"لايف ساينس" تكشف أسرارا جديدة عن النمو غير الطبيعي لأطفال الفراعنة

سلطت مجلة "لايف ساينس" الأمريكية، الضوء على دراسة علمية أثبتت أن نسبة كبيرة من الأطفال المحنطين من مصر القديمة تظهر عليهم علامات اضطرابات الدم المعروفة باسم فقر الدم، ما يشير إلى أن هؤلاء الصغار ربما يعانون من عدد كبير من المشاكل الطبية ذات الصلة، بما في ذلك سوء التغذية وعيوب النمو.

وكانت الدراسة قد استخدمت التصوير المقطعي المحوسب لكامل الجسم، حيث قام فريق دولي من الباحثين بفحص بقايا 21 مومياء أطفال ماتوا بين سن 1 و14 عامًا، ويُعدّ البحث علامة منبهة للاضطراب، مثل النمو غير الطبيعي في جماجم المومياوات وعظام الذراع والساق.

سر عدم نمو أطفال المصريين القدماء بشكل غير الطبيعي

وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن هذه الدراسة ربما تكون هي الأولى من نوعها، لتحليل وجود فقر الدم لدى الأطفال المحنطين، وهي تشمل مومياوات أطفال من أجزاء مختلفة من مصر يرجع تاريخها إلى عصر الدولة القديمة (الألفية الثالثة قبل الميلاد) إلى العصر الروماني (القرن الرابع الميلادي).

وفي هذا الصدد، قالت إنديجو ريف، عالمة الآثار الحيوية بجامعة إدنبرة في اسكتلندا والتي لم تشارك في الدراسة، إن فقر الدم عبارة عن نقص في خلايا الدم الحمراء السليمة أو الهيموجلوبين، يمكن أن تنجم هذه الحالة عن مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك النقص الغذائي والاضطرابات الموروثة والالتهابات، والتي يمكن أن تؤدي جميعها إلى فقدان الدم المعوي وضعف امتصاص العناصر الغذائية.

 وأضافت أن فقر الدم عادة ما يسبب الإرهاق والضعف، لكنه قد يتسبب أيضًا في عدم انتظام ضربات القلب ويمكن أن يهدد الحياة اعتمادًا على نوعه وشدته.

وأشارت إلى أنه يمكن أن تتسبب حالات فقر الدم في الطفولة في توسع بعض نخاع العظام، والذي يوجد في وسط معظم العظام، ما قد يؤدي إلى نمو عظام غريب وغير طبيعي، مثل سماكة قاع الجمجمة، كما يمكن أن تظهر الآفات المسامية أيضًا على العظام، خاصةً في الجمجمة، ما قد يؤدي إلى مزيد من المشاكل الطبية.

وأشارت المجلة إلى أنه في واحدة من الحالات السبع ذات الأقبية القحفية السميكة، أظهر صبي يبلغ من العمر سنة واحدة علامات الثلاسيميا، وهو اضطراب دم وراثي يمكن أن يسبب فقر دم خفيف إلى شديد بسبب انخفاض إنتاج الهيموجلوبين؛ يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى للثلاسيميا نمو العظام غير الكافي وغير المعتاد وزيادة خطر الإصابة بالعدوى ، وفقًا لجونز هوبكنز ميديسن.

وأوضحت أنه كان لدى الصبي أيضًا لسان متضخم وحالة تعرف باسم "وجوه القوارض"، وهي نمو غير طبيعي في عظام الخد وجمجمة ممدودة. افترض الباحثون أن فقر الدم الحاد الذي يعاني منه هذا الصبي، المصحوب بصعوبات أخرى، من المحتمل أن يكون سبب وفاته.

وقال الباحثون، إنه من غير الواضح كيف أصيب هؤلاء الأطفال القدامى بفقر الدم، ولكن يمكن أن يكون سبب الاضطراب سوء التغذية ونقص الحديد لدى الأمهات الحوامل ومشاكل الجهاز الهضمي المزمنة والالتهابات البكتيرية أو الفيروسية أو الطفيلية، والتي يُعتقد أنها كانت منتشرة في مصر القديمة.

وقالت سليم: "مع ذلك، نعتقد أن هذا العمل قد يمهد الطريق لمزيد من البحث حول فقر الدم والقضايا الصحية القديمة الأخرى في المستقبل".