رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد سليم شوشة: يجب تأسيس الحوار الوطنى على سؤال الهوية الوطنية والانتماء

الدكتور محمد سليم
الدكتور محمد سليم شوشة

قال الدكتور محمد سليم شوشة، أستاذ الأدب العربي بجامعة الفيوم، إن ما يجب أن ينطلق منه الحوار الوطني أولًا ويتأسس عليه هو سؤال الهوية الوطنية والانتماء، مستطردا: «وفي تقديري أن الاتفاق على هذه النقطة أو حولها يسهل كثيرا من القضايا الأخرى، الأمر الثاني هو تأكيد الاتفاق على تقدير المؤسسات المصرية الوطنية وشكل الدولة المدنية وبخاصة الجيش والقضاء والشرطة وحرية البحث العلمي وحرية التفكير والإبداع، وتنحية كافة أشكال الخلاف المفتعل أو أسبابه وعوامله مثل الاختلاف حول قضايا التراث والخلاف الديني».

وتابع: «يجب على كل مشارك في الحوار الوطني أن يكون صريحا وواضحا، ويجب تجاوز فكرة التقية أو التخفي مما نعتاد في أسلوب جماعة الإخوان وبعض الجماعات الدينية التي ليس لها شاغل أو همّ غير الوصول إلى الحكم وتطبيق أفكارها المتطرفة وتتخذ إلى ذلك سبيلا من التسلل والتخفي، ويمكن أن تشارك بفصائلها أو بعض أجنحتها في أي فعالية وطنية وتساير الناس أو تحاول أن تخدعهم، بل تخدع بعض شركائها أحيانا مثل بعض فصائل اليسار التى تنضم إليها».

وأوضح أن الاتفاق في الحوار الوطني أمر عظيم وليس صعبا لكن بشرط أن يؤمن المشاركون بالحداثة والدولة الوطنية وينظرون للمستقبل ويكون لديهم الانتماء الوطني، وبعد ذلك فليس هناك شيء صعب لأننا لن نخترع شيئا جديدا تماما، لدينا نماذج عديدة للدولة الوطنية الحديثة في العالم وكيف تعتمد على العلم والإبداع وتحافظ على أركان الدولة الوطنية وتتقدم للأمام دون أي عقبات، ونحن لا نختلف عن أحد في شيء، بل إن الدولة المصرية القديمة في العصور الفرعونية كانت هي المؤسسة لقواعد الدولة الوطنية والمرسخة لقيم الإبداع والابتكار وحرية التعبير وحرية الفن والارتكاز على العلم، وصنعت حالة عظيمة وفريدة من التوافق بين العلم والدين، وكان المعبد الفرعوني ومدارس الكهنة نموذجا مثاليا لهذا التزاوج والتوافق بين العلم والدين أو بين المادة والروح، حيث كانت دور العبادة هي نفسها المدارس والجامعات أو شبيهة بهذا وتخرج الأطباء والمهندسين وخبراء الزراعة وعلماء الألوان والفنون والرسم كل هذا من المعابد.

وأضاف: «يمكن أن تكون هناك وثيقة وطنية تتأسس على تصور للدولة المصرية القديمة والعودة إلى قيمها، وبالمناسبة الولايات المتحدة الأمريكية في تأسيسها وقواعدها الأساسية الحاكمة انطلقت من قيم الدولة المصرية القديمة في العصور الفرعونية، بحسب شرح وتفصيل عالم الأديان والأساطير والفيلسوف الأمريكي جوزيف كامبيل في كتابه (قوة الأسطورة). من يريد الإصلاح والازدهار لمصر في مستقبلها يجب أن يركز في الحوار الوطني على وثيقة ثقافية واضحة، وعلى قيم للانتماء راسخة، ويجب أن يركز على قيم العلم وحرية الإبداع ودعم التعليم وزيادة مخصصاته من الناتج القومي لتكون أضعاف هذا، فمن خلال العلم وعبر قيمه الراسخة يمكن أن يتشكل العقل المصري بصورة جديدة تجعله يحقق تقدما حضاريا عظيما».