رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مهمة مصرية ناجحة: وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية فى غزة

غزة
غزة

نجحت الجهود المصرية فى إعادة الهدوء إلى قطاع غزة وإنهاء جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، التى استمرت لمدة ٥ أيام، بعدما كثفت القاهرة اتصالاتها مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

ووافقت إسرائيل والفصائل الفلسطينية على اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة بوساطة مصرية، ودخل حيز التنفيذ ابتداءً من الساعة العاشرة مساء السبت. 

وتضمن الاتفاق التزامًا من الجانبين بوقف إطلاق النار فى القطاع، ووقف استهداف المدنيين، ووقف هدم المنازل. 

ويسود الهدوء قطاع غزة لليوم الثانى على التوالى، بعدما قادت مصر جهودًا ضخمة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، واحتفل الفلسطينيون داخل القطاع بأنباء الهدنة، موجهين الشكر إلى مصر لجهودها من أجل إعادة الهدوء مجددًا. 

ودوليًا، رحبت الولايات المتحدة الأمريكية، فى بيان صادر عن البيت الأبيض، بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية. 

وأكدت الإدارة الأمريكية أن الرئيس عبدالفتاح السيسى بذل جهودًا مهمة للغاية من أجل التوصل لذلك الاتفاق، ووقف التصعيد بين الجانبين.

وقالت كارين جان بيير، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض: «ترحب الولايات المتحدة بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمسلحين المتمركزين فى غزة بوساطة الحكومة المصرية بعد ما يقرب من خمسة أيام من التصعيد».

وتابعت: «نحن ممتنون للجهود الدبلوماسية المهمة التى بذلها الرئيس عبدالفتاح السيسى وكبار المسئولين المصريين». 

وعربيًا، ثمن عادل بن عبدالرحمن العسومى، رئيس البرلمان العربى، جهود مصر، بقيادة الرئيس السيسى، للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى قطاع غزة، بعد تعرضه للقصف من إسرائيل «القوة القائمة بالاحتلال»؛ مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين، من بينهم أطفال ونساء.

وقال «العسومى»- فى بيان أمس- إن الاتفاق الذى تم التوصل إليه هو ثمرة جهود حثيثة قامت بها مصر، بما يعكس موقفها الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية؛ سعيًا لإيجاد حل عادل للقضية، كما يعكس ثقل مصر ودورها الرائد والمحورى لضمان أمن واستقرار المنطقة.

وأكد رئيس البرلمان العربى أن تحقيق سلام واستقرار دائمين فى المنطقة يتطلب مزيدًا من تضافر الجهود الدولية لاستئناف عملية السلام فى الشرق الأوسط، وصولًا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وفلسطينيًا، أشاد الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» بالجهود الكبيرة التى بذلتها مصر، بقيادة الرئيس السيسى، للتوصل لاتفاق تهدئة ووقف العدوان الإسرائيلى ضد الفلسطينيين فى غزة.

وقال «أبومازن»، فى بيان، أمس: «الدور المصرى الفاعل فى التوصل إلى اتفاق التهدئة ووقف العدوان على غزة يعكس متانة وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية، وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى واهتمامه الشخصى بالقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا». 

وكذلك، أعرب محمد أشتية، رئيس الوزراء الفلسطينى، عن ترحيبه بجهود مصر لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وحقن دماء الشعب الفلسطينى. 

وقال: «أرحب بالجهد الذى بذلته مصر وجميع الشركاء من الأشقاء والأصدقاء لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وحقن دماء شعبنا التى سفكت بآلة الحرب الإسرائيلية، التى خلّفت الدمار والخراب، وتسببت بقتل عشرات الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، الذين هُدمت بيوتهم على رءوسهم، وإصابة المئات بجراح».

فيما رحب حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بالجهود المصرية التى توصلت لاتفاق وقف إطلاق النار، وقال: «نتوجه بالشكر الكبير لمصر على دورها الكبير وجهدها العظيم للوصول إلى هذا الاتفاق، كما نشكر كل الأشقاء والجهات الدولية التى أسهمت فى تحقيق هذا الاتفاق.. الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والمجد لشعبنا». 

كما أعرب محمد الهندى، رئيس الدائرة السياسية فى حركة «الجهاد الإسلامى» الفلسطينية، عن شكره وتقديره لمصر والرئيس السيسى على الجهود الضخمة التى تم بذلها من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة. وأوضح «الهندى»، فى تصريحات تليفزيونية، أن مصر كان لها دور أساسى فى إعادة الهدوء إلى غزة، مشيرًا إلى أن الاتفاق يتضمن استمرار متابعة القاهرة للتنفيذ مع الجانبين.

أما حركة «حماس» الفلسطينية فأعربت عن شكرها لمصر وقطر والأمم المتحدة، قائلة: «نتوجه بالشكر لمصر الشقيقة، ممثلة بالسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، على الجهود التى بذلتها للتوصل لوقف إطلاق النار ورعايته».

من جانبه، وجه محمد البريم، مسئول الإعلام فى لجان المقاومة الفلسطينية، الشكر لمصر على الجهود الضخمة التى بذلتها من أجل إعادة الهدوء إلى غزة.

وقال «البريم»، فى تصريحاته لـ«الدستور»: «بالتأكيد مصر وأجهزتها المعنية مشكورة على الجهد الكبير الذى بذلته منذ اللحظة الأولى للتصعيد الإسرائيلى، ورفضها لهذا التصعيد الذى غدر بالفلسطينيين».

وأكد أن مصر بذلت جهودًا مكثفة على أكثر من مستوى خلال التصعيد الإسرائيلى الأخير ضد القطاع، سواء عبر الاتصالات أو اللقاءات مع الحركات الفلسطينية، أو التواصل المستمر بشكل شبه يومى.

وأضاف: «مصر منذ اللحظة الأولى بادرت بإيجاد صيغة لوقف إطلاق النار وتبادلت الكثير من الصيغ»، موضحًا أن القاهرة قادت جهودًا كبيرة فى اليوم الثالث للتصعيد، وكانت تلك الجهود مهمة للغاية.

وتابع: «الكثير من الوسطاء تدخلوا فى هذا الجانب، ولكن الجهد المركزى والأساسى كان من قبل الإخوة فى مصر، وهم الذين تمكنوا من التوصل لمثل هذا الاتفاق، فهم الذين بلوروا هذا الاتفاق واستطاعوا إيجاد الصيغة التى أقنعت الفصائل بالتوصل لوقف إطلاق النار».

فى المقابل، وجهت إسرائيل الشكر لمصر بعد الجهود التى بذلتها من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مع الفصائل الفلسطينية فى غزة. 

وأعرب تساحى هنجبى، مستشار الأمن القومى الإسرائيلى، بتوجيهات من بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، عن تقديره لجهود مصر الحثيثة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، وذلك حسب بيان صادر عن مكتب «نتنياهو». 

وأوضح أن إسرائيل وافقت على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الهدوء سوف يقابل بالهدوء. فيما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أنه أجرى تقييمًا للوضع حول الجبهة الداخلية بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وتقرر الرفع التدريجى للقيود التى تم فرضها سابقًا على مناطق غلاف غزة حتى محيط ٨٠ كيلومترًا.