رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مكسب أم خسارة.. كيف ترى إيران المواجهة العسكرية بين إسرائيل والجهاد الإسلامى؟

صواريخ على غزة
صواريخ على غزة

بعد إعلان وقف إطلاق النار، بين إسرائيل والجهاد الإسلامي في غزة، وذلك بعد خمسة أيام من المواجهة العسكرية، تم فيها إطلاق أكثر من 1000 صاروخ على إسرائيل، وأسفرت عن مقتل 34 فلسطينياً وسيدة إسرائيلية واحدة، حان الوقت لفهم وتحليل نتائج العملية العسكرية التي سميت في إسرائيل باسم "السهم الواقي" والتي أصبحت معتادة كل عام أوعامين في غزة.

مع حقيقة أن الجهاد الإسلامي هي حركة تابعة بشكل مباشر لـ"إيران"، فكيف ترى طهران المواجهة العسكرية؟هل حققت منها مكاسب أم سببت لها خسائر؟

مكسب أم خسارة

الإعلام الإيراني لا يبالغ في الحديث عن انتصار، فإيران اليوم لا تتباهى بالطريقة التي كانت تتفاخر بها أثناء عملية “حارس الأسوار” في مايو 2021 بين إسرائيل وحماس. كما أن إيران لا تتباهى بنفس القوة التي كانت عليها بعد جولة الاشتباكات في أسبوع عيد الفصح الماضي أثناء شهر رمضان، عندما زعمت إيران أنها "وحدت" جبهات مختلفة ضد إسرائيل، والحقيقة أنه مع عدم دخول حماس أو حزب الله إلى القتال، أصبح واضحاً أن الحديث عن وحدة الجبهات لم يتحقق خلال القتال بين 8 و 13 مايو. 

هناك تفسيران للموقف الإيراني، الأول هو أن إسرائيل نجحت في عزل الجهاد الإسلامى.

موقف إيران في "السهم الواقي" يختلف كلياً عن موقفها أثناء عملية "حارس الأسوار" في مايو 2021، خلال أسبوع عيد الفصح هذا العام، فهناك اختلافات واضحة. حيث كان هناك مشاركة واضحة للفصائل الأخرى، فيما دفعت طهران مجموعات لإطلاق صواريخ من لبنان وسوريا في أبريل 2023، وفي مايو 2021 أمرت إيران بإطلاق صواريخ من لبنان وطائرة بدون طيار مستخدمة من العراق.

 في هذه الجولة والتركيز على توجيه ضربات له في غزة، استغلالاً لرغبة حماس في الحفاظ على مكاسبها الاقتصادية في القطاع.

 والتفسير الثاني وهو أن إيران لم تكن مستعدة لهذه المواجهة، ولم ترد الاشتباك، ولم تكن قادرة على إملاء الإيقاع، حيث تعتمد إيران في استراتيجيتها على التخطيط على المدى الطويل. وكما يبدو أن عمليات الاغتيال التي قامت بها إسرائيل والتي سببت المواجهة العسكرية، فاجأت إيران.

قد يكون النجاح الوحيد الذي حققته إيران هو إجبار إسرائيل على التركيز على غزة، بينما تنشط الميليشيات الإيرانية في جبهات العراق وسوريا ولبنان، كما يمكن اعتبار المواجهة هي اختبار صغير للجهاد الإسلامي وقدراته العسكرية، وكذلك اختبار إسرائيل ومدى استعدادها للمواجهة العسكرية، فيما تمنح المواجهة تفاصيل أكثر عن القدرات العسكرية الإسرائيلية وكذلك مدى استعداد الجهاد الإسلامي.