رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديسان فيلبس ويعقوب

كنيسة
كنيسة

تحي الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم ذكري القديسان الرسولان فيلبس ويعقوب، إذ روى الأب وليم عبد المسيح سعيد - الفرنسيسكاني سيرتهم قائلا: كان فيليبس من بيت صيدا، مدينة أندراوس وبطرس ويظهر فيليبس واندراوس متلازمين في النصّ الإنجيليّ. لذا يغلب أنهما كانا صديقين وأنهما كانا يؤلّفان مع آخرين شبه حلقة تدرس الشريعة والأنبياء، وتتناظر في مزايا المسيح الموعود وتنتظر تمام الوعد لإسرائيل.

وتابع: فإن فيليبس، بعدما اهتدى إلى الرّب يسوع، أخذ يبحث عن نثنائيل، ولما وجده قال له: " قد وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، يسوع بن يوسف الذي من الناصرة "، ثم جاء به إلى يسوع.  هناك قائل بأن فيليبس كانت له صلة بيوحنا المعمدان قبل أن يعترف بالرّب يسوع. وقد يكون أحد تلميذَي يوحنا المعمدان اللذين سمعا معلّمهما يقول عن الرّب يسوع: "هوذا حمل الله" فتبعاه.
وأضاف: شخصيّة فيليبس في إنجيل يوحنا تبدو كشخصية توما: شخصية حارّة عفوية واقعيّة وعمليّة تؤكّد الخبرة الذاتيّة والحسّ أكثر مما تؤكد التصديق بالكلمة. من هنا قوله لنثنائيل لما أبدى اعتراضاً على أنه لا يمكن أن يكون من الناصرة شيء صالح، "تعال وانظر". ومن هنا أيضاً امتحان الرب يسوع له قبل تكثير الخبز وإطعام الجموع: "من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء. وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل. 

وتابع: أجابه فيليبس لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كلّ واحد منهم شيئاً يسيراً" ومن هنا أيضاً انتهار الرّب يسوع له بعد اعتراضه على قول السيّد عن الآب "من الآن تعرفونه وقد رأيتموه". فقال له فيليبس "يا سيد أرنا الآب وكفانا"، فانتهره الرّب يسوع قائلاً: "أنا معكم زماناً هذه مدّته ولم تعرفني يا فيليبس الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب. ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيّ". لقد كان ذهن فيليبس يطلب البراهين الملموسة، وكان توجه الرّب يسوع أن يحرّره منها ويرفعه إلى مستوى الروحيّات، مثله مثل توما الرسول وسواه من الرسل عموماً.
 وأوضح: يخبرنا التسليم الكنسيّ، أن بعد الصعود والعنصرة، بشّر في آسيا الصغرى وأنّه توجّه إليها برفقة برثلماوس الرسول وأخته في الجسد، مريمني. ويبدو أنه حقق نجاحاً كبيراً هناك حتّى أنّه هدى للمسيح امرأة حاكم آسيا المدعوّ نيكانور. ولكن ألقى عليه الوثنيون القبض في هيرابوليس في فيرجيا فجرّوه وصلبوه رأساً على عقب. وإذ أسلم الروح، اهتزّت الأرض كما من غضب الله فتخشّع الوثنيون الحاضرون وأعلنوا إيمانهم بالمسيح. وقد رقد فيلبس، فيما يظن، في الثمانينات من القرن الأول، ونقلت رفاته، فيما بعد، إلى رومية.

وتابع: كان يعقوب من سبط يهوذا ومن قانا الجليل، ابوه كلاوبا او حلفى وأمه مريم ابنة عم او ابنة خالة العذراء ام يسوع. لذلك دُعي أخا الرب، لأن اليهود كانوا يسمون الاقرباء الأدَنين "اخوة". وقد ذُكر هو واخوه يهوذا او تدّاوُس بين الرسل الاثني عشر وقد لقّب بالصغير، تمييزاً له عن يعقوب الكبير الرسول ابن زبدى اخي يوحنا.
 وواصل وكان هو وبطرس ويوحنا معتبرين كأعمدة الكنيسة، كما يقول مار بولس في رسالته إلى غلاطية. ويذكر مار بولس ايضاً: ان الرب يسوع تراءى ليعقوب خصوصاً، كما تراءى لكيفا ولسائر الرسل.  ولما تفرّق الرسل للبشارة، بقي هو وحده في اورشليم. 
 مضيفا بعد العنصرة، اخذ يعقوب يبشر بالإنجيل في اورشليم وجوارها. وقد اهين وضرب وسجن كسائر الرسل وكان صابراً مسروراً. ثم اقيم اسقفاً على اورشليم، فكان ذلك الراعي الصالح لتلك الكنيسة الاولى، ام الكنائس، يبذل نفسه عن رعيته ويرد الكثيرين الى الايمان بالمسيح وكان في حياته مثالاً للنسك والتقشف والبرارة.
 وواصل فحسده رؤساء الكهنة، وفي مقدمتهم حنان، وعملوا على قتله. فاصعدوه الى جناح الهيكل وسألوه عن رأيه في المسيح، فجاهر قائلاً: انه ابن الله الوحيد الجالس عن يمين الله. وسوف يأتي ليدين الاحياء والاموات. فطرحوه الى أسفل، فتكسرت اعضاؤه وأشرف على الموت. فرفع عينيه الى السماء، غافراً لهم، كما فعل الرب يسوع واستفانوس اول الشهداء، وقال: “يا رب، لا تُقِم عليهم هذه الخطيئة". وبعد ان رجموه بالحجارة ضربه أحدهم بمطرقة على رأسه، ففاضت روحه الطاهرة، في عيد الفصح في العاشر من ابريل سنة 62م.