رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يعيد الحوار الوطنى بناء حلف 30 يونيو؟

آمال كبيرة يضعها المصريون على نتائج الحوار الوطني الذي يدور حاليًا برعاية كاملة من رئيس الجمهورية، الحوار الذي بدأ مثل بذرة صغيرة منذ عامين وتحمس لها مختلف القوى السياسية من أحزاب وشخصيات عامة وتشكل من أجلها مجلس أمناء قادر على صياغة التوصيات وإدارة الحوار في مختلف الملفات.

وجاء الملف السياسي مشحونا بالمخاوف التي نتجت عن طوفان التوترات في المحيطين الإقليمي والدولي، وكذلك في الشأن الداخلي، حيث انعكست آثار غياب الطبقة الوسطى على أداء العمل الحزبي؛ حتى باتت الأحزاب شبه مهجورة وانصرف الكثيرون عنها.
شجاعة الحوار لابد وأن ترافقها شجاعة المسئولية، فليس من المنطقي أن يسعي كل فصيل سياسي للوصول بنتائج الحوار إلى الحد الأقصى، ولكن الحكمة تقتضي التوافق على أجندة وسطية تعالج الوضع الداخلي، وهي تضع في الاعتبار ما يدور حولنا من مخاطر، سواء في السودان أو ليبيا أو آثار الحرب الروسية الأوكرانية.
وحسنا فعل المخضرم عمرو موسى، الذي جاءت كلمته جامعة دون نقصان واحتوت على رؤية شاملة استطاعت أن تنفذ إلى التفاصيل.
في ظني أن العمل الرئيسي للأحزاب السياسية هو الحوار وطرح وجهات النظر البديلة والعمل على تحقيقها؛ لذلك أثمن عاليًا موقف الأحزاب المشاركة والجهد المبذول منها في سبيل تقدم بلادنا موحدة متماسكة، ولا شك أن المتابع الحصيف يرى بعينيه حالة التربص التي ينسجها تيار التطرف الظلامي منتظرًا مخرجات الحوار حتى يشهر في وجهنا لسانه السليط شامتا، لهذا ولأسباب أخرى تخص أحلام الشعب المصري أرى أنه من الضروري أن يكون الحوار الدائر حاليًا نموذجًا رفيعًا للعمل الوطني، وأن يلبي أحلام وطموحات شعب 30 يونيو، وهنا مربط الفرس وكلمة السر التي من شأنها دفع الحماسة في شرايين الجميع، وهي ببساطة أن الشعب المصري عندما قدم للعالم ثورته في 30 يونيو قدمها في مواجهة الظلاميين المتطرفين محتكري الحقيقة.
وصار لدينا جدار قوي اسمه حلف 30 يونيو، ذلك الحلف الذي كان يبرز تارة ويغيب الأخرى، خلال السنوات الماضية، لا يمكن له في السنوات المقبلة أن يغيب لحظة واحدة.
وتعالوا نستمع إلى ما قيل على ألسنة عمرو موسى وحسام بدراوي ورؤساء الأحزاب، ابتداء من مستقبل وطن حتى آخر حزب شاركنا المسيرة، كلهم بلا استثناء شددوا على ضرورة بناء مصر كدولة مدنية ديمقراطية حديثة.
لم نسمع عن شطحة اشتراكية ولا لمسة رأسمالية الجميع حدد أولويات المرحلة في الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، والتي تعني دون مواربة سيادة القانون وتكافؤ الفرص.
أقول الآمال الكبيرة لأن ضمانة العمل ب التوصيات نعرف أنها في أيدى أمينة في مؤسسة رئاسة الجمهورية، وأن كل المحاور التي يتم الحوار فيها لم تبتعد خطوة واحدة عن نصوص الدستور المصري وديباجة مقدمته.
ولعلها فاتحة خير كي تقدم مصرنا للعالم الذي يتشظى الآن وينقسم تقدم له درسا عنوانه مصر الحضارة الواحدة الصامدة.
كان رهان السيد الرئيس على الشعب المصري وصبره ومقاومته رهانا ناجحا واليوم تقترب بلادنا من عبور عنق الزجاجة فلابد أن يشرق الغد للجميع، حاملا في طياته الرخاء والرفاهية للشعب.
إن عبقرية بلادنا رأيناها دائما في الأزمات وقدرة الشعب والدولة على اجتياز الصعوبات ولذلك نرى أن الفرصة مواتية الآن لنعلنها بقوة في جمهوريتنا الجديدة.. مصر مدنية ولا مكان فيها لقوى الشر المتسترة بالدين ومصر عمادها حلف 30 يونيو الجسور صاحب الشرعية كلها وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة