رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر مصر القديمة.. كيف أصبح الفراعنة سادة الحديد قبل اكتشافه بألف عام؟

نقوش الفراعنة
نقوش الفراعنة

أكدت صحيفة "جولف نيوز" الناطقة بالإنجليزية، أن القبور الملكية في منطقة سقارة في مصر والتي يبلغ عمرها ما يقرب من 4400 عامًا، تتضمن الكثير من الروعة حيث تصطف أعمدة من الكتابة الهيروغليفية على الجدران.

وتابعت أنه على جدران قبر أوناس ، آخر حكام الأسرة الخامسة في مصر، رموز من أحد أقدم أنظمة الكتابة في العالم، حيث تصور الأفاعي والنسور والعينين والأقدام ونصف الدوائر وأكثر من ذلك، لكن الرمز الأكثر روعة على الأرجح هو الذي يتخذ شكل وعاء، مع وجود خط أفقي أسفل الحافة مباشرة والذي يمثل الحديد.

- سر الحديد في مصر القديمة

وبحسب الصحيفة، فإن الغريب في هذا الرمز، أن البشر لم يتعلموا استخراج وتشكيل الحديد إلا بعد مرور ام يقرب من ألف عام بعد مصر القديمة، لذا كيف استخرج المصريون القدماء الحديد وصنعوا منه زخارف وأسلحة لا مثيل لها.

وتابعت الصحيفة أن السر يكمن في النجوم، بشكل أكثر تحديدًا ، النيازك، فوفقًا لتقرير صدر في مايو 2023 في شبكة "ناشونال جيوجرافيك" الأمريكية، فإنه على مدى العقد الماضي ، تم العثور على العديد من القطع الأثرية عبر الحضارات القديمة، ما يشير إلى أن الأفراد عرفوا كيفية صنع الأشياء من النيازك الساقطة.

كانت بعض أقدم الأشياء المعروفة المصنوعة من معادن الفضاء عبارة عن زخارف، على سبيل المثال، في مقبرة تسمى جرزة، على طول نهر النيل في مصر، عثر علماء الآثار على تسع حبات مصنوعة من معدن نيزكي - يبلغ عمرها 5200 عام، حيث تم العثور على محاور مصنوعة من النيازك في الصين، وخنجر حديدي تم العثور عليه في تركيا، ومجوهرات في أمريكا الشمالية.

-  معدن السماء 

وأشارت الصحيفة، إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت معظم الثقافات تعرف من أين أتت النيازك، لكن في حالة مصر وضريح أوناس، تتحدث النصوص الجنائزية عن "معدن السماء". 

وجد الباحثون جملة وجدت في قبر أوناس، تنص على ما يلي: "ينتزع أوناس السماء ويقسم حديدها"، هذا يعني أن قدماء المصريين لم يعرفوا فقط كيف يصنعون من النيزك، بل عرفوا من أين أتى وأعطوه تقديرًا كبيرًا.

تحطمت النيازك على الأرض منذ زمن بعيدـ وفقًا لدراسة أجريت في أبريل 2020 في مجلة الجيولوجيا، يصل حوالي 17600 نيزك يزن أكثر من 50 جرامًا إلى الأرض كل عام، وعادة ما تقع دون أن يلاحظها أحد، ولا يشاهد الأشخاص  سوى حوالي 5 من هذه الصخور المتساقطة كل عام.

كانت الحضارة المصرية القديمة أكثر إدراكًا للكون ومكانهم فيه، ما نعطيهم الفضل في كثير من الأحيان، فبحلول القرن الثالث عشر قبل الميلاد، كانت فكرة الحديد من الكون معروفة جدًا، وأصبحت جزءًا من كتاب الموتى - النصوص الجنائزية المصرية القديمة المكتوبة على ورق البردي.