رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سائقو النقل الثقيل حوّلوا شاحناتهم لمآوٍ متنقلة لإجلاء 70 مصريًا من السودان

الجالية المصرية بالسودان
الجالية المصرية بالسودان

معدن المصريين الأصيل يظهر وقت الشدة، ولا يوجد أقسى من الحصار داخل دائرة الحرب لاختبار شهامة الرجال، وهو الاختبار الذى اجتازه ٧ من سائقى النقل الثقيل المصريين بنجاح، بعد أن حولوا شاحناتهم إلى مآوٍ متنقلة لاستضافة ٧٠ مصريًا من العمال والأسر والطلاب وأجلوهم من السودان تحت القصف ورشقات البنادق.

«الدستور» التقت عددًا منهم للحديث عن كواليس الإجلاء الأسطورى.

قال محمود رمزى، سائق: «نحن ٧ سائقين دخلنا منطقة قسم الرميلى بجوار مطار الخرطوم بالسودان لتفريغ حمولة سيراميك، وانتظرنا تحميل سياراتنا ببضائع للعودة بها مرة أخرى إلى مصر، وبالفعل التقينا أصحاب البضائع واتفقوا معنا على المبيت يومًا لأنه لم يكن مسموحًا بسير سيارات النقل الثقيل نهارًا، وكل ذلك قبل اندلاع الاشتباكات، وفجأة اندلعت الحرب بين المتمردين والجيش وبقينا محاصرين ٣ أيام».

وأضاف: «تواصلنا مع المهندس سيد متولى، رئيس تنظيم جهاز النقل الدولى، ومحمد حسين حلاوة، نائب رئيس نقابة عمال النقل البرى بالإسكندرية، وطلبنا المساندة، وبالفعل اتصل بى الأخير وأخبرنى أنه يوجد مصريون عالقون فى الخرطوم بالسودان وعددهم ٤٠ طالبًا وطالبة و٣٠ من العمال، وهم بحاجة لوسيلة نقل لإجلائهم من السودان، فوافقت على نقلهم على الفور خاصة أن ظروفهم المادية كانت صعبة نتيجة الأحداث غير المتوقعة».

وتابع: «اتصلت بسائق آخر اسمه إبراهيم الحديدى، ٧٠ سنة، فأخبرنى أنه محاصر بجوار مطار الخرطوم فى مصنع للحلاوة، ولا يستطيع التحرك بسيارته نتيجة الاشتباكات بين الطرفين».

واستطرد «رمزى»: «اتفقت مع جماعة سودانيين وطلبت منهم المساعدة لإخراج زميلى من موقعه، وبالفعل نجحنا فى ذلك وبعد عدة اتصالات جمعنا سيارات النقل وانتظرنا المصريين حتى حضروا إلينا ووزعنا الطلاب والطالبات والعاملين وأسرهم على السيارات ووضعنا المشمع فوق رءوسهم ليحميهم من أشعة الشمس، وتوجهنا إلى الحدود المصرية وعدنا بفضل الله سالمين».

ووجه الشكر للمسئولين الذين تواصلوا معهم قائلًا: «الناس دى وقفت معانا وكانوا على اتصال دائم بنا وكانوا على تواصل مع الهلال الأحمر المصرى لتسهيل خروجنا من الخرطوم بسلام، كما أوجه شكرى للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أعطى أوامره بالحفاظ على المصريين فى الخرطوم وبالفعل مافيش أى مواطن مصرى اتهان حتى عدنا إلى أرض الوطن بسلام».

وقال إبراهيم الحديدى: «كنت تحت الحصار والقصف لمدة ١٣ يومًا وتواصل معى المسئولون حتى جرى إخراجى من مكان الحصار وجرى الاتفاق على نقل الرعايا المصريين.

من جهته، قال نائب رئيس مجلس إدارة عمال النقل البرى بالإسكندرية، إنه جرى التواصل مع السائقين العالقين فى الخرطوم وكانوا تحت الحصار والقصف، وجرى التنسيق مع رئيس جهاز تنظيم النقل البرى والدولى، والجهات المعنية والهلال الأحمر المصرى لإجلاء الرعايا المصريين من داخل الأراضى السودانية فى سيارات النقل بالاتفاق مع المسئولين، بعد ارتفاع ثمن تذكرة الأتوبيسات من ٥٠ دولارًا إلى ٥٠٠ دولار.

وأكد أن بعض العالقين المصريين لم يكونوا قادرين على دفع أجرة النقل البرى بسبب فقدان أموالهم نتيجة الحرب، فجرى التنسيق مع السائقين لإجلائهم.