رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا علاقة له بالواقع.. مؤرخة أمريكية: اختيار نيتفليكس لفتاة سمراء لتجسيد كليوباترا "خيالي"

شكل تقريبي لكليوباترا
شكل تقريبي لكليوباترا بالذكاء الاصطناعي

أكد موقع "موفي ميكر" الأمريكي، أن تراث كليوباترا آخر ملوك مصر الفرعونية ولون بشرتها كان محل جدل منذ عدة سنوات، حيث رفض المصريون من قبل أن تؤدي دورها ممثلة ذات بشرة بيضاء، واليوم انفجر الغضب مرة أخرى بعد اختيار منصة نيتفليكس ممثلة سمراء البشرة تدعى جيمس أديل لأداء دور الملكة المصرية ذو الأصول اليونانية.

هوية كليوباترا الغامضة

وُلدت كليوباترا عام 69 قبل الميلاد، وحكمت مصر من 51 قبل الميلاد، حتى وفاتها عام 30 قبل الميلاد، ويقول البعض إنها كانت من أصل يوناني مقدوني فقط، بينما يجادل آخرون بأنها كانت مصرية، ولكن هذا لا يجعلها من أصل أفريقي. 

وأشار الموقع، إلى أن الحقيقة أنه من الصعب التعرف على الشكل الحقيقي لكليوباترا، والشكل الأقرب الموجود في نقوش المعابد والعملات المعدنية والتماثيل.

وفقًا لشيللي بي هيلي، أستاذ الكلاسيكيات في كلية هاميلتون، الذي قال إن سلالة كليوباترا لديها بعض المعلومات مفقودة، حيث كان والدها، بطليموس الثاني عشر أوليت ، ينحدر من بطليموس الأول سوتر، وهو جنرال يوناني مقدوني قاتل إلى جانب الإسكندر الأكبر، لكن لم يتم التعرف على هوية والدة كليوباترا.

وتابع: "نحن لا نعرف بالضبط تراثها العنصري، لا نعرف من كانت والدة كليوباترا، لكن كان هناك الكثير من الأبحاث لإثبات أن والدتها كانت مصرية، لكننا لا نستطيع أن نعرف على وجه اليقين".

بينما تقول الدكتورة سالي آن أشتون، مؤلفة كتاب كليوباترا ومصر، “في المسلسلات الوثائقية أن هوية جدة كليوباترا غير معروفة أيضًا، لكن الأقرب أن والدتها كانت مصرية تعمل في الديوان الملكي، وهذا لا يعني أنها كانت ذات بشرة سمراء”.

أكاذيب نيتفليكس

وبحسب الموقع الأمريكي، فإن نيتفليكس، ادعت أن كليوباترا كانت سمراء البشرة، وهو خيارًا لا علاقة له بالتاريخ وإنما من خيال القائمين على العمل، لذا وجب على المنصة الأمريكية الإشارة إلى ذلك وعدم تزييف تراث واحدة من أشهر ملكات مصر الفرعونية.

وتابع أن بعض سكان مصر في هذا الوقت كانوا متعددي الجنسيات الثقافات ولكن الهوية المصرية كانت راسخة، فالمؤرخون يعتقدون أن والدتها كانت مصرية بينما يدعى آخرون أنها كانت يونانية أيضًا، وفي كلاتا الحالتين فإن كليوباترا لم تكن إفريقية.

وأشار إلى أن المنصة أخطأت في التعامل مع الأزمة، حيث كان الهدف هو تسليط الضوء على القارة الإفريقية وتاريخيها الغني، ولكن في حالة مصر فإن لها هوية مستقلة بعيدة عن التراث الإفريقي.

وأضافت الدكتورة أشتون: "بالنظر إلى أن كليوباترا تمثل نفسها كمصرية، يبدو من الغريب أننا نصر على تصويرها على أنها أوروبية أو إفريقية".

وتابعت: "كليوباترا كانت تشعر بأنها قريبة جدًا من الشعب المصري، حيث تعلمت اللغة المصرية، ومارست الديانة المصرية".