رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بسبب كليوباترا.. مصر واليونان يوحدون جهودهم للحفاظ على تراثهم وهويتهم

نقوش لكليوباترا الحقيقية
نقوش لكليوباترا الحقيقية

أثار فيلم "الملكة كليوباترا" الوثائقي الذي تم بثه في وقت سابق من الشهر الحالي عبر منصة "نيتفليكس" جدلاً حول تصوير الملكة اليونانية المصرية، حيث أشار المجلس الأعلى المصري للآثار، إلى أن الملكة كليوباترا تتمتع "بملامح هيلينستية (يونانية)" وأن التماثيل القديمة لها "أفضل دليل ... على أصولها المقدونية".

وبحسب صحيفة "ذا ناشونال هيرالد" اليونانية، أقر منتجو المسلسل بأنهم قرروا عن عمد تصوير كليوباترا من أصل عرقي مختلط لتعكس النظريات حول السلالة المصرية المحتملة لكليوباترا والطبيعة المتعددة الثقافات لمصر القديمة. 

نُقل عن المنتج التنفيذي للفيلم الوثائقي، جادا بينكيت سميث، قولها إنها أرادت أن تحكي القصة "لأننا لا نتمكن في كثير من الأحيان من رؤية أو سماع قصص عن الملكات السود".

في بيان صدر يوم 27 أبريل، أكدت مصر أنه على منتجي المسلسل تجنب تزوير الحقائق التاريخية والعلمية لأن عملهم فيلم وثائقي وليس دراما، وأنه كان عليهم استشارة علماء الآثار والأنثروبولوجيا لتوضيح الحقائق. 

غضب مصر

وأشارت الصحيفة اليونانية، إلى أن أكثر من 40 ألف شخص وقعوا بالفعل على عريضة عبر الإنترنت ضد الإنتاج، بينما عطلت نيتفليكس التعليقات على المقطع الدعائي الرسمي، خوفًا من الهجمة الجماهيرية المصرية ضد العمل.

وتابعت الصحيفة،  أن السخط المصري من التحريف المتعمد لأحد أكثر الشخصيات التاريخية رمزية أمر مفهوم خاصة بالنسبة لليونانيين، الذين ليسوا غرباء عن محاولات تعديل تاريخهم وتراثهم. 

وأضافت أن مصر واليونان تواجهان محاولات إقليمية ودولية لطمس تاريخهم وهويتهم، حيث تشترك كلا الدولتين في جزء كبير من تاريخهم عندما توحدت مصر القديمة مع مملكة البطالمة والتي كان آخر ملوكها كليوباترا تلك الملكة الأشهر في تاريخ مصر واليونان.

وأشارت إلى أنه لسوء الحظ، في معظم الحالات، لا تقتصر مثل هذه المحاولات المتعمدة لتزييف التاريخ على التخيلات المفرطة في النشاط أو الفهم السيئ للتاريخ، ولكنها تخفي أجندة أعمق، والتي يمكن أن تشمل مطالبات ضد وحدة أراضي الدولة أو سيادتها أو الميراث المادي وغير المادي للشعب، هذا هو بالضبط سبب تضامن اليونان مع مصر، ليس فقط لأن تزوير هوية كليوباترا يمثل أيضًا إهانة للتاريخ والثقافة اليونانية، ولكن لأن الحكومة المصرية أدرجت صراحة احترام اليونان وقبرص الإقليمية والمناطق الاقتصادية الخالصة كشرط مسبق لأي تعاون إقليمي.