رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صورة وتعليق.. أيقونة نادرة للثلاثة فتية في آتون النار

اثناسيوس فهمي
اثناسيوس فهمي

نشر القمص أثناسيوس  فهمي جورج، مدير مدرسة تيرانس، أيقونة نادرة لـ“الفِتيَةُ الثلاثةُ في أتُونِ النَّارِ”.

وعلق على الأيقونة قائلا، إنه صار الفتية الثلاثة مثلاً أمام جميع الناس٬ فهم لم يخافوا من الحكام ولم يهابوا من النيران المفزعة المتقدة٬ بل ازدروا بكل التهديدات٬ لم تخدعهم الأغاني ولا الطرب ولا ضلال البابليين... لم يسجدوا للأوثان٬ بل كانوا شهودًا أمناء يتمجد الله بهم في بابل٬ أما نبوخذ نصر فقد غطاه الخزي وظهر بطلان أوثانه٬ وأعلن شهادته لإله الفتية الذي هو أعظم من جميع الآلهة (لأن كل آلهة الأمم شياطين).

May be art

تحدوا طغيان الشيطان ورفضوا السجود٬ وظلوا أمناء حتى الموت لم يسلموا أنفسهم إلى العار٬ فأتوا بهم إلى الاحتراق٬ لكن السيد الرب الإله الضابط الكل أعانهم وهو سيد كل أحد٬ معين جميع الملتجئين إليه ورجاء الذين يصرخون نحوه٬ وهو الذي يسمح بأن يحول كل الأحداث في حياتنا إلى الخير. فلا تحدث لنا مصادفة لكن أمورنا في جملتها وتفاصيلها حسب خطته لخلاصنا٬ فمن ذا الذي قال فكان والرب لم يأمر٬ في يده كل دقائق الأحداث وهو الذي يغير الأوقات والأزمان... يعزل ملوكًا وينصِّب ملوكًا٬ يشتت المستكبرين بفكر قلوبهم٬ يكشف العمائق والأسرار٬ ويعلَم ما في أستار الظلام وكل شيء مكشوف أمامه وعريان.

فلنرَ كيف أن الله الآب يحكِّم الشهداء ويقودهم في اعترافهم ويشجعهم على أن يحتقروا الموت هنا على الأرض من أجل الاعتراف الحسن كي يسرعوا لإدراك الخيرات السمائية... أما مَن ليس له روح الآب فإننا نراه يرتعب من الألم ويتوارى من الخوف والسيف٬ ويطير صوابه من العذاب لأنه لا يرى أمامه سوى هذا العالم السفلي.

أُلقي الفتية في الأتون وبالكاد أُحرقت الوثاقات التي قيدوهم بها٬ لم تمس النيران أقمصتهم وسراويلهم... وظهرت قوة الله العجيبة... فما كان فاسدًا بالطبيعة قد حُفظ من الفساد ولم يصبح مائتًا إلا بسبب المعصية... لأن قوة الله تقيمنا إلى الحياة والغلبة... لم تكن للنار سلطان عليهم٬ ولن يكون للنار الأبدية سلطان على القديسين الذين لهم نفس الإيمان عينه.


لقد حسدهم الشيطان واشتكى عليهم٬ ورد الناس لهم الحب بالكراهية... والإحسان بالحسد... فالاضطهاد هو سمة الأشرار٬ أما الفتية فقد وضعوا ثقتهم في الله الحي الذي يعبدوه وهو ينجي من النار المتقدة... كانت طاعتهم للملك فيما يخصه فقط٬ لأنه ينبغي أن يطاع الله أكثر من جميع الناس.

لولا امتحانهم لَمَا كان نجاحهم٬ حيث زكَّتهم النيران وحللت قيودهم وصاروا يتمشون٬ وتحولت نار الأتون إلى ندى وبرد... ثلاثة صاروا أربعة... موثوقون صاروا محلولين٬ مقيدون صاروا يتمشون ليس بهم ضرر... سراويلهم لم تتغير رائحتها، خرجوا منتصرين غالبين وشعرهم وثيابهم لم تحترق....والله مخلص أتقيائه قد صار إلهًا رسميًا للملكة كلها من أجل شهادتهم وأمانتهم وتقواهم وحكمتهم٬ لا من أجل فتوّتهم ولا مراوغاتهم بل من أجل ثباتهم وتسبيحهم وعشرتهم الإلهية... إن إلهنا في موقعه حتى الآن لا يتركنا في أتوننا٬ يأتي في وسطنا ويحفظنا وينزل إلى جحيمنا ليخلصنا٬ إلهنا العجيب والمتعجَّب منه بالمجد يغير طبيعة النار لأجل خلاصنا٬ ويتمجد في القلة القليلة المخلِصة ويكون سند وسور حمايتها.،لانه امسا واليوم والي ابد الاباد .

في وسط سعير الأتون ذكَرَالفتية خطاياهم وأقروا بحق الله وعدله٬ وحفظواعهده ودعوا كل الخليقة للبركة والتمجيد٬ فحولوا الأتون إلى سماء٬ جاء كلمة الله وتمشي في وسطهم... تأهلوا بالصلاة وقد سُمع لهم٬ وتحول اللهيب لهم إلى ندى سمائي... صيّروا الأرض سماءًا وسبحوا نيابة عن جميع الكائنات وأثبتوا أنهم خاضعين لله الخالق الذي غير طبيعة النار وأجرى دينونته العادلة٬ وهو القادر على كل شيء ولا يعسر عليه شيء.

حضر ملاك المشورة العظمى فخافت النار عندما رأته وارتعدت من سلطانه وجماله البارع٬ رأته النيران كسيد وكخالق فخافت منه وهربت خارجًا٬ بينما هي 49 ذراعًا من خارج الأتون.

الرابع شبيه ابن الله ملك السماء إله الآلهة رب الملوك المجيد في المسكونة حافظ العهد والرحمة٬ الذي ملكوته يتحدى الزمان وسلطانه إلى جيل فجيل٬ حاضرًا معهم في أتون الاحتراق٬ وسلطان مجده أبدي لا يزول ولا ينقرض٬ صوته يطفئ لهيب النار ويحول مادته إلى سلام وبرد وندى٬ محولا الأتون إلى سماء وتسبيح ونجاة ،عندما تحولت النيران بخلاف قوانينها المادية٬ فصارت بردًا وسلامًا ،وهي بعينها النار التي أحرقت حُرَّاس الأتون٬ والله إلههم لم يطفئ لهيب النار عنهم لكنه نجاهم منها.،لانه لايعفينا من التجارب لكنه يجعلنا نجتازها بسلام لنتزكي ونختبر مجد سلطان عظمته غير الموصوف ، ولاتسودنا التجارب لكننا نغلبها بذبيحة ايماننا وبيقين الثقة التي لنا عنده.