رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتحى الخميسى يوضح حقيقة سرقة "عبد الوهاب" بعض الألحان العالمية

محمد عبد الوهاب
محمد عبد الوهاب

في مقال له نشر بمجلة إبداع عام 1993 تحدث الكاتب فتحى الخميسي عن "سرقة الألحان ومحمد عبد الوهاب".

موسيقى عبد الوهاب

يقول الخميسي في مقاله: عادة أسمع أن أغنية "أحب عيشة الحرية" لعبد الوهاب سرقها من السيمفونية الخامسة ليبيتهوفن، أو يقولون لك: اسمع لعبد الوهاب أغنية "لما شاف الجو طيفك وأنت بتنادي عليه"، تعرف أنه سارقها من السيمفونية الثامنة التي تدعي الناقصة لشوبريت، أو أغنية "يا أنا يا أنا" لفيروز، مسروقة من سيمفونية موتسارت رقم 41أو "لينا ويا لينا" التي أخذها من كونشورتو الكمان لمندلسون، وهكذا.

الموسيقى

وأشار الخميسي، إلى أنه من المؤكد أن في تلك المقولات حقائق لا يمكن نكرانها، فعند محمد عبد الوهاب أنشودته الرقيقة "أحب عيشة الحرية"، شيئًا فعليًا مأخوذًا من سيموفونية بيتوهوفين المذكورة، وعند فيروز من موتسارت أيضا إلخ، بل إن الأمر لا يتوقف عند ذلك الحد، فهناك عشرات وعشرات الأمثلة الأخرى التي تشير إلى حقيقة أن الموسيقى العربية نقلت قديمًا، وتنقل حديثا عن الغير.

وأوضح الخميسي، أخذنا في الماضي أشياء ثمينة من إيران، وأشياء كثيرة من تركيا، ولم تكن مجرد بضع ألحان، بل ما هو أخطر وأهم، ويعني به القالب الموسيقي وآلات والإيقاعات والمقامات، حيث يقول المؤرخون المعروف أن الآلات الموسيقية لا تهاجر إلا ومعها ألحانها ثم ماذا يعني ذلك التفاعل الموسيقي الذي تتحدث عنه مؤتمرات الموسيقى، أعني التفاعل بين فن المقام العراقي وفن المقام الأوزبيكى والأذربيجانى شرق الاتحاد السوفيتي السابق ألا يشير هذا ولو جزئيا إلى قلق الألحان وتحركها الدائم وإذا كان انتقال الأنغام من مؤلف لآخر وصمة.

أكد الخميسي أنه لابد أنها تصم الجميع دون استثناء وبالذات موسيقى غرب أوروبا، بل وأهم رجالها على الإطلاق أمثال بيتهوفن وباخل كبير يوهان سباستبان اللذين يعدان أعلى نقطة تطور عرفتها الموسيقى عامة إضافة إلى عظم الموسيقى في شرق أوروبا من أمثال بتر اليتشتشلي كوفسكي وقد أخذ بيتهوفن لحنين شهيرين من رقصة التارنتلا الإيطالية المعروفة.

قصة السلطان عبد الحميد

واستشهد على ذلك بقصة السلطان عبد الحميد الذي أمر في القرن الماضي عبده الحامولي ومحمد عثمان بالانتقال إلى القسطنطينية من أجل تلقين الفرق السلطانية فن الدورالمصري، تحفيظ الآلاتية الأتراك ألحان التخت المصري، والطريف أن الحامولي وعثمان حاولا الهرب والعودة سرا، فقبض عليهما عند الحدود، وعادا لاستكمال المهمة "قسطندى رزق الموسيقي الشرقية".

وأوضح أنه قد شاعت ألحان الموشحات العربية في تركيا التي استعارتها وكتبت لها نصوصًا شعرية تركية وأخذت تقدمها دون ذكر لمصدرها، أو لمؤلفها، بل إن ذلك الاقتباس امتد حتى تخلقت هناك صيغ موسيقية تركية مستمدة من صيغة الموشحات العربية والإيرانية التي نقلت ضمن ما نقلت بحور الشعر العربي حتى استنبطت منها نظم موسيقية إيقاعية سميت عروس وهي النطق وهو النطق الإيراني لكلمة عروض العربية.

 وتابع: "كما انتقل أيضا العود العربي بيضاوي الشكل (الموجود عندنا حتى الآن) إلى أوروبا، حتى تصدر هناك آلات عصر النهضة الإيطالية القرنان 15 و16 وبرزا في لوحات هذا العصر مثلما قطعت آلة الرباب العربية في إسبانيا والبرتغال وسميت الروبابوالروبيكا".