج إلى شيء، فإن الإنسان بحاجة إلى الشراكة مع الله.

فمجد الإنسان هو في المثابرة في خدمة الله. ولهذا قال الرب لتلاميذه: "لم تختاروني أنتم، بل أنا اخترتكم" وبهذا أشار إلى أنهم لا يمجدونه بأتباعهم له، بل لأنهم اتبعوا ابن الإنسان، فهم تمجدوا به. "يا أبت، أن الذين وهبتهم لي أريد أن يكونوا معي حيث أكون فيعاينون ما وهبت لي من المجد لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم".