رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"استغرق 8 أيام".. قصة سفر طه حسين من الإسكندرية إلى ميناء مارسليا

طه حسين
طه حسين

عندما سافر عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين إلى فرنسا في بعثة وعاد منها، بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى، واسترداد المبعوثين إلى أوروبا، ضاقت الأمور عليه، وبدأ يعاني من الفراغ الذي أسلمَه للملل، فهو ينام ويستيقظ ولا يجد ما يفعله، كان حسين قد قرّرَ أن يتقدم بطلب للجامعة في فرنسا لتعيّنه مدرسًا بها.
مكافأة مقدارها 5 جنيهات
وبالفعل وافقت الجامعة على تعيينه مدرسًا لتدريس الأدب الأندلسي، نظير مكافأة قدرها "خمسة جنيهات" في الشهر آنذاك، وبدأ يستعد لتدريس المادة وإعداد المواد العلمية وقراءة كتب الأدب الأندلسي، ثم جاء اليوم الذي تحدّد فيه موعد السفر، وقرر أن يسافر معه شقيقه، دون أن تتحمل الجامعة تكاليفه، بحسب ما جاء في كتاب "طه الذي رأى" للكاتب اللواء حمدى البطران، الصادر عن دار كلمة للنشر والتوزيع.


بماذا شعر طه حسين عند سفره إلى فرنسا؟
كانت فرحة طه حسين بقرار السفر هادئة، فقد تعوّد على كتمان انفعالاته الصاخبة، لأنه ربما لم يجد من يشاطره فرحته، فقط كان دائمًا منطويًا على نفسه ويناجيها بأحلام اليقظة التي تداهمه من آنٍ لآخر. 


وبعد أن أنهى طه إجراءات السفر، وسافر على متن الباخرة الفرنسية أصبهان، كانت فقيرةً وحقيرة كما وصفها طه حسين تمامًا كسيارة قديمة تئنُّ آلاتُها ومفاصلها كلّما تحركت وكلّما داهمتها هجمةُ ريحٍ عاتية.


تفاصيل رحلة طه حسين من الإسكندرية إلى ميناء مارسليا
واستغرقت رحلتها من الإسكندرية إلى ميناء مارسليا ثمانية أيام رغم أن المعتاد أن تستغرقَ تلك الرحلة أربعة أيام.


وبالفعل سافر معه شقيقه الذي سيعينه على الحياة الشّاقة في تلك البلاد الغريبة والبعيدة عن القاهرة إلى مونبلييه، وقد أمرتهما الجامعة بطلب العلم فيها ذاك العام.. حيث استقرّا في فندقٍ فقير كسفينتهما التي قدما على متنها.