رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استئناف الاتصالات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين.. ماذا يحدث؟

الولايات المتحدة
الولايات المتحدة والصين

أعلن البيت الأبيض، الخميس، استئناف العلاقات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين، بعد فترة فتور وحرب تصريحات بين الجانبين، بسبب المنطاد الصيني المتهم بالتجسس على أمريكا، واستقبال رئيس مجلس النواب الأمريكي زعيمة تايوان، في وقت يبدو من الضروري استئناف المسار الطبيعي للعلاقات بين البلدين. بحسب محللين وخبراء تحدثوا للدستور.

وقال الكاتب الصحفي المقيم في واشنطن محمد البديوي، إن استئناف الاتصالات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين، تأتي بعد أزمة كبيرة الفترة الماضية بسبب المنطاد الصيني المتهم بالتجسس، وكان من المقرر زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى الصين، لكن الولايات المتحدة قررت تأجيل الزيارة إلى أجل غير مسمى. 

وأضاف البديوي للدستور، أنه بالإضافة لأزمة المنطاد، فإن رئيس مجلس النواب الأمريكي استقبل مؤخرا، زعيمة تايوان، ومسؤولين تايوانيين، وهو ما أغضب الصين بشدة.

وتابع بقوله: يأتي استئناف المفاوضات باعتباره أمر ضروري طبقا لسياسة واشنطن، بين قوة عظمى وقوة صاعدة، وينتظر منها أن تكون أو تحاول أن تكون بديلا للولايات المتحدة في الكثير من الأماكن في مختلف أنحاء العالم. تحاول أن تمنح نفسها مكانة رفيعة على المستوى العالمي. وبدلا من أن يكون العالم به قطب واحد هو الولايات المتحدة يكون متعدد الأقطاب.

وأشار البديوي إلى أن الولايات المتحدة لا تتعامل نهائيا، ولن تتعامل خلال السنوات المقبلة مع الصين على أنها قطب ثان، ولا يمكن أن ننسى تاريخ الولايات المتحدة ودورها طوال السنوات الماضية، وبالتالي هي لن تسمح لقطب ثان بسحب البساط من تحت أقدامها. 

وأوضح أن هناك دولا عربية، وأخرى غربية، أو حتى شرقية مثل الصين، بدأت تفلت من الهيمنة الأمريكية. لكن في الوقت ذاته، تحاول الولايات المتحدة العودة وإحكام الزمام على مساحات كانت تشغلها في الماضي، وتحاول قوى أخرى صاعدة مثل الصين أن تشغلها. 

ومضى قائلا: الولايات المتحدة ستتعامل خلال السنوات المقبلة مع الصين على أنها العدو الأبرز. وتأتي تصريحات دائما من رؤساء ومسؤولين في الولايات المتحدة، تشير بشكل دائم إلى أن الصين هي العدو الأبرز خلال الفترة المقبلة.

وترى الباحثة في الشأن الصيني تمارا برو، أن العلاقات الأمريكية الصينية بشكل عام دائما على المحك، تخفت حدتها حينا وترتفع حينا آخر، منذ  زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان علقت الصين تواصلها مع الولايات المتحدة، وبعد لقاء الرئيسين الأمريكي جو بايدن والصيني شي جينبنج في قمة بالي العام الماضي، عادت العلاقات، وكان من المتوقع أن يزور وزير الخارجية الأمريكي الصين للتفاهم حول نقاط الخلاف، لكن بسبب أزمة المنطاد الصيني تأجلت هذه الزيارة وزادت الولايات المتحدة دعم حلفاءها في آسيا الوسطى.

وقالت برو للدستور، إن استئناف العلاقات الآن يأتي بعد تشابك الموضوعات بين البلدين، حيث أبدت واشنطن استعدادها دائما ورغبتها في ذلك، لكن الصين كانت ترفض بسبب دعم واشنطن لبعض الأطراف المعارضة للصين، لكن يبدو أن بكين رأت الأوضاع العالمية الآن تحتاج التباحث بين القوتين الكبيرين.

وأضافت بقولها: هناك العديد من المواضيع التي يمكن أن يجري التباحث فيها، فحجم التبادل التجاري بين البلدين كبير، والصين أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة المهددة بالتخلف عن سداد ديونها، ويمكن للبلدين التباحث في الحرب الروسية الأوكرانية والتصعيد الحاصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشؤون المناخ وغيرها من الأمور.

واختتمت تصريحاتها قائلة: الولايات المتحدة تنظر للصين على أنها المنافس الوحيد القادر على تغيير النظام الدولي، بما تملكه من إمكانيات، في وقت تريد إبقاء هيمنتها على العالم، وهي لا تمانع في قيام بكين بدور دولي لكن شريطة أن يكون هذا الدور تحت رعاية واشنطن.