رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينية تروى لـ "الدستور" كواليس النكبة وهجرتها لمصر ثم لغزة

السيدة هدي عليان
السيدة هدي عليان

سيدة فلسطينية مصرية، لأب فلسطيني وأم مصرية من مدينة بورسعيد الباسلة، عاشت أسرتها الظلم والقهر وويلات النكبة والتهجير القصري.

أصيب والدي واستشهد عمي أثناء النكبة، والدي ووالدتي كان يروون لنا حكايات وقصص التنقل وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقنا، بتلك الكلمات بدأت هدى عليان مواطنة فلسطينية من قطاع غزة، من أسرة مهجرة واكبت النكبة، تفاصيل ليالي وويلات النكبة.

قالت عليان: والدتي مصرية من بورسعيد تزوجت والدها وهي بعمر الـ 13 عاما في فلسطين في قرية هربيا قضاء المجدل، أول قرية بعد بيت حانون، وأطلق عليها الاحتلال حاليا "يدمردخاي"، والدتي أعطتنا أنا وأشقائي أسماء كل الممثلات في الزمن الجميل وجاءت أسماؤنا أنا وأشقائي كالآتي، شادية، ماجدة، هدى، سميرة، نادية، آمال، سعاد، وجمال عبد الناصر.

وأضافت عليان، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن والدتها أنجبت أكثر من عشرين طفلا عاش منهم 7 بنات و5 أولاد، لافتة إلى أن شقيقتها الكبرى وفاء استشهدت بعمر الـ17 عاما خلال الانتفاضة الأولى.

وتابعت عليان: "كانت لحظات صعبة، أصيبت شقيقتي برصاصة فى الرأس من جندي إسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى، وتم تحويلها من قطاع غزة إلى مستشفى فلسطين بالقاهرة لكنها استشهدت فور وصولها".

شقيقتها الشهيدة برصاص الاحتلال

وأضافت عليان: “كان والدى ووالدتى يحكون دائما عن بلدتهم هربيا، وكان يأخذنا ونحن أطفال صغار على مسقط رأسنا في هربيا حتى يزرع فينا روح العودة لها يوما ما”.

وأوضحت عليان أن والدها ووالدها هاجروا لمصر في بداية النكبة، وأشقاؤها ولدوا في بورسعيد بعد الهجرة، ولكن عادوا لقطاع غزة مرة أخرى عام 1956 عقب الحرب، وولدت هي في غزة.

السيدة عليان مع والدتها وأشقائها

وتابعت عليان: "والدتي حضرت النكبة وكانت تحكي قصص حياتها الجميلة في فلسطين، مؤكدة أنها كانت سعيدة جدا بزواجها من والدي.

وأشارت عليان إلى أنه خلال فترة السبعينات، والثمانينات مسموح للفلسطينيين الذهاب إلى قراهم المهجرين منها، ولكن عقب الانتفاضة الأولى أصبح هناك تشديد أكثر للدخول للأراضي المحتلة.

السيدة هدي عليان

وأوضحت أن والدها كان يرعى قطيعا من البقر، وعمها الكبير كان مختار البلد، وكان فيها القرية عائلات معروفة وهي أصل البلد، ومنها عائلة عليان، عائلة الغول، وعائلة سالم، مشيرة إلى أن كل هؤلاء كانوا عائلات كبيرة وهم أساس البلد وكانوا يتنافسون، وكانت العائلات معروفة بالكرم والتكاتف والحب ما بينهم.

أعمامي حكم عليهم بالإعدام من قبل الإنجليز

ولفتت عليان إلى أن أعمامها اعتقلوا من قبل الإنجليز وحكم عليهم بالإعدام، ولكنهم هربوا من السجن قبل تنفيذ الأعدام.

وأضافت عليان أن والدها أصيب قبل التهجير من بلدتهم، فيما استشهد عمها مع عدد من الشباب ولم تعرف عنهم شيء وحتى جثامينهم بقيت هناك واختفت.

والدها

وتابعت عليان: "كنا لما نروح مع والدي يحكي لنا عن كل حتة في البلد كانوا مشهورين بزراعة الحمضيات والفواكه، والناس كانت تحكي عنها إنه أحلى فواكه وحمضيات في قرية هربيا، البرتقال والصبر والجميز والتين والتوت وكل حاجة كانت فيها حلوة، وكان يحكي لنا عن البيوت التي مازالت موجودة حتى الآن في القرية، البيت هذا لفلان من عيلة كذا، والأرض دي لفلان.

والدتها

وتابعت عليان: "قريتي كانت تقع على شاطئ البحر، وفيها نهر صغير مليان سمك، وكانوا أيضا يشتهروا بصيد السمك، يعني الخير كان فيها من كل حاجة، لافتة إلى أنها آخر قرية هجرت، وكان كل المهاجرين من قراها يستريحوا في هربيا على أمل العودة، ولكن طغيان اليهود والهجوم على دير ياسين والمذبحة اللي حصلت فيها وفي بعض القرى جعلت الناس تهرب وتترك وراها كل أملاكها والحيوانات والطيور والأثاث، خرجوا بملابسهم فقط مشي على رجليهم باتجاه غزة، مؤكدة أن الكبار يموتون والصغار يتذكرون ولا ينسون ويحلمون بالعودة الى ديارهم التي هجروا الأجداد والآباء قصرا.

واختتمت عليان تصريحاتها قائلة: "مازال الحلم يراودني أنا وإخوتي وأخواتي وأولادي وأحفادي بالعودة إلى قريتي هربيا الجميلة".