رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صداقة ممتدة.. سلطان عمان يبدأ زيارته الرسمية الأولى إلى مصر.. غدا

السلطان هيثم بن طارق
السلطان هيثم بن طارق

يجرى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عمان، غدا، زيارة رسمية إلى مصر، يرافقه خلالها وفد رسمى كبير.

وذكر ديوان البلاط السلطاني، أن سلطان عمان سيجرى زيارة رسميّة إلى مصر لمدة يومين، ابتداءً من اليوم.

وأوضح الديوان أن هذه الزيارة تأتى «امتدادًا للعلاقات التاريخية التى تربط سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية الشقيقة، وتأكيدًا لحرص قيادتى البلدين على توثيق تلك الروابط الراسخة بينهما، وتلبيةً للدعوة الكريمة الموجهة إلى السلطان هيثم بن طارق من أخيه الرئيس عبدالفتاح السيسى».

وأفاد بأن الزيارة ستشهد بحث جميع جوانب التعاون التى من شأنها أن ترتقى بالعلاقات الثنائية إلى المستويات التى تلبى الغايات المنشودة فى جميع المجالات؛ وصولًا لنتائج تخدم المصالح المشتركة للبلدين. كما سيتم خلال الزيارة التشاور والتنسيق بين القيادتين، بما يسهم فى تعزيز العمل العربى المشترك، وبحث مختلف التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

ويرافق السلطان هيثم، خلال زيارته، وفد رسمى رفيع المستوى يضم كلًا من: شهاب بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع، وخالد بن هلال البوسعيدى، وزير ديوان البلاط السلطانى، والفريق أول سلطان بن محمد النعمانى، وزير المكتب السلطانى، وبدر بن حمد البوسعيدى، وزير الخارجية، وسلطان بن سالم الحبسى، وزير المالية، والدكتور حمد بن سعيد العوفى، رئيس المكتب الخاص، وعبدالسلام بن محمد المرشدى، رئيس جهاز الاستثمار العُمانى، وقيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، والسفير عبدالله بن ناصر الرحبى، سفير سلطنة عُمان لدى مصر مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية.

وتعد هذه هى الزيارة الأولى لسلطان عمان هيثم بن طارق لمصر، منذ توليه الحكم فى يناير ٢٠٢٠، خلفًا للسلطان الراحل قابوس بن سعيد. 

وزار الرئيس السيسى سلطنة عُمان فى عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد، فى فبراير ٢٠١٨، كما زارها فى يونيو ٢٠٢٢.

من جهة أخرى، قال السفير العمانى لدى القاهرة، عبدالله بن ناصر الرحبى، إن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى القاهرة تاريخية، مشيرًا إلى أنها أول زيارة إلى مصر منذ توليه قيادة البلاد.

وأضاف، فى مؤتمر صحفى عقدته السفارة، أمس، أن الزيارة ستكون بداية انطلاقة جديدة وفتح أبواب جديدة بين البلدين، مشددًا على أنها تعبّر عن التضامن العربى والعلاقة القوية بين البلدين.

وأوضح أن زيارة السلطان هيثم لمصر ستتضمن مناقشة تعزيز التعاون فى الكثير من الملفات التجارية والصناعية والزراعية والسياحية وتبادل الخبرات العلمية بين البلدين.

وشدد على أن السلطان هيثم يؤمن بقوة العلاقات المصرية العمانية لأن مصر هى الحاضنة العربية التى لم تتأخر يومًا عن الدفاع عن القضايا العربية.

رضا بن جمعة آل صالح: خطوة لبلورة رؤى عربية إزاء مختلف قضايا المنطقة

قال المهندس رضا بن جمعة آل صالح، الرئيس السابق لمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان سابقًا، إن زيارة سلطان عمان، هيثم بن طارق، إلى مصر تكتسب أهمية خاصة لعدة اعتبارات، فى مقدمتها العلاقات الراسخة التى تربط البلدين الشقيقين، والتى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ.

وأضاف: «تستمد العلاقة ديمومتها من المشتركات العديدة التى تجمعهما، والمصالح المشتركة التى تربطهما، وتطابق وجهات النظر إزاء مختلف القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، يضاف إلى ذلك الحرص المشهود لقيادة البلدين على الارتقاء المستمر بهذه العلاقات والدفع بها إلى آفاق أرحب».

وواصل: «كل هذه المشتركات تضفى على هذه الزيارة أهمية استثنائية، لأنها الزيارة الرسمية الأولى للسلطان منذ توليه مقاليد الحكم إلى مصر، الأمر الذى يرفع سقف التوقعات بأن تتمخض عنها مخرجات مهمة، وأن تترتب عليها نتائج إيجابية تعود بالخير على البلدين الشقيقين».

وأكد أن الزيارة تعد تتويجًا واستكمالًا لنتائج الزيارة التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى سلطنة عُمان مؤخرًا، وجرى خلالها التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون فى العديد من المجالات.

واستكمل: «تكتسب الزيارة أهمية أيضًا بسبب توقيتها، حيث تأتى فى وقت تشهد فيه المنطقة جهودًا كبيرة، وحراكًا دءوبًا من أجل توحيد الصف العربى، وبلورة رؤى عربية موحدة إزاء مختلف القضايا التى تعج بها منطقتنا والعالم من حولنا».

وأكد المسئول العمانى أن الزيارة ستفتح آفاقًا واسعة للتعاون، وستوسع مجالاته بالصورة التى تنعكس إيجابًا على مسيرة العلاقات بين البلدين، وتخدم تشكيل رؤية موحدة تجاه العديد من الملفات التى تتصدر أجندة الزيارة، وفى مقدمتها العمل على تعزيز العلاقات الوطيدة القائمة بين البلدين، وتدعيم أركان التعاون الوثيق بينهما فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

محمد سعيد الفطيسى: تركيز على الجوانب الاقتصادية والملف الإيرانى حاضر بقوة

رأى الدكتور محمد سعيد الفطيسى، الباحث العمانى فى الشئون السياسية والعلاقات الدولية، أن زيارة السلطان هيثم إلى مصر ليست بالمستغربة أو المفاجئة لأحد، ويجب ألا توضع فى هذا السياق أبدًا، فهى زيارة مهمة للغاية، ولها ثقلها ووزنها وقوتها السياسية، ولا بد أن يُسلَّط عليها الضوء، وتُعطى من الاهتمام ما تستحقه من الطرفين.

وقال الباحث العمانى إن الملفات التى ستتم مناقشتها وطرحها بين الزعيمين العمانى والمصرى ستكون ملفات وقضايا مهمة للغاية، قضايا وطنية وإقليمية ودولية، قضايا تهم الدولتين والشعبين الشقيقين، وأخرى تتداخل مع المصالح العمانية المصرية، وثالثة فى سياقات إقليمية ودولية.

وأشار إلى أن المباحثات ستركز على ملفات سياسية واقتصادية وأمنية، ولا شك أنها نتاج لمصالح متبادلة ومشتركة وقضايا ذات علاقات متداخلة، يمكن القول إن أبرزها على المستوى السياسى سيكون الملف الإيرانى، والملف اليمنى، والعلاقات الخليجية المصرية.

وتابع: «أما على المستوى الاقتصادى، فلا شك أن هناك مصالح اقتصادية بين البلدين، وتجارة بينية، ولعل الظروف الاقتصادية العابرة للحدود الوطنية والأزمات العالمية ستكون المحفز والدافع لمزيد من تعزيز العلاقات وتبادل المصالح والتأكيد على المصير المشترك، بجانب بحث الاستثمارات المتبادلة، خاصة فى مشروعات الطاقة والصناعة والمجال الصحى والتطوير العقارى والسياحة وتقنية المعلومات».

عوض بن سعيد نقاشات حول سد النهضة الإثيوبى.. وتعاون فى التقنية والإعلام

أكد الصحفى والمحلل السياسى العمانى، عوض بن سعيد باقوير، أن الزيارة الرسمية للسلطان هيثم بن طارق، إلى مصر، ولقاءه الرئيس عبدالفتاح السيسى، تكتسب أهمية كبيرة فى ظل تنامى العلاقات العمانية المصرية، التى ظلت على مدى عقود مستقرة وتسير بشكل إيجابى فى كل المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والإعلامية.

وأضاف «باقوير»: «يبدو لى أن الملف الاقتصادى سوف يكون الأبرز، خاصة على صعيد الاستثمار والتجارة وإطلاق مبادرات من خلال توقيع مذكرات التفاهم، كما أن هناك خبرة مصرية فى مجال التقنية والإعلام، وأيضًا التجربة التعليمية، وعلى صعيد الاستفادة من مصر فى المجال السياحى، علاوة على استعراض الجوانب السياسية ذات الاهتمام المشترك».

وقال «باقوير» إن الملف السياسى حاضر بلا شك فى المباحثات، خاصة أن هناك حرب استنزاف فى السودان، وهو موضوع استراتيجى لمصر وسلطنة عمان وكل الدول العربية، إذ يحرص الجميع على إنهاء الحرب وتواصل العملية السياسية التى تؤدى إلى تسلم السلطة المدنية فى السودان، علاوة على قضية سد النهضة، وأيضًا الوضع فى ليبيا، وكذلك استعراض القضية الفلسطينية، التى تعد قضية العرب المركزية بعد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والقدس والانتهاكات المتواصلة التى يقوم بها الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى ومقدراته».

وبشأن آليات تعزيز العلاقات العمانية المصرية، أوضح «باقوير» أن هناك فرصًا واعدة فى مجال الاستثمار المشترك، خاصة بين القطاع الخاص فى البلدين الشقيقين، وأيضًا تعزيز التعاون بين المدن الاقتصادية على البحر فى مصر وبحر العرب فى سلطنة عمان، كما أن التعاون التقنى والتعليمى والإعلامى، وفى مجال السياحة يعد من القطاعات الواعدة التى قد تشهد توقيع مذكرات التفاهم خلال الزيارة الرسمية للسلطان هيثم بن طارق.