رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غضب فلسطينى من اقتحام بن غفير للأقصى.. واجتماع حكومة الاحتلال فى القدس

المسجد الأقصي
المسجد الأقصي

أثار اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي، اليوم الأحد، للمسجد الأقصي المبارك صباح اليوم، غضبا واسعا فى الداخل الفلسطيني علي المستوي الشعبي والسياسي.

وفى هذا السياق، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن قيام المتطرف إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي في حكومة نتنياهو باقتحام وتدنيس المسجد الأقصى اليوم، يأتي لاستفزاز العرب والفلسطينيين، وردا على قرارات القمة العربية تجاه القضية الفلسطينية.

وأشار الرقب في تصريحات لـ"الدستور"، إلي أن هذه ثاني مرة يقتحم بن غفير المسجد الأقصى وهو وزيرا و اقتحم المسجد الأقصى قبل توليه منصب سياسي عشرات المرات، والجديد في هذا الاقتحام هو الاستعراض أمام الكاميرات ومحمي بمئات من الشرطة وحرس الحدود والأمن الذي يشرف عليه .

وأكد الرقب أن هذه الخطوة الاستفزازية تأتي بعد استعراض مسيرة الأعلام في الثامن عشر من الشهر الجاري وتأكيده خلال المسيرة على حق اليهود في إقامة صلواتهم التلمودية في باحات المسجد الأقصى .

وشدد على أن سلوك بن غفير وغيره من عصابة نتنياهو تؤجج الصراع في المنطقة وتشعل الصراع الديني في العالم.

وطالب الرقب المجتمع الدولي وإدارة البيت الأبيض التحرك السريع لوقف مخطط حكومة نتنياهو بتنفيذ تقسيم زماني ومكاني في المسجد الأقصى، و ليعلم الجميع أن الصراع الديني سيحرق دول بعيدة عن الشرق الأوسط و سيؤسس لصراعات واسعه ويعطي قبلة نجاه للمنظمات الإرهابية في العالم .

وحول عقب حكومة نتنياهو اجتماعها في مقر الحكومة بالقدس، قال الرقب إن الحكومة الاسرائيلية بالقدس بالعادة تكون نادرة ومعظم الاجتماعات تتم في مقر الحكومة بتل أبيب، ولكن إصرار الحكومة الاسرائيلية على عقد الاجتماع في القدس يأتي بعد مسيرة الأعلام، واستطلاعات الرأي التي اعتبر فيها أغلبية سكان مدن الاحتلال إن القدس غير موحدة، وأغلبية لا تحبذ العيش في القدس، واجتماع حكومة نتنياهو في القدس ليس إلا رسالة لطمأنه سكان مدن الاحتلال و التأكيد على أن القدس موحدة وعاصمة بكيانهم.

ملكة: اقتحامات الأقصي المستمرة تنذر بالمزيد من التصعيد

من جانبه، قال الدكتور جهاد عبدالكريم ملكة، أستاذ العلاقات الدولية وباحث في الشئون السياسية لدى مركز التخطيط الفلسطيني، في الحقيقة هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فبها المتطرف بن غفير باقتحام  باحات المسجد الأقصى منذ توليه منصب وزارة الأمن القومي،  فهو كان قد اقتحم الاقصى قبل بضعة أشهر عندما أصبح وزيرا في حكومة الفاشية ليتحدى بها مشاعر المسلمين وليثبت لمؤيديه أنه اوفى بوعوده لهم بأن يهود الحرم القدسي الشريف عبر خطوات مدروسة تبدا بالتقسيم المكاني ثم الزماني ان هذا الاقتحام وعقد الحكومة الإسرائيلية ثاني لقاء لها في نفق تحت المسجد الأقصى لهو امتداد لحملات التصعيد التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية كسياسة رسمية لخلق الفوضى والتوترات والعنف في ساحة الصراع.

وأضاف ملكة فى تصريحات لـ"الدستور"، أن عقد الحكومة الإسرائيلية ثاني لقاء لها في نفق تحت المسجد الأقصى واعتداءات بن غفير وجماعات المستوطنين المتطرفين لها تداعيات خطيرة ليس على الأراضي الفلسطينية المحتلة فحسب، بل على كل المنطقة، مؤكدا أن محاولات بن غفير وأمثاله من المتطرفين لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى مدانة ومرفوضة وستبوء بالفشل، وأن الشعب الفلسطيني سيكون لها بالمرصاد.

وشدد ملكة علي أن دخول المتطرف بن غفير ساحات المسجد الأقصى في ساعة مبكرة مثل اللصوص لن يغيّر من الواقع، ولن يفرض سيادة إسرائيلية عليه.

وتابع ملكة: "ما جرى اليوم من اقتحام للمسجد الأقصى وقيام الحكومة الفاشية بعقد جلسة لها تحت المسجد الأقصى لهو امر خطير، ويندرج تحت بند تهويد القدس ويستدعي من الامة العربية والإسلامية أولا ومن المجتمع الدولي، وتحديدًا الإدارة الأمريكية التي تطالب بالحفاظ على الوضع القائم في القدس، والتحرك الفوري لأن المساس بالمسجد الأقصى لعب بالنار، وسيدفع المنطقة إلى حرب دينية لا تُحمد عقباها، ستطال الجميع.

وأشار إلى أن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بالتزامن مع استمرار الإجراءات الأحادية من توسع استيطاني واقتحامات متواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة، تنذر بالمزيد من التصعيد، وتُمثل اتجاهًا خطيرًا يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فورًا قبل فوات الأوان وتفجر الوضع في كل المنطقة، وهنا نستذكر هبة النفق عام 1996 عندما هب الشعب الفلسطيني بالانتفاض ضد قيام دولة الاحتلال بفتح نفق تحت المسجد الأقصى واجبرها على اغلاقه بعد سقوط عشرات الضحايا من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

واختتم تصريحاته قائلا، اليمين الديني الصهيوني وعلى رأسه حالياً بن غفير يحاول دفع الأمور في القدس إلى الذروة وتحقيق وقائع جديدة على الأرض يقدم نفسه من خلالها باعتباره القائد الأقوى للدولة، متابعا في نظري فإن هذا يدفع الأمور للتصعيد في القدس وقد نكون على بوابة مواجهة خطيرة في القدس لا يمكن لأحد تقدير بدايتها أو مداها.

استفزازات الاحتلال تشكل تحدي متنامي لإرادة الشعب الفلسطيني 

وفي السياق ذاته، أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري في حركة فتح، أن الاستفزازات المستمرة التي تقوم بها حكومة اليمين المتطرف في دولة الاحتلال في القدس المحتلة من خلال العرض المستمر للعداء والعنصرية والتعصب والكراهية، تشكل تحدي متنامي لإرادة الشعب الفلسطيني.

وأشار دلياني إلي أن هذه الاستفزازات تأتي بعد مجزرة غزة الأخيرة خلال موجة الإرهاب الاسرائيلي التي أسفرت عن ارتقاء 37 شهيدا، بالتوازي مع سلسلة الاغتيالات الميدانية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلية في الضفة الغربية تكشف عن الطابع الاجرامي لائتلاف حاكم فاسد سياسيًا وأخلاقيًا في دولة الاحتلال.

وشدد دلياني علي أن الإجراءات العدوانية التي تتخذها حكومة الاحتلال الإسرائيلية تظهر استخفافا بالغا بحياة الإنسان والمعايير القانونية الدولية والمبادئ الأساسية للعدالة، وأنها تشكل شهادة مرعبة على التكتيكات القمعية التي يستخدمها الائتلاف الحاكم الإسرائيلي والتي تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني وتقيد حرياته.

ولفت دلياني إلى أن الاستفزازات المتواصلة التي تقوم بها الحكومة اليمينية المتطرفة وأنصارها في القدس العربية المحتلة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مسيرة الأعلام الإرهابية، واقتحامات الوزراء غير المبررة للمسجد الأقصى المبارك واخرها اقتحام العنصري بن غفير صباح اليوم، والاجتماع الحكومي في نفق غير شرعي عند ساحة البراق، تفاقم الوضع القائم في المنطقة.

وأكد أن مثل هذه الأعمال الاستفزازية ستؤدي إلى تصعيد التوترات في اطار سياسة حكومة الاحتلال العنصرية لضمان استمرار المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتوظيف هذه الاستفزازات لتنمية شعبيتها المتضائلة نتيجة فشلها وعجزها عن تنفيذ ما وعدت به ناخبيها.